الوقت- الروائية الإيرلندية، سالي روني، قد تتعرض للاعتقال بموجب "قانون الإرهاب" البريطاني، بعد إعلانها نيتها تخصيص عائدات أعمالها لدعم مجموعة "Palestine Action".
قد تواجه الروائية الإيرلندية، سالي روني، الاعتقال بموجب "قانون الإرهاب" البريطاني بعد إعلانها نيتها تخصيص عائدات أعمالها لدعم مجموعة "Palestine Action"، التي جرى حظرها وتصنيفها منظمة إرهابية في المملكة المتحدة الشهر الماضي، وفقاً لتحذير خبير قانوني.
وفي الوقت نفسه، أكدت رئاسة الوزراء البريطانية أن دعم هذه المجموعة يُعتبر جريمة بموجب القانون، وذلك بعد تصريح روني بتعهدها.
وأوضحت الكاتبة أن حقوق الملكية الفكرية من كتبها، بما في ذلك "أشخاص عاديون" (Normal People) و"أحاديث مع الأصدقاء" (Conversations with Friends)، إضافةً إلى عوائد عروض الـBBC المقتبسة عنها، ستُستخدم لدعم "Palestine Action"، وفق ما كتبته في صحيفة "Irish Times" خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وبحسب ما نقلته "وكالة الصحافة البريطانية"، فإن المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، رفض التعليق على تصريحات روني بشكل مباشر، لكنه أوضح أن هناك: "فرقاً بين إظهار الدعم لمنظمة محظورة، وهو جريمة بموجب قانون الإرهاب، وبين الاحتجاج المشروع دعماً لقضية".
وعن الرسالة التي توجهها رئاسة الوزراء لمن يفكر في التبرع لـ "Palestine Action"، قال المتحدث: "إن دعم منظمة محظورة يُعدّ جريمة بموجب قانون الإرهاب، والشرطة ستنفذ القانون كما هو متوقع".
وقال الخبير القانوني البريطاني، صدقات قادري، إن الكاتبة الأكثر مبيعاً قد تواجه الملاحقة القضائية حتى لو عبّرت عن آرائها مثلاً في مهرجان أدبي بالمملكة المتحدة، مشيراً إلى أن ذلك "يكشف عدم التناسب الفادح" في قرار الحظر.
وكتبت روني السبت الماضي: "كتبي، على الأقل في الوقت الراهن، ما زالت تُنشر في بريطانيا ومتاحة على نطاق واسع في المكتبات وحتى في السوبرماركت. وفي السنوات الأخيرة، عرضت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) نسختين مقتبستين عن رواياتي، ما يعني أنها تدفع لي بانتظام رسوم حقوق. أريد أن أكون واضحة بأنني أنوي استخدام هذه العائدات، إلى جانب منصتي العامة بشكل عام، لمواصلة دعم "Palestine Action" والعمل المباشر ضد الإبادة الجماعية بأي وسيلة أستطيعها".
وفي مقالها الأخير في "Irish Times"، قالت روني إنها ستكون "سعيدة بنشر هذا البيان في صحيفة بريطانية – لكن ذلك بات غير قانوني الآن"، وتشمل كتبها الأخرى "أيها العالم الجميل، أين أنت" و"إنترمتسو".
ومنذ تصنيف "Palestine Action" منظمة إرهابية في أوائل تموز/يوليو الماضي، جرى اعتقال أكثر من 700 شخص بموجب القانون، كثير منهم أثناء احتجاج سلمي في 9 آب/أغسطس الجاري في ساحة البرلمان في لندن.
وقال الكاتب والمحامي قادري إن: "تلقي الأموال بنية استخدامها في دعم الإرهاب يُعدّ جريمة بموجب المادة 15 من قانون 2000. وهذا يعني أن روني قد تُعتقل من دون مذكرة باعتبارها (إرهابية)"، مضيفاً أن "العبث لا يتوقف هنا"، مشيراً إلى أن قرار وزيرة الداخلية، إيفيت كوبر، بضم "Palestine Action" إلى نفس فئة تنظيم "داعش" يعني أن الـBBC نفسها قد تُصبح عرضة للمساءلة الجنائية إذا واصلت دفع العوائد لروني بعد إعلان نواياها.
وتابع: "الحكومات السلطوية عادةً ما تهدد الكتّاب وتخيف المؤسسات الإعلامية، لكن من المدهش أن حكومة حزب العمال بقيادة كير ستارمر اختارت السير في هذا المسار".
وعن إمكانية تعرض روني للعقوبة إذا تحدثت مثلاً في مهرجان أدبي بريطاني، قال قادري: "هناك بالتأكيد خطر أن تقع تحت طائلة القانون".
وأضاف: "إذا عبّرت عن آرائها بشأن إدانة جرائم الحرب المرتكبة في غزة، يمكن بناء قضية اتهام ضدها"، موضحاً أن ما يجري "هجوم مشين" على حرية التعبير.