الوقت- يشير الدكتور ليفين شنوور، الخبير في اللغة العبرية، في تقرير له، إلى أهمية تحقيق تطبيع العلاقات مع السعودية بالنسبة للكيان الصهيوني، ووفقا له، فإن وجود وأمن الكيان الصهيوني يعتمد على استخدام مصالح المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، وكتب البروفيسور إيال تيسر في تقرير حول اتفاق التطبيع مع السعودية أن الاتفاق مع السعودية لن يحل مشاكل وجود "إسرائيل"، بما في ذلك التهديد الأمني الذي تشكله حماس وحزب الله وإيران، ووفقا له فإن " إسرائيل" في موقف ضعيف وفي مثل هذا الوضع يفقد الاتفاق مع السعودية قيمته.
العديد من الخبراء لديهم رأي مختلف
كان هناك إجماع واسع بين الخبراء على أن الدافع الرئيسي للسعودية للتطبيع مع "إسرائيل" هو الحد من تهديد إيران لنفسها (نعم، المملكة العربية السعودية، مثل إسرائيل، تعتبر إيران أكبر تهديد لها)، ولهذا الغرض تسعى السعودية إلى مسألتين على الأقل: تعزيز العلاقات مع إيران والصين، وتعزيز العلاقات مع أمريكا، وإن التطبيع مع " إسرائيل" هو إلى حد كبير "الثمن" الذي يُطلب من السعودية دفعه مقابل تعميق العلاقات مع الولايات المتحدة.
إذا لم تتحقق عملية التطبيع بين السعودية و"إسرائيل" في المستقبل المنظور، فهناك تطوران محتملان، وكلاهما يشكل خطورة على " إسرائيل":
الأول هو أن التأخير في تعزيز العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة سيقرب السعودية من إيران، ما سيعزز إيران ومحور المقاومة الذي يهدد "إسرائيل".
ثانياً، لن تكون الولايات المتحدة مستعدة لمواصلة عملية تعريض مصالحها في الشرق الأوسط للخطر، وستواصل تعزيز علاقاتها مع المملكة العربية السعودية وترك "إسرائيل" خارج هذه العملية.
إن خسارة فرصة المشاركة في عملية التقارب الأمريكي السعودي تشكل خطراً على "إسرائيل" من عدة جوانب:
الأول، أن تطبيع العلاقات بين "إسرائيل" والمملكة العربية السعودية (أغنى دولة في المنطقة) مهم جداً لاندماج " إسرائيل" في الشرق الأوسط، لأنه مفتاح التطبيع مع الدول العربية (الإسلامية) الأخرى، وهذا التطبيع مهم بالنسبة ل"إسرائيل" سواء من الناحية الأمنية (الانضمام إلى محور الدول الأخرى الناشطة ضد إيران ومحور المقاومة) أو من الناحية الاقتصادية.
الخطر الثاني هو أن مثل هذا الإجراء قد يمثل قطعًا في العلاقة الوثيقة بين "إسرائيل" وأمريكا ويرسل رسالة إلى أعدائنا مفادها بأنه في المرة القادمة التي يهاجموننا فيها سنكون وحدنا دون مساعدة ضدهم، دون جسر جوي ولا طيارين ولا شحن بحري للمعدات العسكرية والأسلحة والذخائر دون وجود حاملات الطائرات.
أما الخطر الثالث المتمثل في انسحاب " إسرائيل" من الاتفاق بين الولايات المتحدة والسعودية، فهو أن "إسرائيل" لن يكون لديها القدرة على التأثير على بنود هذا الاتفاق، و خاصة فيما يتعلق بمسألة التسلح النووي السعودي.
مع اقتراب موعد الانتخابات في الولايات المتحدة، تزداد حاجة بايدن إلى إنجاز دولي يزيد من فرص فوزه في الانتخابات - ومعه يتزايد خطر قيام الولايات المتحدة بتعميق علاقاتها مع السعودية ومغادرة "إسرائيل"، ففي عالم مثالي، قد يكون من الأفضل ل"إسرائيل" أن تصبح أقوى قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.
خلاصة القول هي أن أمن "إسرائيل" الوجودي يعتمد في العالم الحقيقي على قدرتها على استخدام المصالح الأمريكية والسعودية لتأمين موقعها في الشرق الأوسط وأمنها في مختلف أنحاء المنطقة.