الوقت- في خضم التوترات المتصاعدة والعمليات العسكرية المتواصلة، تبرز تصريحات المتحدث باسم حركة حماس، جهاد طه، حول مستقبل قطاع غزة بعد الحرب كتصريح محوري يعكس واقع الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ففي رد واضح على تصريحات الخارجية الأمريكية بشأن رفض واشنطن بقاء حكومة حماس في غزة، أكد طه أن الشعب الفلسطيني هو الوحيد الذي يملك حق تقرير مصير قطاع غزة، وليس الولايات المتحدة أو "إسرائيل"، في وقت لا تزال فيه حماس القوة الضاربة في القطاع رغم الحرب الإسرائيلية الطويلة.
مستقبل غزة بعد الحرب
تتجلى في تصريحات حماس اتهامات واضحة للإدارة الأمريكية بالانحياز الدائم لمصلحة كيان الاحتلال وتلك هي الحقيقية التي لا يختلف حولها شخصان، فمنذ بداية الاحتلال، يرى الفلسطينيون أن الولايات المتحدة توفر غطاءً ودعمًا مستمرين لنظام الاحتلال الإسرائيلي، وهذا الموقف الأمريكي الذي يعكس مصالح مشتركة مع الاحتلال في منطقتنا، ويساهم في تعزيز عدم الثقة بين العرب والفلسطينيين وحتى الشرقيين مع الوساطة الأمريكية في أي صراع.
وبما لا شك فيه أن الشعب الفلسطيني هو الذي سيحدد مستقبل غزة، متجاهلًا الضغوط والتدخلات الخارجية، وهذا التأكيد يعكس إرادة الفلسطينيين في الحفاظ على سيادتهم وحقهم في تقرير مصيرهم بأنفسهم، بعيدًا عن أي إملاءات خارجية، فيما تذكر حماس أن جهود الوسطاء مستمرة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ورغم التحديات، يبقى الأمل في تحقيق تقدم ملموس في هذه الجهود، وخاصة أن الكرة الآن في ملعب الاحتلال الإسرائيلي، وهذه التصريحات تعزز من أهمية الالتزام بالقرارات الدولية لوقف العدوان وتحقيق السلام.
ويتضح من تصريحات تساحي هينجبي، مستشار الأمن الداخلي الإسرائيلي، نية الكيان والولايات المتحدة البحث عن بديل لحركة حماس في حكم غزة، هذا التوجه يعكس محاولات مستمرة لإعادة تشكيل الخارطة السياسية في غزة بما يتناسب مع مصالحهما، ومع ذلك، يؤكد موقف عشائر غزة الداعم للمقاومة على رفض أي محاولات لفرض بدائل سياسية خارجية على الفلسطينيين.
وفي سياق متصل، جاء دعم العشائر الفلسطينية للمقاومة ورفضها لأي محاولات إسرائيلية لزعزعة الوحدة الفلسطينية، وهذا الدعم يشكل ضربة قوية لمخططات نتنياهو التآمرية، ويبرز وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، وفي ظل التصريحات المتبادلة بين مختلف الأطراف، يبقى مستقبل غزة معلقًا بيد الشعب الفلسطيني وإرادته الصلبة، فبينما تستمر الضغوط الخارجية ومحاولات التدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية، يظل الموقف الفلسطيني ثابتًا على حقه في تقرير مصيره والحفاظ على سيادته الوطنية، وإن دعم العشائر الفلسطينية للمقاومة يعزز من وحدة الصف الداخلي في مواجهة التحديات، ويشكل رسالة واضحة بأن أي محاولات لفرض بدائل خارجية لن تجد قبولاً في الأوساط الفلسطينية.
خطة تل أبيب الفاشلة في إدارة غزة
في ظل تصاعد التوترات في قطاع غزة وبعد شهور من الحرب الإسرائيلية الإبادية، تأتي تصريحات زعماء البدو الفلسطينيين لترسم صورة واضحة لرفضهم القاطع لخطة تل أبيب لإدارة غزة بعد الحرب، هذه المواقف الداعمة للمقاومة الفلسطينية تعكس الإرادة الشعبية وتظهر التحديات التي تواجهها تل أبيب في تحقيق أهدافها السياسية في المنطقة.
ومنذ بداية الصراع، أبدى البدو الفلسطينيون في غزة دعمهم المستمر للمقاومة الفلسطينية، وهذا الدعم يعكس التلاحم الشعبي حول خيار المقاومة كوسيلة للدفاع عن الحقوق الوطنية، حيث إن زعماء القبائل في غزة عبروا عن معارضتهم الشديدة لخطة النظام الصهيوني لحكم غزة بعد الحرب، مشددين على عدم قبولهم بأي بديل عن حركة حماس، كما أن السلطات الإسرائيلية تتطلع إلى التخطيط لليوم التالي للحرب، حيث تسعى لإيجاد أطراف فلسطينية محلية تكون مسؤولة عن الوضع في غزة ومستعدة للتعاون مع تل أبيب، وهذا المخطط يواجه تحديات كبيرة في ظل الاعتراف بأن حماس لا تزال قوة واضحة في المنطقة، وهو ما أكده ضباط في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، حيث أقروا بعدم وجود فراغ في السلطة في غزة.
وبالتالي، إن البدو سيسقطون خطة نتنياهو كما أفشلوا مخططاته خلال الأشهر التسعة الأخيرة من الحرب على غزة، وهذا الموقف يعكس الثقة العالية لدى البدو في قدرتهم على مقاومة أي محاولات إسرائيلية لإعادة تشكيل النظام السياسي في غزة بما يتناسب مع مصالح الاحتلال، كما يعكس الوحدة الوطنية والرفض الشعبي لأي محاولات لفرض بدائل سياسية خارجية أو داخلية تحاول تقويض دور حماس.
في النهاية، يفرض رفض البدو الفلسطينيين لخطة تل أبيب لإدارة غزة بعد الحرب تحديًا كبيرًا أمام المخططات الإسرائيلية الهدامة، وإن الدعم الشعبي المستمر للمقاومة والرفض القاطع لأي بديل عن حماس يظهران أن الشعب الفلسطيني، بكل مكوناته، متمسك بمقاومته وبحقوقه الوطنية ورفضه للتدخلات الخارجية، وقد فشلت محاولات نتنياهو في إيجاد بديل من داخل غزة، ما يعزز من موقف حماس كقوة سياسية رئيسية في القطاع، وهذه التطورات تضع مستقبل غزة في مسار يتحدد بإرادة شعبها وصمودهم أمام التحديات التي يفرضها الاحتلال.