الوقت- منذ نشأته، كان الكيان الصهيوني ملتزمًا بسياسة التوسع والاستيلاء على الأراضي المجاورة، هذه المطامع، التي لم تخفَ على أحد، تظهر بوضوح من خلال الأحداث الأخيرة في سوريا، ففي هذا السياق، تتضح الرؤية الإسرائيلية ومطامعها في احتلال المناطق السورية وضمها إلى كيانها الغاصب.
خلال الأيام الماضية، أعلن الكيان الصهيوني رغبته في ذلك علنًا، ما يؤكد استمرار مخططه للاحتلال والاستيلاء على الأراضي العربية، هذه الممارسات تأتي ضمن الاستراتيجية الإسرائيلية طويلة الأمد، التي تهدف إلى تغيير الوضع الديموغرافي والسياسي للمنطقة وإضعاف الدول المجاورة لمصلحة "إسرائيل".
رابطة علماء اليمن تدين الاحتلال الإسرائيلي وتطالب بالجهاد لتحرير المناطق المحتلة
شجبت رابطة علماء اليمن بقوة الاحتلال الإسرائيلي لمناطق جديدة في سوريا واستمرار احتلال مرتفعات الجولان وقصف مقدرات الشعب السوري، في بيان رسمي صادر عنها، عبرت الرابطة عن غضبها الشديد من هذه الممارسات التي تهدف إلى تغيير الوضع الديموغرافي والسياسي للمنطقة وإضعاف الدول المجاورة لمصلحة "إسرائيل"، هذه الأفعال تأتي في إطار الاستراتيجية الإسرائيلية طويلة الأمد التي تسعى إلى توسيع نفوذ الكيان الإسرائيلي على حساب الحقوق العربية.
نددت الرابطة في بيانها بالخبث والنفاق الأمريكي، مشيرة إلى أن الاحتلال الأمريكي لمنابع النفط في سوريا تحت عنوان مكافحة تنظيم "داعش" هو مجرد ستار لتنفيذ أجندتها الخاصة.
أشار البيان إلى أن "داعش" هي صنعية واشنطن وتم توظيفها لتحقيق أهدافها في المنطقة، ودعت الرابطة أبناء الشعب السوري وكل القوى الفاعلة فيه إلى الجهاد لتحرير المناطق المحتلة من قبل الكيان الإسرائيلي وأمريكا، بما فيها مرتفعات الجولان، هذا النداء يأتي في سياق الواجب الشرعي والوطني لمواجهة الاجتياحات الخارجية والحفاظ على سيادة واستقلال سوريا.
وفي سياق آخر، استنكرت رابطة علماء اليمن الصمت العربي والإسلامي اتجاه استمرار جرائم الإبادة الجماعية في غزة والخروقات والاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، واعتبرت الرابطة أن هذا الصمت هو تواطؤ غير مقبول يشجع على الانقسام العربي والإسلامي ويفتح الباب أمام المزيد من الاعتداءات والانتهاكات.
دعت الرابطة إلى توحيد الصفوف العربية والإسلامية وتشكيل جبهة متحدة لمواجهة العدوان الإسرائيلي والضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الجرائم.
وفي ختام البيان، أكدت رابطة علماء اليمن على ضرورة دعم الشعبين السوري والفلسطيني في نضالهم العادل للحرية والاستقلال، وشددت على أن المقاومة هي الوسيلة الوحيدة لمواجهة الاحتلال والاستبداد، وأن التضامن العربي والإسلامي هو السبيل الوحيد لتحقيق العدالة والسلام في المنطقة.
موقف إيجابي.. ضوء أمل في زمن الظلام
في وقت يسود فيه الصراع والتوتر في المنطقة العربية، يأتي الموقف الإيجابي لرابطة علماء اليمن كضوء أمل ينير طريق المقاومة والصمود، البيان الصادر عن الرابطة، والذي شجب الاحتلال الإسرائيلي لمناطق جديدة في سوريا، واستمرار احتلال مرتفعات الجولان وقصف مقدرات الشعب السوري، يعكس وعيًا عميقًا بالتحديات التي تواجهها الأمة العربية والإسلامية.
موقف رابطة علماء اليمن يكتسب أهمية كبيرة في هذا الوقت الحرج، أولاً، يساهم في تعزيز التضامن العربي والإسلامي، من خلال ندائها لتوحيد الصفوف وتشجيع الجهاد لتحرير المناطق المحتلة، تؤكد الرابطة على ضرورة العمل المشترك لمواجهة العدوان الإسرائيلي والأمريكي، هذا التضامن هو أساس أي جهد ناجح لاستعادة الحقوق وتحقيق العدالة.
ثانياً، يفضح البيان المخططات الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة، وتؤكد رابطة علماء اليمن أن ادعاءات مكافحة الإرهاب ما هي إلا ستار للاستيلاء على الموارد وتغيير الوضع الديموغرافي، هذا التوضيح يساعد في زيادة الوعي لدى الشعوب العربية والإسلامية بالحقائق على الأرض، ما يعزز الدعم الشعبي للمقاومة والجهود الرامية إلى كشف حقيقة ما يحدث.
ثالثاً، تدعو رابطة علماء اليمن للجهاد لتحرير المناطق المحتلة، ما يؤكد على أهمية المقاومة كوسيلة مشروعة لاستعادة الحقوق والسيادة، هذا الموقف يشجع على الاستمرار في النضال ضد الاحتلال واستعادة الكرامة الوطنية، من خلال هذا النداء، تقدم الرابطة دعمًا معنويًا قويًا للمقاومة، ما يعزز من قوة وصمود الشعبين السوري والفلسطيني.
رابعاً، يساهم البيان في زيادة الضغط الدولي على "إسرائيل"، من خلال استنكار الصمت العربي والإسلامي، تدعو رابطة علماء اليمن إلى زيادة الضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات حاسمة ضد العدوان الإسرائيلي، هذا يمكن أن يساهم في تغيير المواقف الدولية وفرض عقوبات على "إسرائيل"، ما يساعد في حماية حقوق الشعوب المحتلة.
موقف رابطة علماء اليمن ليس فقط له أهمية رمزية، بل له تأثير عملي على الأرض، فهو يعزز الروح المعنوية للشعبين السوري والفلسطيني، ويحث القوى الفاعلة في المنطقة على التحرك بحزم، كما يوفر دعمًا معنويًا ودينيًا للمقاومة، ما يساهم في استمرار النضال من أجل الحرية والاستقلال.
ضرورة التضامن والعمل المشترك
في الوقت الذي تستمر فيه "إسرائيل" في تنفيذ مخططاتها التوسعية في سوريا وفلسطين، يظل الموقف العربي والإسلامي مفتقرًا للوحدة والقوة اللازمة للتصدي لهذه الجرائم، فبينما تستمر جرائم الإبادة الجماعية في غزة والاعتداءات على لبنان، تظهر الحاجة الماسة لتوحيد الصفوف العربية والإسلامية وتشكيل جبهة متحدة لمواجهة العدوان الإسرائيلي.
الصمت العربي والإسلامي تجاه هذه الأحداث ليس فقط تواطؤًا غير مقبول، بل هو أيضًا فرصة ضائعة لتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة، فمن دون تضامن حقيقي وعمل مشترك، ستظل "إسرائيل" قادرة على تنفيذ مخططاتها دون أي عواقب حقيقية.
يجب على الدول العربية والإسلامية أن تتخذ إجراءات حاسمة، بدءًا من الضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ مواقف أكثر صرامة، وصولًا إلى دعم المقاومة المشروعة للشعبين الفلسطيني والسوري، كما يجب على المنظمات العربية والإسلامية أن تلعب دورًا رائدًا في توحيد الجهود وتنسيق الإجراءات لمواجهة العدوان الإسرائيلي.
في النهاية، تظل المقاومة والتمسك بحقوق الشعبين الفلسطيني والسوري هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق العدالة والسلام في المنطقة، إن التضامن العربي والإسلامي ليس فقط ضرورة أخلاقية، بل هو أيضًا ضرورة سياسية واستراتيجية لضمان استقرار وأمن المنطقة، ومن الجدير بالذكر أن رابطة علماء اليمن هي منظمة دينية وعلمية يمنية تهدف إلى توحيد صفوف العلماء اليمنيين، وحماية الدين الإسلامي، وتقديم الرأي الشرعي في القضايا التي تهم المجتمع اليمني، وتلعب الرابطة دوراً مهماً في الشأن اليمني، وخاصة في ظل الأحداث والتطورات التي تشهدها البلاد.