الوقت - استأنف مسرح الأليزيه – الأشرفية – شرق بيروت، نشاطه بعد توقف طويل فرضته الظروف الصعبة، ولأنها تحمل ذكريات جميلة لأعمال فنية كبيرة أبرزها للفنان: روميو لحود، ومعه أسماء كبيرة على الخشبة.
بدأت نشاطات المسرح مع مسرحية: إنتاج محلي، للممثلين: يوسف الخال، وعمار شلق، نص وإخراج مارك قديح، في لعبة كوميدراما تنهج طريقاً واضحاً يشرح حيثيات ومصاعب الإنتاجات المحلية والشروط الصعبة لتحقيقها.
عمار منتج ويوسف نجم تمثيل والحوار بين الطرفين محكوم بـ : المال، السوشيال ميديا، والموضوع الذي يحرك الجمهور لكي يقصد قاعات العرض.
لكن تبادل الحديث والنقاش أقرب إلى: حوار الطرشان، فلا نتيجة لتبادل الآراء لأن لكل من الطرفين وجهة نظر تتناقض مع الآخر، وتستمر هذه الحال على مدى وقت المسرحية، بما يوحي بأن الأمل مفقود في أي صياغة نموذجية للفوز بأسلوب عمل يُفضي إلى مشاريع فنية نموذجية تحمل المعاني الحقيقية لفائدة الرواد.
يوسف كان في أفضل حالاته سواء بالمقارنة مع أدواره المسرحية السابقة، أو التي ظهر فيها على الشاشة الصغيرة، بدا كالدينامو، يُلوّن في أدائه مع عفوية فائقة جعلتنا نصدقه على طول الخط، في مقابل ما يتمتع به عمار من ثبات وتوازن والشغل على الجوهر لكن بإحساس فياض بالمعاني والمشاعر، مع طراوة في مقاربة الأدوار لتصبح في المتناول أليفة ومتميزة وهو ما منحه خصوصية في الأداء ورسم معالم الدور على أفضل نحو.
تفاعل الصالة كان مثالياً، خصوصاً وأن العرض الافتتاحي عرف زحمة واسعة من الفنانين الذين تعاطوا إيجاباً مع العمل وبطليه ومخرجه، وجاءت تعليقاتهم بالغة الإيجابية، مع أمل بأن الحركة المسرحية المنتعشة حالياً تكتسي نسبة عالية من النوعية بدل الاعتماد على حس الترفيه السطحي بداعي التخفيف عن أمزجة الناس القلقة على الغد. وسعادة، دخول مسرح جديد على لائحة الخشبات المحلية تسهم في حل مشكلة ندرة الخشبات الجاهزة وقت ذروة موسم العروض.
الكثير من الإيجابيات يحفل بها: إنتاج محلي، حيث تتأكد الحاجة إلى الأسماء البارزة في الأعمال المقدمة، مع موضوع ميداني جاذب وصادق. ولن تكون هناك حاجة بعدها إلى الترويج، فشروط النجاح متوفرة دونما جهد مضاعف.
