الوقت- اشتدت الضغوط على الصهاينة من محاور مختلفة، فمن ناحية تكبدوا خسائر كبيرة في وسط وجنوب قطاع غزة، ومن ناحية أخرى تسببت قوات المقاومة العراقية في أضرار لا يمكن إصلاحها في الفترة الأخيرة، وذلك مع عمليات طائرات مسيرة خاصة ومختلفة تم إدخالها إلى الكيان الصهيوني، وكان آخرها الهجوم العنيف على قاعدة أم الرشراش البحرية.
الضربات القاتلة للصهاينة لا تقتصر فقط على محور غزة والعراق، كما أن وحدات الصواريخ والمدفعية والطائرات دون طيار التابعة لحزب الله اللبناني قد مارست ضغطًا كبيرًا على الإرهابيين متعددي الجنسيات في شمال الأراضي المحتلة، وبطبيعة الحال، يتم تناولها بشكل أقل أو أكثر في وسائل الإعلام المحلية.
ومن ناحية أخرى، انتزعت قوات الجيش اليمني الطمأنينة من الصهاينة وحلفائهم، وخاصة الأمريكيين، مع عملياتها العديدة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، والتي تسببت في خسائر بمليارات الدولارات على اقتصاد الكيان الصهيوني، وكلفت الجيش الأمريكي زيادة كبيرة في تكلفة الدفاع عن جيش الكيان الإرهابي في البحر الأحمر.
وفي الوقت نفسه الذي تزداد فيه هذه الضغوطات يحاول الصهاينة والتحالف العربي الغربي زعزعة تركيز جبهة المقاومة في المنطقة من خلال زيادة الاغتيالات وتوسيع نطاق الحرب وأيضا إشعال جبهات مختلفة.
ومن المناطق التي يحاول الصهاينة إشعال الصراعات فيها وتقليل حجم الضغط على أنفسهم هي الأراضي السورية، وبناء على آخر المعلومات التي حصلوا عليها في هذه القضية، فقد قاموا بالتنسيق الكامل مع الجماعات الإرهابية.
وظهر مثال واضح على التعاون والتنسيق بين الصهاينة والإرهابيين في هجومهم المشترك الأخير على أطراف مدينة حلب، ودخول الكيان الصهيوني بغارات جوية أدت إلى استشهاد وجرح العشرات من الأشخاص، كما قامت الجماعات الإرهابية أيضاً بهجوم بري، وبالطبع واجهوا رد فعل من قوات الجيش السوري.
وهناك تنسيق بين الكيان الصهيوني والمجموعات الإرهابية في مناطق أخرى، بما في ذلك الأجزاء المحتلة من محافظة إدلب شمال غرب سوريا، وقد أظهرت تحركات الإرهابيين وهجماتهم في الأيام الأولى من نيسان/أبريل هذا الأمر بوضوح، كما واجهت رد فعل القوات السورية.
وأشار مصدر ميداني يتابع التطورات في سوريا عن كثب إلى تفاصيل السيناريو الصهيوني لإشعال الصراعات، وقال: يحاول الكيان الصهيوني تفعيل المجموعات الإرهابية الأخرى في محافظات دير الزور وحمص والسويداء بدعم من التحالف الغربي.
وذكر هذا المصدر الميداني أنه مع تزايد الهجمات الصهيونية، وخاصة في حلب ودمشق، زادت تحركات الإرهابيين، مضيفاً: إن الكيان الصهيوني قام بتنشيط ثلاث مجموعات من الإرهابيين في جبهات مختلفة لشن موجة جديدة من الهجمات ضد قوات الجيش السوري والمواطنين.
وأشار إلى أن هناك احتمالية لوجود عناصر إرهابية في محاور أخرى، وأوضح أن المناطق الغربية من محافظة دير الزور والمناطق الشرقية من محافظة حمص والتي تعرف بالبادية هي إحدى مناطق الجبهات التي يحاول الصهاينة إشعالها.
وفي المحور الثاني فتح الصهاينة حساباً خاصاً على المناطق المحتلة بمحافظتي حلب وإدلب وتعاون الجماعات الإرهابية وخاصة جبهة النصرة المدعومة من الأمريكيين وتركيا وقطر بشكل خاص، وكما ذكر أن التعاون على هذه الجبهة بين الجانبين وصل إلى مرحلة عملية من خلال مهاجمة مواقع القوات السورية.
وفي المحور الثالث تتجه أنظار الكيان الصهيوني نحو محافظة السويداء جنوب سوريا المتاخمة للأردن، وتزايدت تحركات عملاء الكيان الصهيوني في الأيام الأخيرة مع الإعلان عن تظاهرات حاشدة ضد الحكومة السورية، وتحاول الجماعات المسلحة استخدام ذلك كذريعة وجعل هذه المنطقة غير آمنة.