الوقت- في نبأ صدم محبيه في لبنان والعالم العربي، الموت يغيّب الفنان اللبناني زياد الرحباني عن عمر ناهز 69 عاماً. ماذ تعرفون عنه؟
في نبأ كان له وقع الصدمة على محبيه في لبنان والعالم العربي، غيّب الموت، يوم السبت، الفنان اللبناني، زياد الرحباني، عن عمر ناهز 69 عاماً.
وزير الثقافة اللبناني، غسان سلامة، نعى زياد الرحباني في منشور له على منصة "أكس"، ويستشف من تصريح سلامة، أن زياد توفي بعد إصابته بمرض عضال، خاصة أن الراحل، "لم يعد يجد القدرة على تصور العلاج والعمليات التي يقتضيها".
وقال سلامة: "كنا نخاف من هذا اليوم لأننا كنا نعلم تفاقم حالته الصحية وتضاؤل رغبته في المعالجة. وتحولت الخطط لمداواته في لبنان أو في الخارج إلى مجرد أفكار بالية لأن زياداً لم يعد يجد القدرة على تصور العلاج والعمليات التي يقتضيها. رحم الله رحبانياً مبدعاً سنبكيه بينما نردد أغنيات له لن تموت".
وزياد الرحباني (1956 - 2025)، نجل السيدة فيروز والملحن عاصي الرحباني، فنان متعدد المواهب. إنه الموسيقي، والملحن، والشاعر، والكاتب مسرحي، والممثل، والمخرج. كما أنه من أبرز الشخصيات التي طبعت المشهد الثقافي والفني اللبناني والعربي، خاصة من خلال مسرحه السياسي الساخر وموسيقاه التي تمزج بين الكلاسيك والجاز واللهجة المحكية اللبنانية.
في العام 1973 كانت انطلاقته الفعلية وهو في الــ 17 من عمره، عندما شارك في تلحين وإعداد أغنية "سألوني الناس" لفيروز، بسبب مرض والده عاصي، فاضطر زياد لإكمال التوزيع والتلحين.
ثم في العام 1974 حيث كتب ومثّل أولى مسرحياته "نزل السرور"، ضمن مهرجانات بعلبك، وأظهر فيها لأول مرة أسلوبه النقدي والساخر.
اشتهر الرحباني، اليساري الماركسي، والمؤمن بالعدالة الاجتماعية، وانحيازه للفقراء والمهمشين، اشتهر بمسرحياته التي دمجت بين الكوميديا السوداء، والنقد السياسي والاجتماعي، والموسيقى الحيّة، من أبرزها: "بالنسبة لبكرا شو؟" (1978)، و"فيلم أميركي طويل" (1980)، و"شي فاشل" (1983)، التي شكلت نقداً عميقاً للمجتمع اللبناني خلال بدايات الحرب الأهلية، متناولاً خيبة الأمل والانهيار في البنية السياسية والاجتماعية في البلاد.
ولم يكف زياد الرحباني، بعد انتهاء الحرب الأهلية، عن استكمال نقده للمشهد اللبناني والنظام الطائفي في البلاد بنبرة أكثر مباشرة وسوداوية، حيث اعتبر في مقابلة تلفزيونية سابقة مع الفنان السوري، بسام كوسا، أن السلام اللبناني أشبه بمرحلة استراحة بين الحروب.
أما بخصوص القضايا العربية، وفي مقدمها قضية فلسطين ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي، فاتخذ زياد الرحباني مواقف صريحة وجريئة، معبّراً مراراً عن انحيازه الواضح لفلسطين والمقاومة والعدالة الاجتماعية، سواء من خلال فنه أو مقابلاته أو مداخلاته المباشرة.
ولم يتعامل الرحباني مع فلسطين كموضوع عابر، بل كقضية مركزية في ضميره الفني والسياسي. حيث عبّر في أكثر من مناسبة، عن أن فلسطين هي المعيار الأخلاقي لأي موقف أو انتماء.
كما دعم كذلك المقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة حزب الله، معتبراً أن مقاومة الاحتلال حق مشروع.
وكان أيضاً من أوائل الفنانين اللبنانيين الذين رفضوا التطبيع مع "إسرائيل" بشكل قاطع، مؤكداً أن أي تعاون فني أو ثقافي مع الاحتلال هو خيانة.
إلى جانب أعماله المسرحية، فإن لأغنيات زياد الرحباني بصمتها الخاصة في الأغنية اللبنانية الحديثة، نذكر منها: "بما إنو"، و"عودك رنان"، و"أنا مش كافر"، في حين أسفر تعاونه مع السيدة فيروز عن إثراء السجل الفني لــ "جارة القمر" والرحابنة.
ومن أبرز الأعمال التي جمعته بالسيدة فيروز: "سألوني الناس"، و"كيفك إنت"، و"أنا عندي حنين"، وغيرها. علماً أن هذه السطور، بالتأكيد، لا يمكن أن تفي في التعريف والإحاطة بشخص زياد الرحباني، الإنسان، والمناضل، والفنان.