الوقت- قال اسماعيل بقائي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ان مسألة تخصيب اليورانيوم، باعتبارها جزءاً من الصناعة النووية الإيرانية، يجب الحفاظ عليها، ولا مجال لأي تراجع فيها، وأي اقتراح يُطرح يأخذ بعين الاعتبار هذه الخطوط الحمراء.
وفي مستهل مؤتمره الصحفي الاسبوعي، تطرق بقائي إلى التطورات الأخيرة قائلاً: إن انعقاد منتدى طهران للحوار كان حدثاً بالغ الأهمية وفرصة لتبادل الآراء حول آخر المستجدات على الساحة الدولية، وقد شارك فيه مسؤولون من خمس قارات.
كما أُجريَت الجولة الخامسة من المباحثات غير المباشرة بين إيران وأمريكا. وتبقى المعضلة الأبرز في منطقتنا استمرار جرائم الإبادة الجماعية في فلسطين المحتلة. فقد تم اليوم استهداف مدرسة في غزة، وهذا يأتي في سياق الإبادة المستمرة منذ عامين. كثيرون من سكان غزة تضرروا جراء هذه الإبادة، وأكثر من 16 ألف طفل بريء قُتلوا. كل ذلك أمثلة واضحة على الكارثة الجارية في غزة، وهي وصمة عار في جبين العالم. ولن تنسى منطقتنا هذه الجرائم أبداً، ولا سيما تواطؤ البعض من خلال تزويد الاحتلال بالأسلحة والدعم المالي وتوفير الغطاء الدبلوماسي، مما يساهم في استمرار هذه الفظائع.
وبشأن استمرار احتجاز السيدة اسفندياري في فرنسا، قال بقائي: إن وزارة الخارجية تعتبر من واجبها الأخلاقي التدخل في أي مكان في العالم يُساء فيه إلى أي شخص، بغض النظر عن المكان أو الهوية. وخلال الأشهر الماضية، كنت على تواصل مستمر مع وسائل الإعلام حول هذا الموضوع، وكانت سفارتنا تتابع القضية منذ البداية، وكذلك زملاؤنا القنصليون في هذا الملف.
إن احتجاز السيدة اسفندياري هو احتجاز تعسفي، ولم تُوجَّه إليها أي تهمة قائمة على أساس قانوني واضح، وكل ما في الأمر أنها اعتُقِلت لدعمها الشعب الفلسطيني. وقد التقى بها زملاؤنا في السفارة مرتين. ونطالب بأن تُتَّخذ التدابير اللازمة لإطلاق سراحها. هذا الاحتجاز يكشف بوضوح عن النهج المزدوج الذي تنتهجه فرنسا تجاه قضايا حقوق الإنسان.
وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في معرض تعليقه على الشكوى القنصلية التي تقدّمت بها فرنسا ضد إيران، قائلاً: "تفاجأنا من هذه الخطوة، ولا نعتقد أن لدينا أي خلاف مع أي دولة بشأن تنفيذ الالتزامات المنصوص عليها في اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية. نحن ملتزمون بتنفيذ التزاماتنا بموجب القانون الدولي، وما قامت به فرنسا يمثل استغلالاً سياسياً لأداة قانونية، وهو تصرف غير بنّاء".
وأكد: "لطالما أعلنا عن استعدادنا للحوار مع الجانب الفرنسي، وسندافع عن أنفسنا بجدية في هذا الملف".
وفيما يتعلق بالتقارير حول وجود سيناريو أوروبي ضد إيران بزعم عدم التزامها بتعهداتها، قال المتحدث: "لقد أعلنا سابقاً استعدادنا لاستمرار الحوار مع أوروبا، وتوقيت ذلك بحاجة إلى قرار. من المهم متابعة مصادر الأخبار المرتبطة بعلاقات إيران وأوروبا، إذ إن كثيراً من هذه الأخبار تصدر عن الكيان الصهيوني، وهي أخبار مضللة تهدف إلى التشويش".
وأضاف: "إيران لم تسعَ يوماً إلى تضييع الوقت. وقد قلت سابقاً إننا لا نمانع تمديد المفاوضات، لكن على الطرف الآخر اتخاذ القرار. نحن دخلنا هذا المسار بنية صادقة للتوصل إلى تفاهم عادل، وأثبتنا جديتنا. لذا يجب التشكيك في دوافع تلك التقارير. نحن دائماً ندعو الأوروبيين إلى انتهاج أسلوب بنّاء في التعامل معنا".
وفي سياق الشراكة الاستراتيجية بين إيران وروسيا، صرّح بقائي: "لقد تم التصديق على الاتفاقية سابقاً من قبل مجلس الدوما الروسي، وقد أُدرجت بعجلة في جدول أعمال البرلمان الإيراني، وتم التصويت عليها هذا الأسبوع، وأُحيلت إلى مجلس صيانة الدستور. ونأمل أن تدخل حيّز التنفيذ خلال الأسابيع المقبلة".
وحول خطط وزارة الخارجية في مجال "الدبلوماسية الإقليمية"، أشار المتحدث إلى أن "الاستفادة من إمكانات المحافظات، خاصة الحدودية، كان مطروحاً منذ نيل الوزير ثقة البرلمان، وأدرج ضمن برامجه، وكُلّفت الدبلوماسية الاقتصادية بالوزارة بتنفيذه. وستكون جلسة شيراز أولى سلسلة من اللقاءات المقررة في عام (2025)، حيث سيُعقد ثلاث أو أربع جلسات أخرى بهدف تحديد القدرات الكامنة والفعالة في المحافظات".
وفي رده على تقارير تفيد باستخدام الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين كدروع بشرية، قال: "يبدو أن هذه المعلومات صحيحة، ولا تُعدّ مستغربة نظراً لسجل الاحتلال من الجرائم. وقد وردت هذه التقارير من داخل مؤسسات الكيان نفسه، ويجب عدم التشكيك في كونها جزءاً من خطة إبادة ممنهجة للشعب الفلسطيني. هذا السلوك يتعارض مع اتفاقيات جنيف ونظام المحكمة الجنائية الدولية، ويقع على عاتق المحكمة ومنظمة التعاون الإسلامي توثيق هذه الجرائم".
وفيما يخص العلاقات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال بقائي: "لطالما كان نهجنا في التعامل مع الوكالة قائماً على التعاون والالتزام. من المقرر أن يزور نائب المدير العام للوكالة طهران هذا الأسبوع، وسيجري لقاءات مع المسؤولين الإيرانيين في
وتابع: "فيما يتعلق بالتقرير الشامل المنتظر، نأمل أن يلتزم المدير العام رافائيل غروسي بواجباته بعيداً عن الضغوط الخارجية، إذ إن دور الوكالة حاسم في مواصلة هذا التعاون".
ورداً على التقارير حول الانسحاب المبكر لممثل الاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، من مفاوضات روما، قال المتحدث: "هذا من باب الإثارة الإعلامية. توقيت بدء وانتهاء المفاوضات كان محدداً مسبقاً، ومن الطبيعي أن يكون للمشاركين ارتباطات أخرى. نحن بدأنا وانتهينا من المفاوضات وفق الجدول المقرر".
وفي ما يتعلق بمقترحات سلطنة عُمان لاستئناف المفاوضات، قال: "لم يُحدَّد بعد زمان أو مكان الجولة الجديدة، وما زلنا في طور المشاورات. متى ما توصل الطرف العُماني إلى صيغة نهائية، سيتم الإعلان عنها".
وأضاف: "عُمان على دراية بمواقفنا وأطرنا التفاوضية، وتطرح مقترحاتها في المواضع التي ترى أنها يمكن أن تسهم في تقريب وجهات النظر. لكن ما هو واضح أن مسألة تخصيب اليورانيوم، باعتبارها جزءاً من الصناعة النووية الإيرانية، يجب الحفاظ عليها، ولا مجال لأي تراجع فيها. وأي اقتراح يُطرح يأخذ بعين الاعتبار هذه الخطوط الحمراء".
ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية صحة ما تداولته بعض وسائل الإعلام بشأن تفتيش 31 موقعاً نووياً في إيران، مؤكداً: "هذا الكلام عارٍ تماماً عن الصحة".