الوقت- من جديد، الشيخ مراد العضايلة، الأمين العام لأكبر أحزاب المعارضة في الأردن، ظهر للتعبير عن تصاعد التوتر في المجتمع العربي، في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، وأبرز الشيخ العضايلة أهمية مطالبته للعواصم العربية، بما في ذلك العاصمة الأردنية عمان، بفتح الأبواب أمام المقاومة الفلسطينية، وإقامة مكاتب لها، كما دعا إلى فتح السجون العربية، بما في ذلك السجون في عمان، والإفراج عن المعتقلين من أبناء حركة حماس، وأثناء خطبته للمحتجين، دعا الشيخ مراد العضايلة إلى توجيه الحراك الشعبي هذا الأسبوع نحو محاصرة السفارات الأمريكية في الدول العربية والإسلامية، في إطار استراتيجية احتجاجية، وجه دعوة إلى العرب والمسلمين للانضمام إلى هذا النشاط الاحتجاجي، مشددًا على أهمية محاصرة السفارات الأمريكية كوسيلة للتنديد بالدور الأمريكي في دعم العدوان الإسرائيلي الذي يرتكب جرائم ضد قطاع غزة، وأوضح الشيخ العضايلة أن الولايات المتحدة، من خلال دعمها المباشر وتوفير الذخائر، تعتبر المسؤولة عن إعلان الحروب على العرب والمسلمين.
دعوات لمحاصرة سفارات أمريكا
في إعلانه الأخير، دعا الشيخ مراد العضايلة إلى تكثيف الاحتجاجات أمام السفارات الأمريكية، وخاصة بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب، حيث أعطى تفويضًا جديدًا للجيش الإسرائيلي لمواصلة القصف العنيف في جنوب قطاع غزة، ومع ذلك، لم يقتصر اهتمام الشيخ العضايلة على الأمور الخارجية، بل ألمح إلى القضايا الحساسة المتعلقة بحركة حماس في الأردن، يبدو أن هناك خمسة معتقلين، وفقًا للشائعات في أوساط الحراك الشعبي الأردني، قد اعتقلتهم السلطات الأمنية الأردنية قبل عدة أشهر، حيث كانوا يحاولون تهريب أسلحة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتتجه المناقشات في الأردن نحو قضية إقامة علاقة رسمية مع حركة حماس وفتح مكتب لها في العاصمة عمان، وأصبحت هذه القضية محطة للنقاش الواسع بين الأردنيين عموما، وليس فقط في أوساط المعارضة المقربة من التيار الإسلامي والتي تتحالف مع حماس والمقاومة الفلسطينية، وعلى الرغم من انتقاد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لأسلوب "إسرائيل" في محاولة تقويض حركة حماس، حيث اعتبر أن هذا الأسلوب لا يمكن تحقيقه بالسلاح، إلا أن الحديث عن إقامة علاقة رسمية مع حماس يثير اهتمام الشارع الأردني بشكل عام.
وعلى الرغم من أن حركة حماس قد نشأت نتيجة للصراع وليس أساسها أو جوهرها، إلا أن السلطات الرسمية الأمنية والسياسية في الأردن لم تتخذ حتى اللحظة أي خطوة فيما يتعلق بإقامة علاقات مع حركة حماس في عمان، ولم تقم بتحديد أي إجراءات بشأن استقبال قادة الحركة أو إقامة اتصالات سياسية ورسمية معهم، يُذكر أن عدة قادة في حركة حماس قد طالبوا شخصيات أردنية بالعمل على افتتاح مكتب للحركة في الأردن، حيث يرى البعض أن مواقف حماس في مواجهة العدوان الإسرائيلي تتناسب مع الموقف السياسي الأردني المعلن.
ويُشير خبراء ومعنيون ومختصون في هذا الملف بين الحين والآخر إلى أن الارتباطات الاقتصادية الأردنية بالمساعدات الأمريكية تمثل عائقًا أمام إقامة علاقات مباشرة مع حركة حماس، على الرغم من حدوث تفاهمات واتصالات لوجستية مؤخرًا مع مسؤولين يُسمونهم "بيروقراط حركة حماس"، إلا أنه يُفترض ألا تشهد الاتصالات الرسمية مع حماس أي تطور من أي نوع، ويرجى الأخذ في اعتباركم أن هذه المسألة تأتي في سياق الحاجة الملحة لنقل المساعدات إلى المستشفيات الميدانية الأردنية في قطاع غزة، الذي يتعرض مجددًا لعمليات قصف وحشية وهمجية وفقًا لوصف الأردن عدة مرات.
ورغم أن حركة حماس تتخذ موقفًا يساند الثوابت الأردنية ضد التهجير ونزوح عدد كبير من أبناء القطاع أو أبناء الضفة الغربية، إلا أن الأردن لم يتخذ بعد، ولأسباب كثيرة منها لا تزال غامضة، أي خطوة نحو الحرص على تمثيل حركة حماس في عمان أو حتى استقبال بعض قادتها بصفة رسمية وبعيدًا عن القنوات الخلفية، وكلاهما يتفق على أن موقف الشعب الفلسطيني تجاه القضية الفلسطينية يعكس العمق التاريخي والعاطفي لهذه القضية بالنسبة لهم.
الشعوب تساند فلسطين
يعيش الشعب الفلسطيني في منطقة محتلة مليئة بالنزاعات والتوترات المستمرة، ويواجه تحديات اقتصادية وسياسية كبيرة، في هذا السياق، يُظهر موقف الشعب الأردني تجاه القضية الفلسطينية بعض النقاط الرئيسية، ويعتبر الشعب الأردني القضية الفلسطينية أمرًا محوريًا في هويتهم ووجدانهم، إنها جزء لا يتجزأ من تاريخهم وتراثهم، والتزام بالحقوق التاريخية والوطنية، يشمل ذلك حق العودة للاجئين الفلسطينيين وحق إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ويعبر الشعب الأردني عن إصراره على مواجهة الاحتلال والتصدي للظروف الصعبة التي يواجهونها بشكل يومي.
يسعى الشعب الأردني إلى تعزيز الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات والتهديدات التي تواجههم، ويعبر الكثيرون عن دعمهم للمقاومة الفلسطينية كوسيلة للدفاع عن حقوقهم وتحقيق تحرير أراضيهم، هذه النقاط تعكس التمسك الشديد والالتزام العميق الذي يحمله الشعب الفلسطيني والأردني ومن خلفهم الموقف الشعبي العربي تجاه قضيتهم الوطنية.
وتاريخ الشعب الفلسطيني مليء بالمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي ويبث الروح دوما في الأمة العربية، حيث شهدت الأرض العربية مظاهر متنوعة من المقاومة، بما في ذلك الانتفاضات الشعبية والمظاهر الثقافية والسياسية والعسكرية، والحركات مثل حماس قامت بتقديم نماذج مختلفة من المقاومة، ورغم تنوع التنظيمات والحركات في فلسطين، يسعى الشعب الفلسطيني دائمًا إلى تحقيق الوحدة الوطنية ليعبر عن طموحات الشعوب، معبرًا عن رغبته في تحقيق أهدافه الوطنية بشكل موحد، والشعب الفلسطيني يتلقى دعمًا دوليًا من العديد من الدول والمنظمات الدولية، يشمل المساعدات الإنسانية والدعم السياسي للحقوق الفلسطينية، لكته يواجه التحديات الكبيرة في ظل استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وتوسيع المستوطنات، وانقسام الحكومة الفلسطينية، وتداعيات الصراعات الإقليمية.
تلك التحديات تجعل الوضع الفلسطيني معقد وصعب، ومع ذلك، يظل الشعب الفلسطيني يمثل الروح القوية والإرادة الصلبة في مواجهة التحديات المستمرة والتمسك بحقوقهم ومستقبلهم في فلسطين، لذلك، يظهر أن التضامن الإنساني والأخوة بين الشعب الأردني والشعب الفلسطيني يعدان مكونًا أساسيًا وحيويًا، حيث يتشارك الشعبان الكثير من القيم والثقافة المشتركة، ما يجعل التضامن والتعاون الإنساني طبيعيًا في العلاقة بينهما، يعيش الأردنيون والفلسطينيون جنبًا إلى جنب، حيث يشاركون في حياتهم اليومية ويشجعون على التواصل والتفاهم.
والروابط الشخصية والعلاقات العائلية تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز هذا التواصل، حيث تكون هناك قرابة وصداقة قوية بين الأردنيين والفلسطينيين، هذه العلاقات تسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية بين الشعبين، ويعتبر التعليم ووسائل الإعلام والثقافة والأدب وسائل مهمة لنقل وعي الشعب الأردني بقضية فلسطين والأقصى، ما يساهم في تعزيز الدعم والوعي الجماعي لهذه القضية، والوقت قد حان بالنسبة للجميع لاتخاذ موقف واضح وحاسم ضد الكيان الصهيوني وداعمي النظام الاستعماري الإرهابي، بما في ذلك الولايات المتحدة، ومثل هذه المواقف من شأنها أن توقف هذه الحرب والإبادة الجماعية على أهالي فلسطين.