الوقت- كتبت الدكتورة لينا الطبال، الباحثة والأستاذة الجامعية في مجال العلاقات الدولية، في مذكرة نشرتها في إحدى الصحف.
لا ينبغي لنا أن نكون محاربين لفهم سبب عدم نزع سلاح المقاومة، يكفي أن تكون لبنانياً أو فلسطينياً أو سورياً أو شخصاً حراً في العالم العربي لكي تعلم أن "إسرائيل" لا تصالح مع أي دولة.
أيها السادة، السلاح الذي تتحدثون عنه هو نفس السلاح الذي صمد في وجه المحتل، وأخرج المحتل من الجنوب، وحرر أراضينا، وهذا هو نفس السلاح الذي صدّ الدبابة الإسرائيلية ميركافا، وأحبط الجنود الذين كتبوا باللغة العبرية على جدران المنازل في جنوب لبنان وغزة: "هذه هي الأرض التي وعدنا بها إله هارون وموسى".
وكان سلاح حزب الله هو الذي أجبر العدو على التراجع، ما دفع مراسلاً إسرائيلياً إلى القول بصوت مرتجف على الهواء مباشرة إن تل أبيب لم تعد آمنة، فأُخذنا على حين غرة.
واليوم يدعو العالم غزة ولبنان لإظهار حسن النية وإلقاء السلاح والجلوس على طاولة المفاوضات لمصافحة قاتليهم، هم من يطلبون منا إلقاء السلاح وتحقيق السلام والهدوء، ولكن هل يصدق أحد أن السلام يتشكل بنزع السلاح أو بإنهاء الاحتلال؟
اذهبوا ووجهوا هذا السؤال لأمهات الجنوب وغزة وجنين، انظر إلى عيونهم، العيون التي تبقى مستيقظة ولا تنام، نفس الأمهات اللواتي يعلقن صور أبنائهن وأزواجهن الشهداء على الحائط، حسب الترتيب الأبجدي أو حسب وقت استشهادهم، في أغلب البيوت يوجد على الحائط ثلاث صور للشهداء على الأقل، وفي بعض البيوت يوجد أكثر من ذلك.
لقد فهمت هؤلاء الأمهات حقيقة بسيطة لا يتم تدريسها في الأكاديميات العسكرية في العالم: "من ليس مسلحًا فهو مسافر إلى المقبرة".
والآن هناك خبراء يظهرون على شبكات التلفزيون وفي الفضاء الإلكتروني ويتحدثون عن الحفاظ على سيادة الوطن وأمنه بابتسامات سخيفة وعبارات مقلدة مستوردة، ولكن ما الذي يخيفهم؟ أسلحة حزب الله وصواريخ القسام!