الوقت – بعد انقضاء نحو أربعين يوماً على انتهاء الحرب التي فرضها الكيان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية، بات جلياً أن الجوانب الفنية وخصائص هذه المواجهة ستظل محل دراسة وتمحيص في المحافل العامة ومراكز الأبحاث العسكرية والأمنية المتخصصة حول العالم لسنوات مديدة، وستُستقى من دقائق تجارب الطرفين دروس ثمينة للمعارك المقبلة.
ويتجلى هذا الأمر من خلال سيل التقارير المنشورة في أرقى مراكز الفكر العالمية، ووسائل الإعلام المرموقة في المنطقة وخاصةً في تركيا، وتصريحات الجنرالات وقادة الجيوش في شتى بقاع الأرض، مما يُبرهن أن إيران في هذه المعرکة لم تواجه نظاماً مصطنعاً قاتلاً للأطفال فحسب، بل جابهت معظم القوى العسكرية الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، مما يضاعف قيمة الإنجازات التي تحققت، ويرفع من شأنها.
ومن البديهي أن بعض هذه النتائج والإنجازات التي حققتها القوات المسلحة الإيرانية، وخاصةً القوة الجوفضائية للحرس الثوري الإيراني - كالتدمير الشامل لمعهد وايزمان - لن تكون ملموسةً وقابلةً للشرح الدقيق في المدى المنظور، بيد أن ثمة جوانب أخرى تستدعي تمحيصاً وتحليلاً أكثر دقةً في هذه الآونة. ومن بين هذه المباحث الجديرة بالتأمل يمكن التمعن في دقة وأساليب استخدام الأسلحة الإيرانية بعيدة المدى، وخاصةً الصواريخ الباليستية والتكتيكية، التي كان لها الأثر البالغ في التوصل إلى وقف إطلاق النار، وإلحاح أمريكا و"إسرائيل" على إنهاء الهجمات الإيرانية.
أسلحة "إسرائيل" المحلية: سراب يتبدّد أمام حقائق الميدان
تنعم "إسرائيل" بفيض المساعدات السنوية الأمريكية البالغة مليارات الدولارات وقدرات خطوط الإنتاج والقوى البشرية لهذه الدولة العظمى، غير أن هذا الأمر استحال في نهاية المطاف إلى کعب أخيل لهذا الكيان، تجلى بوضوح ساطع في أوقات المحن كعدوانه على الجمهورية الإسلامية، إذ على نقيض ما تروّج له الدعاية الصهيونية، لم تكن لديهم القدرة على الصمود أمام القوات المسلحة الإيرانية ولو لبضعة أيام معدودة. فالاعتياد على تلقي الأسلحة والذخائر بيسر وسهولة جعل هذا الكيان، خلافاً للصورة الإعلامية المصطنعة، ينأى بنفسه عن مسار التصنيع المحلي على مدى عقود طويلة، واقتصر دور بعض الشركات التسليحية مثل رافائيل وإلبيت على مجرد تجميع القطع الواردة من أمريكا؛ وقد تجلت الآثار السلبية لهذا النهج في مناسبات عديدة غير الحرب الأخيرة، حين نشبت خلافات سياسية بين واشنطن وتل أبيب حول قضايا إقليمية.
فعلى سبيل المثال، في أواخر عهد جو بايدن، قيّد وقف إمدادات الذخائر من أمريكا يد "إسرائيل" في مواصلة عدوانها على غزة، واضطروا خلال فترات متعاقبة، رغم مكنون صدورهم، إلى الرضوخ لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان. فتقريباً جميع ذخائر الطائرات المقاتلة (بالإضافة إلى المقاتلات نفسها)، وقطع غيار الطائرات، والصواريخ الدفاعية، وحتى ذخائر المدفعية وقذائف الهاون الإسرائيلية مستوردة، مما يعني أن أي مواجهة عسكرية مع إيران لا يمكن أن تمتد لأكثر من فترة زمنية محددة سلفاً، لأن مخزون الذخائر ينضب بسرعة مذهلة ويحتاجون إلى وقت لإعادة ملء ترسانتهم من مخازن أمريكا وأوروبا.
الصهاينة ووهم القبة الدفاعية الأكثر كثافةً في العالم
في أعقاب ظهور الصواريخ الباليستية بعد الهجمات الصاروخية من العراق إبان حرب الخليج عام 1991، شيّد الكيان الصهيوني على مدى العقود المنصرمة أكثر شبكات الدفاع المضادة للصواريخ كثافةً وتعقيداً في العالم. وتشكّل رادارات غرين باين وسوبر غرين باين لنظام آرو، ورادار AN-TPY2 الأمريكي لنظام ثاد، حجر الزاوية في منظومة الرادارات للإنذار المبكر للتصدي للهجمات الباليستية الصهيونية. وتغطي أنظمة آرو 1 إلى 3، التي شهدت تطوراً متسارعاً منذ تسعينيات القرن الماضي حتى يومنا هذا، طيفاً واسعاً من التهديدات بدءاً من صواريخ سكود وصولاً إلى الصواريخ متوسطة المدى.
وحلّ نظام مقلاع داوود محل باتريوت الأمريكي للتصدي للصواريخ الباليستية التكتيكية، بينما تتكفّل القبة الحديدية بالتصدي للصواريخ المدفعية. ونظراً لتباين مديات وأنواع الصواريخ، كانت صواريخ سلسلة آرو 2 و3 بمعاضدة أنظمة ثاد الأمريكية، الخيار الأمثل للصهاينة للدفاع عن أنفسهم ضد الصواريخ الإيرانية في عمليات “الوعد الصادق” الثلاث، ولم نشهد سوى في حالات نادرة استخدام مقلاع داوود والقبة الحديدية ضد أهداف خاصة.
وعلى الرغم من ادعاء شركات صناعة السلاح في "إسرائيل" منذ أمد بعيد بالتصنيع المحلي لأنظمة الدفاع لهذا الكيان، إلا أن الحقيقة الناصعة هي أن جميع الأنظمة المذكورة تُصنع ما بين 50 إلى 80 بالمائة من مكوناتها في خطوط الإنتاج على الأراضي الأمريكية، ولا تُسلم إلا للتجميع النهائي إلى شركات مثل IAI، وفيما يلي نستعرض نبذةً عن بعضها.
نظام "مقلاع داوود" الدفاعي
طُوِّر هذا النظام الدفاعي متوسط المدى، الذي اعتُبر بديلاً لأنظمة هوك وباتريوت في خدمة القوات العسكرية الإسرائيلية، للتصدي لطيف واسع من الأهداف من المركبات الجوية المأهولة وغير المأهولة إلى صواريخ كروز والصواريخ الباليستية، بشكل مشترك بين شركتي رافائيل الإسرائيلية وريثيون الأمريكية، ودخل الخدمة عام 2017.
وبالإضافة إلى التعاون مع رافائيل في الإنتاج المشترك لصاروخ ستونر (الصاروخ المستخدم في النظام)، تضطلع شركة ريثيون الأمريكية أيضاً بإنتاج وحدات إطلاق النار للنظام. وتنتشر فرق هذه الشركة في أكثر من 30 ولاية على امتداد الأراضي الأمريكية للمشاركة في مشروع إنتاج مكونات نظام مقلاع داوود الدفاعي.
نظام "القبة الحديدية" الدفاعي
ابتُكر هذا النظام للتصدي لقذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى الخفيفة والمدفعية، وقذائف المدفعية، والمركبات الجوية غير المأهولة، في أعقاب دروس الحرب في جنوب لبنان في تسعينيات القرن الماضي، وتساقط الصواريخ من قطاع غزة باتجاه المستوطنات المجاورة في مطلع الألفية الثالثة، وبلغ مرحلة التشغيل الفعلي عام 2011.
طُوِّرت القبة الحديدية في بادئ الأمر من قبل شركتي رافائيل وصناعات الفضاء الإسرائيلية (IAI)، لكن بعد إثبات نجاعتها للقوات العسكرية الإسرائيلية والحاجة الملحة إلى توسيع نطاق إنتاجها لتلبية المتطلبات المتزايدة، أُعلن في يوليو 2014 أن شركة ريثيون الأمريكية ستنخرط في إنتاج أجزاء من صاروخ تامير (الصاروخ المستخدم في النظام).
وبعد سنوات من المفاوضات، أبرمت شركتا رافائيل وريثيون في أكتوبر 2023 اتفاقيةً لتشييد مصنع في مدينة كامدن الشرقية بولاية أركنساس. ووفقاً للاتفاق، سيتولى هذا المصنع إنتاج صواريخ تامير لاستخدام القوات العسكرية الأمريكية (التي اقتنت نظام القبة الحديدية) وحلفاء أمريكا الآخرين. وبالإضافة إلى خطة إنتاج الصواريخ بشكل متكامل على الأراضي الأمريكية، كان ما بين 55 و75 بالمائة من مكونات صواريخ الاعتراض تامير، يُصنع من قبل شركة ريثيون في منشآتها بولاية أريزونا الأمريكية ويُرسل إلى "إسرائيل" للتجميع، حتى قبل إبرام هذا الاتفاق.
آرو (السهم) 3
دخل نظام الدفاع آرو 3 (حيتس بالعبرية)، الذي يُعد الرهان الأساسي للدفاع الإسرائيلي ضد الصواريخ الباليستية متوسطة المدى والعابرة للقارات، حيز الإنتاج منذ عام 2017. ومنذ عام 2008 حتى الآن، خصصت الحكومة الأمريكية، كجزء من برنامج الدفاع المضاد للصواريخ المشترك مع "إسرائيل"، ما معدله 90 مليون دولار سنوياً لمشروع تطوير وإنتاج هذا النظام. كما أُجريت بعض اختبارات هذا النظام، بما في ذلك اختبارات عام 2019، على الأراضي الأمريكية وفي ولاية ألاسكا النائية.
وتتولى شركة ستارك (STARK)، وهي فرع من صناعات الفضاء الإسرائيلية لكنها متمركزة في الولايات المتحدة في مدينة كولومبوس بولاية ميسيسيبي، مسؤولية إنتاج الكنيسترات (الأنابيب الحاضنة للصواريخ) لصواريخ نظام آرو 3. وفي المجمل، يُصنع قرابة نصف مكونات هذا النظام الدفاعي على الأراضي الأمريكية.
المشاركة المباشرة للدفاعات الأمريكية في الحرب الأخيرة مع إيران
بالإضافة إلى جميع المساعدات المذكورة آنفاً، وبدافع الهلع الذي استبدّ بأمريكا و"إسرائيل" من القدرة الصاروخية الإيرانية، نشر الجيش الأمريكي قبيل اندلاع الحرب الأخيرة بطاريةً من نظام الدفاع ثاد في صحراء النقب، والتي وفقاً لمصادر متعددة، رافقها نشر ما يناهز 100 إلى 150 صاروخاً اعتراضياً من هذا النظام؛ واستُخدم عدد من صواريخ ثاد في التصدي للصواريخ الباليستية التي انطلقت من اليمن. كما شاركت المدمرات البحرية الأمريكية المبحرة في شرق البحر المتوسط، على غرار عمليتي “الوعد الصادق 1 و2”، في محاولة اعتراض الصواريخ الباليستية الإيرانية، وقدمت المساعدة لـ "إسرائيل" باستخدام أنظمة ستاندارد 2 و3.
وفيما يتعلق باعتماد الدفاع الجوي الإسرائيلي على العون الأمريكي، فقد أفرز عيوباً جوهريةً للجيش والحكومة الصهيونية يمكن استثمارها في المواقف المناسبة. فغياب التصنيع المحلي لصواريخ الدفاع الجوي الإسرائيلية يجعلها رهينةً دائمةً لإرسال شحنات جديدة أمريكية، وأي اشتباك مستقبلي يتطلب الضوء الأخضر والتنسيق المسبق مع واشنطن، لكن من ناحية أخرى، ونظراً لافتقار "إسرائيل" إلى الميزانية والموارد البشرية الكافية، فإن الاعتماد على قدرات خطوط الإنتاج والقوى البشرية الأمريكية والميزانية الهائلة للمساعدات الأمريكية لمشروع الدفاع الإسرائيلي، جعل أي ضغط على مصالح وقوات هذا البلد في المنطقة ينعكس حتماً على منظومة الدفاع الصهيونية.
ما تأثير نتائج الوعد الصادق 1 و2 في الحرب الأخيرة؟
كشفت تجربة عملية الوعد الصادق 1 للقادة الإيرانيين، أن مفتاح الظفر في مجابهة دفاعات العدو يكمن في إشباعها سواء بشكل شامل أو مركّز لاستنزاف مخزون الصواريخ الاعتراضية. وبرهنت عملية الوعد الصادق 2 على نجاعة هذا النهج بعبور عشرات الصواريخ حاجز الدفاع وإصابتها قاعدة نيفاتيم الاستراتيجية، وفي عملية الوعد الصادق 3 أيضاً، حقّق إطلاق الصواريخ المتواصل، وخاصةً التركيز في الأيام الأخيرة على مناطق بعينها ظهرت فيها ثغرات دفاعية، نجاحات باهرة، حيث أثمرت عمليات الإطلاق الأقل عدداً في الأيام الأخيرة من الحرب التي استمرت 12 يوماً، نتائج أكثر إبهاراً وسجلت إصابات متعددة، مما كشف بجلاء عن وهن الدفاع المضاد للصواريخ للکيان الصهيوني رغم كونه الأضخم والأكثر كثافةً.
بالإضافة إلى ذلك، من الناحية الاجتماعية، فإن الكيان الصهيوني دولة شحيحة السكان ومفككة الأوصال، وفي حال تولّد شعور عميق بانعدام الأمن، تواجه معضلة الهجرة المعاكسة ومشكلات جسيمة، وهو ما تجلى في الحرب الأخيرة، كما أن الأحزاب المناوئة للحكومة القائمة، تجعل الوضع السياسي عسيراً على النظام الحاكم بسهولة في حال نشوء مثل هذا الوضع المضطرب.
ومن الاعترافات المتكررة لوسائل الإعلام والخبراء الإسرائيليين والأمريكيين بشأن الحرب الأخيرة، أن عدوان الصهاينة على إيران كبّد أنظمتهم وميزانيات دفاعهم الصاروخي ثمناً فادحاً، وبحسب صحيفة هآرتس، فإنه بعد أيام معدودة فقط من اندلاع الاشتباك، أوشك مخزون صواريخ آرو الإسرائيلية الاعتراضية على النضوب. ويبلغ سعر كل صاروخ آرو-3 نحو ثلاثة ملايين دولار، وكل صاروخ ثاد أمريكي أربعة أضعاف هذا المبلغ الباهظ.
ووفقاً لتحليل هآرتس، أُطلق حوالي 100 صاروخ “ثاد” خلال الحرب، بيد أن تقارير لاحقة من وسائل إعلام أمريكية مثل سي إن إن، أفادت أن هذا الرقم بلغ 150 على الأقل، وهو ما يعادل ربع إجمالي مخزون الجيش الأمريكي منذ بداية إنتاج هذا الصاروخ. ووفقاً لهذه التقديرات عينها، بلغت التكلفة الإجمالية لعمليات الاعتراض الإسرائيلية والأمريكية 1.5 مليار دولار كحد أدنى.
ومع ذلك، يجدر بنا أن نلحظ أن خوف وجزع الجيشين الأمريكي والإسرائيلي لم يقتصر على البعد المالي فحسب، لأن صناعة هذه الأنظمة بالغة التعقيد ومعدل إنتاجها محدود للغاية. فوفقاً للإعلان الرسمي لوكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية، تم إنتاج 12 صاروخ “ثاد” فقط في عام 2025، ومن المتوقع إنتاج 37 صاروخاً إضافياً كحد أقصى لعام 2026، وهو ما قد لا يتحقق في نهاية المطاف.
وينبغي أيضاً الإشارة إلى أن هذه الإحصاءات والأرقام، التي أثارت قلقاً بالغاً لدى الكيان الصهيوني وداعميه، نُشرت حصراً من قبل وسائل الإعلام المرتبطة بهذا الكيان والولايات المتحدة، والتي تم استقاؤها حتماً بنظرة متفائلة أو بناءً على الإحصاءات المقدمة من المسؤولين الأمريكيين، وقد تتباين تبايناً كبيراً عن الحقائق الميدانية، بيد أن هذه الأرقام ذاتها تُظهر أنه في حال استمرار الحرب ولو لأسبوع واحد إضافي، أي ضغط هائل ومجاعة صاروخية كانت ستعصف بنظام الدفاع الإسرائيلي.
ويكتب آري سيكوريل، نائب السياسة الخارجية في المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي (جينسا)، في أحدث تحليلاته حول الحرب الأخيرة: “تواجه الولايات المتحدة الآن تحدي إعادة تزويد صواريخ اعتراضية تبلغ تكلفة الواحد منها نحو 12.7 مليون دولار. وبناءً على التقديرات، تلقت الولايات المتحدة 11 صاروخ ثاد فقط في عام 2024، ومن المقرر أن تتسلم 12 صاروخاً إضافياً بحلول نهاية العام. وبحلول نهاية السنة المالية 2026، من المحتمل توفير ما بين 25 إلى 37 صاروخاً آخر”.
علاوةً على ذلك، وبحسب مجلة “ستارز آند سترايبس”، التي تقدم الأخبار والمعلومات للمجتمع العسكري الأمريكي، قد تستغرق إعادة بناء مخزون ثاد للجيش الأمريكي بالكامل، ما يصل إلى 8 سنوات بهذه الوتيرة البطيئة للإنتاج، خاصةً مع الأخذ بعين الاعتبار عقود المبيعات الخارجية، بما في ذلك صفقة بقيمة 15 مليار دولار مع المملكة العربية السعودية لتوريد سبعة أنظمة ثاد و360 صاروخاً اعتراضياً، وعقد دفاعي بقيمة 42 مليار دولار مع قطر يشمل الأنظمة عينها.
وتكتب وول ستريت جورنال أيضاً: “كشفت موجة الهجمات الصاروخية الواسعة النطاق التي شنتها إيران على الأراضي المحتلة خلال الحرب التي فرضها الكيان الصهيوني، عن فجوة هائلة في مخزون الصواريخ الاعتراضية الأمريكية، ولو نفذت إيران بضع هجمات صاروخية كبرى أخرى، لكانت إسرائيل قد استنفدت مخزونها من صواريخ ‘آرو 3’ المتطورة بالكامل”.
لكن هل بلغت هذه الإطلاقات الصاروخية غاية النجاعة؟ وفقاً لنتائج تقرير المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي (جينسا) وحده، في الفترات التي كان فيها أكثر من 60% من الصواريخ الاعتراضية المستخدمة ضد الصواريخ الإيرانية من طراز ثاد، ارتفع معدل إصابة الصواريخ الإيرانية لأهدافها بشكل ملحوظ، وهو ما قد يشير، وفقاً لتحليل المعهد المذكور، إلى القيود التشغيلية الجوهرية لنظام ثاد في مواجهة الهجمات المكثفة والمتتالية.
ومن الجلي الواضح أن القوات المسلحة الإيرانية لا تزال تمتلك ذخائر وافرة لتدمير مختلف مراكز الكيان الصهيوني وحتى المنشآت الأمريكية، والتي لم تستدع الضرورة تفعيلها بعد، وإذا ما قرّر أعداء إيران اختبار إرادة وقدرة إيران العسكرية مجدداً، فستكون هناك العديد من الخيارات الرادعة لتحطيم أوهامهم وتقويض إمكاناتهم في متناول الجمهورية الإسلامية.