الوقت- في مواجهة الصمود والتصدي البطولي للمقاومين في قطاع غزة، يبدو أن الكيان الصهيوني بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يجد نفسه في مأزق لا يمكنه الخروج منه، فالهزيمة التي تلقاها الكيان على أيدي المقاومين في غزة لم تكن نهاية الأمر، بل كانت بداية لتفاقم الأزمة الداخلية التي تهدد استقرار الكيان من الداخل.
غزة، التي اعتاد الكيان الصهيوني أن يراها هدفا سهلا لاستعراض قوته العسكرية، أصبحت اليوم شاهدة حية على ضعف الكيان وعدم قدرته على تحقيق انتصار حقيقي، حيث فشل الكيان في تحقيق أي مكاسب استراتيجية على الأرض، وعدم قدرته على إيقاف صواريخ المقاومة، كل ذلك يؤكد أن غزة أصبحت مصدرا للإحراج والخزي للكيان الصهيوني، ولكن ما هو أكثر إحراجاً للكيان الصهيوني هو أن غزة فضحت عدم قدرته على مواجهة المقاومة، وأظهرت أن قوته العسكرية لا تتمتع بذكاء أو استراتيجية حقيقية، ففي مواجهة المقاومين، يبدو أن الكيان الصهيوني لا يعرف إلا قتل المدنيين وتدمير البنية التحتية، وهذا هو كل ما يمكنه فعله، ولكن هذه السياسة لا تؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة الداخلية في الكيان الصهيوني، فالاختلافات بين قادة الكيان وصلت إلى ذروتها، والمظاهرات التي تجري داخل الكيان هي دليل على حالة الغضب الشعبي ضد نتنياهو وسياسته الفاشلة، ففشل الكيان في تحقيق انتصار في غزة أصبح مصدرا للخلاف بين قادة الكيان، وبدأ يهدد استقرار الكيان من الداخل، وفي هذا السياق، يبدو أن الكيان الصهيوني يجد نفسه في مأزق لا يمكنه الخروج منه، فمن جهة، لا يمكنه تحقيق انتصار على المقاومة في غزة، ومن جهة أخرى، لا يمكنه مواجهة الأزمة الداخلية التي تهدد استقراره، وبالتالي، يبدو أن الكيان الصهيوني سوف يستمر في التدهور.
ضعف الكيان الصهيوني يتفاقم: لواء احتياط يقر بفشل "إسرائيل" في غزة
في تحليل مفصل، يظهر أن الكيان الصهيوني يمر بمرحلة من الضعف والتفاقم، حيث يقر لواء احتياط في جيش الاحتلال بأن حماس لم تُهزَم ولم يتم القضاء عليها، وأنه حتى لو استمرت الحرب 5 أعوام، فستبقى "إسرائيل" تراوح مكانها في غزة.
هذا الاعتراف يأتي في وقت يمر فيه الكيان الصهيوني بمرحلة من الأزمة الداخلية، حيث يجد نفسه غير قادر على مواجهة التهديدات الخارجية، ولا سيما من قبل المقاومة الفلسطينية في غزة، ويشير هذا إلى أن الكيان الصهيوني يفتقر إلى الاستراتيجية والقدرة على مواجهة التحديات التي تواجهه.
وأكد اللواء طال روس أن ما حدث في "غلاف غزة" هو الفشل الأكبر لـ"إسرائيل"، مشدداً على ضرورة أن تعرف كل هرمية خلال عملية الـ7 من أكتوبر، ومن يرتبط بها، وحتى الذين كانوا قبل ذلك، أنّ وظيفتهم انتهت، ويجب أن يأتي جيل جديد، هذا الفشل يعود إلى عدم قدرة الكيان الصهيوني على مواجهة التهديدات الخارجية، ولا سيما من قبل المقاومة الفلسطينية في غزة، ويشير هذا إلى أن الكيان الصهيوني يمر بمرحلة من الضعف والتفاقم، حيث يجد نفسه غير قادر على تحقيق انتصار حقيقي على المقاومة.
كما أكدت عضو "كنيست" الاحتلال، شارون نير، أنّ الفشل الإسرائيلي لم يقتصر على الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وأنّ الحكومة التي فشلت في هذا التاريخ مستمرة في الفشل على مدى 11 شهراً، مضيفةً إن "ما ترونه هو عمى استراتيجي يجب أن نستفيق منه"، هذا التحليل يؤكد أن الكيان الصهيوني يمر بمرحلة من الضعف والتفاقم، حيث يجد نفسه غير قادر على مواجهة التهديدات الخارجية، ولا سيما من قبل المقاومة الفلسطينية في غزة، ويشير هذا إلى أن الكيان الصهيوني يفتقر إلى الاستراتيجية والقدرة على مواجهة التحديات التي تواجهه.
انتقادات ضد نتنياهو: "إسرائيل" في الحضيض
وجه مسؤولون إسرائيليون بارزون سهام انتقاداتهم اللاذعة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، محملين حكومته مسؤولية وصول الكيان الصهيوني إلى الحضيض، ووفقاً لما ذكره المحللون الإسرائيليون، فإن سياسات نتنياهو المتهورة قد أدت إلى عزلة وفشل ذريع في التعامل مع التهديدات الأمنية، بالإضافة إلى تدهور اقتصادي غير مسبوق، وعلى الصعيد الداخلي، تعاني "إسرائيل" من انقسامات عميقة وجروح لن تندمل، وتوترات عرقية، وأزمات اقتصادية خانقة، فقد ارتفعت معدلات الفقر والبطالة إلى مستويات مخيفة، وأصبحت تلبية الاحتياجات الأساسية عبئاً ثقيلاً على المواطنين الإسرائيليين، حيث إن سياسات نتنياهو التحريضية والقائمة على بث الكراهية قد مزقت النسيج الاجتماعي داخل الكيان الصهيوني، وعمقت مشاعر الانقسام والعنصرية، وعلى الجبهة الأمنية، فشلت حكومة نتنياهو فشلاً ذريعاً في حماية الإسرائيليين، فقد أصبحت "إسرائيل" هدفاً سهلاً للهجمات الصاروخية من غزة، وحالة توتر مستمرة على الحدود الشمالية.
إن غزة، تلك البقعة الصغيرة من الأرض، قد أصبحت الصخرة التي حطمت مشروع نتنياهو وأفشلت أحلامه في التطبيع، لقد أثبتت غزة أنها مقبرة للغزاة، وأنها قادرة على إلحاق الهزيمة بالجيش الإسرائيلي ليس عسكرياً فحسب، بل أيضاً من خلال خلق توتر داخلي وإحداث انقسامات في المجتمع الإسرائيلي.
إن الكيان الصهيوني اليوم أكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى، ويشعر المستوطنون بالخوف وانعدام الأمن، حيث لم يفشل الكيان الصهيوني في مواجهة غزة عسكرياً، ولكنه أيضاً فشل في الحفاظ على تماسكه الداخلي، وإن غزة قد كشفت الضعف الحقيقي لـ"إسرائيل"، وأحدثت توتراً وقلقاً داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث إن "إسرائيل" تعيش أياماً عصيبة، ومصيرها محفوف بالمخاطر، ولقد فشل نتنياهو وحكومته في حماية ما تسمي "إسرائيل"، سواء من التهديدات الخارجية أو من الانقسامات الداخلية، وإن غزة، تلك الصخرة الصامدة، ستظل شوكة في حلق المشروع الصهيوني، ودليلاً على أن إرادة المقاومة أقوى من آلة الحرب الإسرائيلية.
في النهاية، يبدو أن نتنياهو قد وضع نفسه في زاوية ضيقة، فسياساته المتهورة وعدوانه المستمر لم يجلبا لكيانه سوى العزلة والفشل، وإن المقاومة، بصمودها الأسطوري، قد أثبتت أن إرادة الشعوب لا تقهر، وأن غزة ستظل شوكة في حلق الاحتلال، وإن نتتياهو ورغم كل محاولاته لإطالة أمد الحرب وفرض واقع جديد، سيجد نفسه أمام مصير صعب، فالفشل الذريع الذي منيت به "إسرائيل" على جميع الأصعدة سيجعله أمام خيارين، إما الاستمرار في غيه والانحدار بالكيان الصهيوني إلى الهاوية، أو التراجع ومواجهة غضب الإسرائيليين الذين سئموا سياساته الفاشلة، وإن المقاومة، بثباتها ووحدتها، ستنتصر في النهاية، وستثبت للعالم أجمع أن إرادة الشعوب أقوى من أي آلة حرب، وإن أيام نتنياهو في السلطة باتت معدودة، ومشروعه الاستعماري محكوم عليه بالفشل، وغزة ستظل منارة للصمود والمقاومة، وشوكة في حلق الاحتلال إلى أن يتحرر كامل التراب الفلسطيني.