الوقت - بداية خارج كل التوقعات عرفتها النسخة الحادية عشرة من كأس العرب، بعدما خطف المنتخب الفلسطيني فوزًا ثمينًا على نظيره القطري بهدف دون رد، في مباراة شهدت إثارة عالية على ملعب البيت مساء الإثنين، وسط حضور جماهيري غفير وأجواء احتفالية رافقت الافتتاح الرسمي للبطولة.
وجاء هدف اللقاء الوحيد من كرة ارتطمت بالمدافع القطري سلطان البريك خلال آخر دقيقة في الشوط الثاني، ليجد الجمهور نفسه أمام صدمة غير متوقعة في أولى لحظات مشوار “العنابي” نحو المنافسة على اللقب.
المنتخب القطري دخل البطولة بأحلام كبيرة ودوافع مرتفعة بعد تأهله التاريخي إلى كأس العالم 2026، وتصدره مجموعته في المرحلة الرابعة من التصفيات الآسيوية التي جرت في الدوحة أمام عمان والإمارات.
ورغم تاريخه الحافل بالمشاركات العربية السابقة، بقي التتويج غائبًا عن خزائنه، فيما حملت النسخة الحالية آمالًا بفتح صفحة جديدة تقوده نحو اللقب الأول.
المسيرة القطرية شهدت غيابات مؤثرة، أبرزها الهداف التاريخي المعز علي الذي أجرى عملية جراحية أبعدته عن التشكيل، إلى جانب غياب الثنائي أحمد الراوي وأحمد الجانحي، الأمر الذي فرض خيارات محدودة على الجهاز الفني في أول اختبار رسمي بالبطولة.
على الطرف الآخر، دخل المنتخب الفلسطيني المباراة بكامل ثقله بحثًا عن بداية قوية تدعم طموحاته في النسخة السادسة من مشاركاته العربية.
رحلة التأهل لم تكن سهلة، فقد تجاوز “الفدائي” نظيره الليبي بركلات الترجيح (4-3) بعد مواجهة انتهت بلا أهداف في الوقت الأصلي، ليشق طريقه نحو النهائيات بثقة كبيرة.
التحضيرات الفلسطينية جاءت مكثفة، شملت معسكرًا في إسبانيا واجه خلاله منتخبي كتالونيا والباسك، ثم مرحلة إعداد أخرى في الدوحة امتدت أسبوعًا كاملًا قبل انطلاق التصفيات التمهيدية.
هذا الإعداد انعكس على أرض الملعب، إذ بدا الفريق منضبطًا ومنسجمًا وقادرًا على التعامل مع ضغط الافتتاح.
الفوز يفتح الباب أمام المنتخب الفلسطيني لدخول المنافسة بروح جديدة، بحثًا عن إنجاز تاريخي يتمثل في بلوغ الدور الثاني للمرة الأولى، بينما يجد “العنابي” نفسه مطالبًا باستعادة توازنه سريعًا قبل خوض المواجهتين المقبلتين أمام تونس وسوريا في المجموعة الأولى.
أجواء الافتتاح حملت كل ملامح الحماسة العربية، غير أنّ النتيجة وضعت البطولة منذ يومها الأول على سكة التشويق، في انتظار ما ستكشفه الجولات القادمة من مفاجآت جديدة.
