الوقت- لا يقتصر تعدي الكيان الصهيوني على جنوب لبنان على قصف المناطق السكنية فحسب، بل إنه يدمر بشكل متعمد وبخطة متواصلة البنية التحتية مثل محطات الكهرباء ونقل المياه والطرق والمراكز الطبية في عمق الأراضي اللبنانية.
ومن خلال تدمير البنية التحتية الأساسية في جنوب لبنان، يحاول الصهاينة إجبار الناس على النزوح من هذه المناطق من أجل إنشاء منطقة عازلة خالية من السكان في المعركة مع حزب الله.
سياسة التدمير المستهدف للبنية التحتية عام 2006 وعلى شكل "عقيدة الضاحية" نفذها "غادي آيزنكوت" رئيس أركان الجيش الصهيوني، لخلق فجوة بين القاعدة الاجتماعية للمقاومة وقادتها في منطقة الضاحية ببيروت.
ورغم أن الإحصائيات الرسمية لحجم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية لجنوب لبنان لم تنشر بعد، إلا أنه حسب تحقيق في هذه المنطقة، خلال الأشهر العشرة الأخيرة، تعطلت شبكات الكهرباء والمياه في جميع القرى الواقعة على خط المواجهة، وتتعرض المعركة لهجمات متواصلة، وفي بعض الحالات نجحت شركة الكهرباء في إعادة بناء هذه الشبكة وإعادة تشغيلها في المناطق المدمرة.
وقال "علي نصر الدين" المدير التنفيذي لشركة كهرباء النبطية في جنوب لبنان: تعرضت شبكة الكهرباء في لبنان لأضرار كبيرة منذ بداية العدوان الإسرائيلي، في هذه الأثناء، كان علينا مسؤولية الاستجابة السريعة والمناسبة لهذه الظروف حتى لا يبقى المواطن اللبناني (في الجنوب) من دون كهرباء بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للطاقة.
وبالإضافة إلى تدمير البنى التحتية للطاقة، فقد قام الصهاينة أيضاً بإغلاق الطريق إلى القرى الجنوبية بهجمات متتالية، وتعمل قوات الدفاع المدني اللبناني حتى منتصف الليل على فتح هذه الطرق وإزالة الأنقاض حتى تتمكن من الوصول إلى المناطق الريفية.
وقال حسين فقيه مدير مركز الدفاع المدني في النبطية: نفذنا حتى الآن نحو 1110 مهمة عملياتية، بينها إطفاء وإنقاذ ورفع الأنقاض وحتى انتشال جثث الشهداء من تحت الأنقاض، وغالبًا ما تتضمن هذه المهام مساعدة الأشخاص في المنازل المدمرة، فعلى سبيل المثال، شهدت بلدات بيريا وكفر شوبا وكفر حمام، خلال اليومين الأخيرين، هجمات للعدو الإسرائيلي، أدت إلى قطع الطرق والممرات، وأمضى رجال الإطفاء في المهمة أكثر من 18 ساعة بسبب حجم القصف الذي تعرضت له المناطق السكنية والمزارع.
ولم تسلم المراكز الطبية في جنوب لبنان من هذه الهجمات الوحشية، فقد قصف الصهاينة بشكل متكرر العيادات والمراكز الطبية الصغيرة في قرى جنوب لبنان، ما أدى في بعض الحالات إلى تدمير المركز الطبي المذكور بالكامل.
وفي المجمل، طالت الأضرار الأكبر المنازل السكنية في جنوب لبنان، وسجلت آلاف حالات الدمار والخراب، ولا سيما الأضرار التي لحقت بالمنازل في القرى الحدودية، ومع كل هذه المقاومة الإسلامية وشعب جنوب لبنان الذي قدم الشهداء والجرحى، فإنهم يظهرون مقاومتهم الفريدة، التي هي مظهر من مظاهر روح المقاومة والنضال لدى هذا الشعب.