الوقت- أعلن وزير الخارجية الايراني في لقاء مع نظيره المصري اليوم، استعداد إيران لصياغة دليل (بروتوكول) للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الوضع الجديد الناتج عن الهجمات الاميركية والصهيوني غير القانونية في إطار قانون برلماني.
والتقى عراقجي، الذي يرأس وفدا دبلوماسيا إلى القاهرة، وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي لدى وصوله إلى القاهرة اليوم الثلاثاء.
وتناول اللقاء تطورات العلاقات الثنائية بين إيران ومصر، وأكد الجانبان عزمهما على مواصلة هذه المسيرة بهدف تعزيزها في المجالات التي تهم البلدين، بما في ذلك المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية والثقافية.
وناقش وزيرا الخارجية الإيراني والمصري، اللذان أجريا أيضًا محادثة هاتفية الليلة الماضية، التطورات الإقليمية والدولية في هذا اللقاء اليوم، لا سيما الكارثة الإنسانية في فلسطين المحتلة جراء الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، وضرورة تقديم المساعدات الإنسانية للشعب، ووقف الإبادة الجماعية وجرائم الكيان الصهيوني، ومنع مخطط تهجير سكان غزة قسرا من أرضهم.
كما ناقش الوزيران القضية النووية الإيرانية. في إشارة إلى موقف إيران المبدئي في الدفاع عن حقوقها ومصالحها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي.
وصف وزير الخارجية الإيراني الهجمات غير القانونية التي شنتها اميركا والكيان الصهيوني بأنها ضربة قاصمة لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
ونوه عراقجي الى مسؤوليات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حماية حقوق الدول الأعضاء في معاهدة حظر الانتشار النووي، معلنا استعداد إيران لصياغة دليل (بروتوكول) للتعاون بين إيران والوكالة في ظل الوضع الجديد الناتج عن الهجمات الاميركية والصهيونية غير القانونية، وذلك في إطار قانون برلماني.
يذكر انه حتى الآن، عُقدت ثلاث جولات من المفاوضات بين إيران والوكالة لصياغة هذا الدليل.
وقال إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، ردا على سؤال ، إن نتائج المحادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية قيد المراجعة من قبل الجهات المعنية في طهران، واضاف: نحن ننتظر التوصل إلى النتيجة النهائية، وبناءً على ذلك سنعلن موعد المرحلة التالية من المحادثات.
وتابع بقائي: "لم نتوصل إلى نتيجة بعد، لكن عملية المحادثات كانت إيجابية، وكانت الاعتبارات المتعلقة بأمن وسلامة المنشآت النووية الإيرانية، والواقع الميداني، واعتبارات المجلس الاعلى للأمن القومي، وقرار مجلس الشورى الاسلامي، عناصر أخذها مفاوضونا في الاعتبار في المفاوضات مع الوكالة، ونحن ننتظر إجراء المحادثات النهائية والانتهاء من النص النهائي المتفق عليه بين إيران والوكالة، والذي يتضمن الطريقة التي ستتعاون بها إيران والوكالة في ظل الظروف الجديدة.
ومن المقرر أن يلتقي عراقجي اليوم بالمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في القاهرة لمناقشة دليل قواعد التعاون.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية، إسماعيل بقائي، المرافق لعراقجي في هذه الزيارة، بأنه خلال لقاء عراقجي بالمدير العام للوكالة، سيلتقيان ويناقشان التعامل بين إيران والوكالة الدولي في ظل الظروف الجديدة الناجمة عن الهجمات غير القانونية التي شنتها اميركا والكيان الصهيوني، وذلك في إطار قانون مجلس الشورى الاسلامية الصادر بتاريخ 25 يونيو/حزيران 2025.
كما أعلن وزير الخارجية المصري استعداد مصر لتسهيل التعامل بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لدى لقائه بعراقجي، مؤكدا على حق جميع الدول الأعضاء في معاهدة حظر الانتشار النووي في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، ومشيدا بالنهج المسؤول للجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذا الصدد.
وقال: إيران تعاملت بمسؤولية حيال برنامجها النووي ونحن مستعدون لدفع العلاقة بين طهران والوكالة الذرية الى الأمام.تجدر الاشارة الى انه في أعقاب هجوم الكيان الصهيوني واميركا على المنشآت النووية السلمية الإيرانية الخاضعة لإشراف الوكالة الدولية، والذي استند إلى تقرير شامل صادر عن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعدم إدانة هذه المنظمة الدولية لهذا الإجراء، أصدر مجلس الشورى الإسلامي قرارا بتعليق التعاون بين إيران والوكالة.
في ذلك الوقت، أعلن كاظم غريب آبادي، مساعد وزير الخارجية لللشؤون القانونية والدولية، عن زيارة وفد من الوكالة إلى إيران، ثم تحدث بقائي وقال: هذه الزيارة كانت لإعداد دليل جديد للتعاون مع الوكالة بعد هجوم الكيان الصهيوني واميركا على المنشآت النووية الإيرانية والقرار الأخير لمجلس الشورى الاسلامي بتعليق التعاون مع هذه الوكالة الدولية.
وصرح أنه لا توجد خطة لزيارة المنشآت النووية التي تضررت خلال الهجمات الاميركية والصهيوني غير القانونية.
وبعد ذلك، عُقدت ثلاث جولات من المفاوضات بين إيران والوكالة الدولية، الجولة الأولى في طهران والجولتان الثانية والثالثة (الجولة الثالثة يومي الجمعة والسبت 5 و6 سبتمبر/أيلول الجاري) في فيينا، حيث شارك في هذه المفاوضات الوفد الإيراني المكون من المدير العام للسلام والأمن بوزارة الخارجية وممثل عن الوكالة الدولية الطاقة الذرية.