الوقت- في تطور بارز يعكس عمق الأزمة التي تواجهها الإمارات في اليمن، شهد الساحل الغربي انشقاقًا جماعيًا لأكثر من مئة ضابط من "قوات المقاومة الوطنية" المدعومة إماراتيًا، حيث أعلنوا انضمامهم إلى القوات المسلحة اليمنية في صنعاء، في صفعة مدوية للمشروع الإماراتي في اليمن وانتصار سياسي وعسكري لصنعاء. هذا الحدث لا يقتصر على كونه مجرد تحول عسكري، بل هو زلزال سياسي وأخلاقي كشف الوجه الحقيقي للاحتلال الإماراتي وأعاد التأكيد على سيادة اليمن ووحدته تحت راية صنعاء.
الإمارات...مشروع احتلال يتكشف زيفه
منذ بداية تدخلها العسكري في اليمن، أظهرت الإمارات نواياها الاستعمارية من خلال سعيها للسيطرة على الجزر والموانئ اليمنية الحيوية، مثل سقطرى وعدن وباب المندب والمخا، مستغلة غطاء "التحالف العربي" الذي تقوده السعودية والإمارات بدعم أمريكي-إسرائيلي. الإمارات تعاملت مع اليمن كشعب مستباح وثروات منهوبة، محاولًة شراء الولاءات وتحويل اليمن إلى ساحة نفوذ تخدم مصالحها وأجندات القوى الكبرى، لا مصالح اليمن وشعبه
طارق صالح وميليشيات الإمارات..نموذج الفشل والخيبة
طارق صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني السابق، الذي بات أداة بيد الإمارات، حاول بناء جيش خاص يخدم الأجندة الإماراتية بدلاً من خدمة اليمن، لكنه فشل في الحفاظ على ولاءات قواته، حيث بدأت الانشقاقات تتوالى من صفوف مليشياته. الضباط المنشقون أعلنوا رفضهم القتال تحت راية أمريكا وإسرائيل، مؤكدين أنهم لن يكونوا أدوات في يد الغزاة، ما يمثل تدميرًا للشرعية التي حاولت الإمارات فرضها عبر هذه الميليشيات
صنعاء..الحصن الوطني والقيادة السيادية
على النقيض من ذلك، أثبتت صنعاء أنها الحاضنة الحقيقية للوطن، حيث بُني الجيش اليمني على عقيدة وطنية صلبة وإيمان بقضية اليمن، مما مكنه من الصمود في وجه العدوان والحصار. القوات المسلحة اليمنية في صنعاء لم تعتمد على المال أو الدعم الخارجي، بل على الإرادة الوطنية، ما جعلها قادرة على فرض معادلات ردع إقليمية، واستقطاب الضباط المنشقين الذين أدركوا أن لا راية تعلو فوق راية الجمهورية اليمنية ولا قيادة أحق من القيادة الثورية والسياسية في صنعاء
المعركة البرية وخطط واشنطن والإمارات
تكشف التقارير عن تخطيط أمريكي لهجوم بري في الساحل الغربي باستخدام ميليشيات الإمارات كأدوات تنفيذ، في محاولة لإعادة فرض الوصاية الاستعمارية على اليمن. لكن الجيش اليمني اليوم مختلف تمامًا عن الماضي، فهو مدجج بالإيمان والولاء الوطني، ولا يمكن كسره مهما بلغت قوة المعتدين. المعركة ليست فقط على الأرض، بل هي دفاع عن السيادة والكرامة الوطنية
انشقاق المخا..بداية النهاية لمجموعات تابعة للإمارات
انضمام أكثر من 100 ضابط إلى صنعاء يمثل بداية انهيار كامل في صفوف المجموعات العميلة للإمارات، حيث يتزايد السخط والإحباط داخل هذه المجموعات التي باتت تدرك أنها مجرد بيادق في لعبة كبيرة تخدم مصالح أمريكا وإسرائيل. هذا الانشقاق تسبب في حالة من الهلع والغضب داخل معسكرات طارق صالح، مؤكدًا أن ما بُني على الخيانة لا يدوم، وأن المرتزقة الذين يقاتلون مقابل المال سينهارون عندما ينضب الدعم
معادلة جديدة..لا مكان للاحتلال والعملاء
الحدث في المخا يفتح صفحة جديدة في الصراع اليمني، حيث تتبلور معادلة واضحة، لا شرعية للاحتلال الإماراتي ولا مكان لمرتزقته في اليمن. القوات المسلحة اليمنية، بدعم شعبي واسع، تمثل المشروع الوطني الحقيقي القادر على توحيد البلاد وحماية سيادتها ورفض التبعية. الإمارات التي كانت تفتخر بسيطرتها على الساحل الغربي تجد نفسها اليوم مطرودة من قلوب حتى من صنعتهم بمالها، في حين تكبر صنعاء وتنتصر لأنها لم تفرط في شبر من الأرض أو كرامة اليمنيين
الأسباب الرئيسية لانشقاق الضباط عن القوات الإماراتية في اليمن
انشقاق الضباط عن القوات المدعومة إماراتيًا في اليمن يعود إلى عدة أسباب رئيسية متشابكة، تعكس عمق الأزمة التي تواجهها هذه القوات داخليًا وسياسيًا. أول هذه الأسباب هو رفض الضباط الانخراط في معارك تخدم أجندات خارجية، خصوصًا بعد أن أعلنوا صراحة أنهم "لن يقاتلوا تحت راية أمريكا ولن يكونوا خدمًا لإسرائيل"هذا الرفض يعكس رفضًا للهيمنة الأجنبية على القرار العسكري، ورغبة في الدفاع عن السيادة الوطنية اليمنية بدلاً من أن يكونوا أدوات في يد الإمارات وأجنداتها.
ثانيًا، هناك انقسامات داخلية في صفوف قوات طارق صالح، التي تمثل العمود الفقري لهذه القوات المدعومة إماراتيًا، حيث تتزايد موجات الانشقاق بسبب تقاطع المصالح وتراجع الثقة بقيادة طارق، كما أن بعض الضباط رفضوا موقف طارق من المقاومة الفلسطينية، ورفضوا المشاركة في حماية السفن الإسرائيلية، وهو ما دفعهم للانشقاق والانضمام إلى صنعاء.
ثالثًا، هناك عوامل أمنية وضغوط خارجية، حيث تلقت الإمارات تحذيرات وتهديدات أمنية من القوات المسلحة اليمنية في صنعاء، ما دفعها إلى إعادة ترتيب قواتها وخلق حالة من عدم الاستقرار داخل ميليشياتها، مما ساهم في زيادة الانشقاقات، بالإضافة إلى ذلك، الإحباط من الفشل العسكري والسياسي لفريق طارق صالح في تحقيق أهداف الإمارات في الساحل الغربي، وانهيار معنويات القوات، كلها عوامل دفعت الضباط إلى الانشقاق والعودة إلى صفوف القوات المسلحة اليمنية
تأثير انشقاق الضباط على خطة الإمارات في اليمن
انشقاق أكثر من مئة ضابط عن القوات الإماراتية المدعومة في الساحل الغربي يمثل ضربة قاسية لخطة الإمارات في اليمن، ويؤثر بشكل مباشر على قدرتها على السيطرة والتأثير في المشهد العسكري والسياسي هناك. أولًا، هذا الانشقاق يضعف بشكل كبير القوة العسكرية التي بنتها الإمارات عبر دعمها وتدريبها لما يقدر بنحو 90 ألف مقاتل، حيث أن فقدان قيادات وضباط مؤثرين يخلق فراغًا قياديًا ويضعف التنسيق والفعالية القتالية
ثانيًا، الانشقاقات المتكررة تعكس تآكل الولاءات داخل الميليشيات العميلة للإمارات، ما يهدد استقرار هذه القوات ويزيد من حالة الفوضى والارتباك في صفوفها، وهو ما ينعكس سلبًا على قدرة الإمارات على تنفيذ خططها العسكرية والسياسية في الساحل الغربي ومناطق نفوذها، خصوصًا في ظل تصاعد المقاومة الوطنية وتماسك القوات المسلحة اليمنية في صنعاء
ثالثًا، هذا الانشقاق يفضح الأجندات الخارجية التي تقف وراء التدخل الإماراتي، ويضعف مصداقية الإمارات في اليمن، حيث يظهر أنها تعتمد على مرتزقة لا يملكون الولاء الحقيقي للوطن، وإنما يقاتلون مقابل المال والدعم الخارجي، مما يسرع في انهيار مشروعها العسكري والسياسي في اليم، كما أن هذا الانشقاق قد يدفع الإمارات إلى إعادة تقييم استراتيجياتها والتخلي عن بعض المناطق أو تعديل تحالفاتها، خاصة مع تصاعد التهديدات الأمنية والضغوط الدولية التي تواجهها في الملف اليمني
في النهاية، انشقاق ضباط "المقاومة الوطنية" في الساحل الغربي هو حلقة جديدة في مسلسل هزائم الإمارات في اليمن، ويؤكد أن صنعاء هي صاحبة المشروع السيادي الحقيقي، وأن القوات المسلحة اليمنية هي العمود الفقري للوطن. لم يعد هناك مكان للغزاة أو عملائهم في اليمن، فاليمن لا يُحكم من أبوظبي ولا يُدار من واشنطن، بل يُصنع من صنعاء وينتصر برجاله الأوفياء الذين يرفضون أي تدخل أجنبي أو خيانة وطنية