الوقت- بالأمس، قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، في خطاب ألقاه خلال منتدى ريغان للدفاع الوطني في كاليفورنيا، إن "إسرائيل" قد تواجه هزيمة استراتيجية في قطاع غزة، وشدد الوزير على أنه في هذا النوع من القتال، يكون السكان المدنيون هم مركز الثقل، وإذا دُفِعُوا إلى أحضان العدو، ستحل محل النصر التكتيكي هزيمة استراتيجية، وفي سياق آخر، أكد أوستن أن الجيش الإسرائيلي لن يكسب المعركة ضد حماس إلا إذا قامت القوات الإسرائيلية بالمهمة الرئيسية التي تتمثل في منع مقتل المدنيين والعمل على حمايتهم في قطاع غزة، وأضاف إنه يحث بشكل شخصي القادة الإسرائيليين على تجنب وقوع قتلى وجرحى من المدنيين، مشددًا على ضرورة التخلي عن "الخطاب غير المسؤول" ومنع عنف المستوطنين في الضفة الغربية.
دعم أمريكي للإرهاب الإسرائيلي
تابع وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، بالقول إنه يحث "إسرائيل" أيضاً على توسيع نطاق دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل كبير، مُضيفًا إنه يتوقع توصيل المزيد من المساعدات "خلال الأيام المقبلة"، وشدد أوستن على أن في هذا النوع من القتال، يكون السكان المدنيون هم مركز الثقل، وإذا دُفِعُوا إلى أحضان العدو، ستكون النتيجة هزيمة استراتيجية بدلاً من نصر تكتيكي، وأشار أوستن إلى خبرته السابقة كجنرال بأربعة نجوم، حيث أشرف على المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، قائلًا: "لذا، دأبت على أن أوضح لقادة "إسرائيل" أن حماية المدنيين الفلسطينيين في غزة هي مسؤولية أخلاقية وضرورة استراتيجية".
وعقب هجوم حماس في السابع من أكتوبر، التزمت "إسرائيل" بالقضاء على المدنيين ما قدر بنحو 16 ألفا ومئات آلاف الجرحى، وفي هذا السياق، زعمت "إسرائيل" أن الهجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة في جنوب فلسطين، ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، فإن أكثر من 15 ألف فلسطيني قُتلوا منذ بداية الحرب، وقد فقد ما لا يقل عن 200 فلسطينيً حياتهم منذ يوم الجمعة فقط بعد انهيار الهدنة بين "إسرائيل" وحماس.
وتأتي تصريحات وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في وقت يشهد فيه قطاع غزة قصفًا من قبل الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية في يوم السبت، وتعكس هذه التطورات استمرار التوترات في المنطقة، حيث قامت الولايات المتحدة بسرعة إرسال المساعدات العسكرية إلى "إسرائيل"، بما في ذلك الدفاعات الجوية والذخائر الأخرى، وأوستن أكد التزام الولايات المتحدة بالوقوف إلى جانب "إسرائيل"، مشيرًا إلى رد "إسرائيل" بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر، وقام بوصف حماس بأنها "عدو وحشي"، خلال كلمته أمام جمهور من أبرز المشرعين الأمريكيين ومسؤولي الأمن القومي والمسؤولين التنفيذيين في قطاع الدفاع، أعلن أوستن: "ستظل الولايات المتحدة أقرب صديق ل"إسرائيل" في العالم، ودعمنا لأمن "إسرائيل" غير قابل للتفاوض"، في دعم أمريكي للإرهاب مقرون بشعارات الحرية والخوف على حياة المدنيين.
وفي تجديد للدعوات الأمريكية، أكد أوستن على ضرورة إقامة دولتين لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وفيما تعيش المنطقة حاليًا تصاعدًا في التوتر نتيجة حرب "إسرائيل" على غزة، أكد وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أنه "من دون آفاق الأمل، سيظل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني محركًا لانعدام الاستقرار وانعدام الأمن والمعاناة الإنسانية"، في الوقت الذي يتسبب فيه حقد "إسرائيل" في تصعيد التوتر في المنطقة، تواجه وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) موجة من الهجمات المستمرة من قبل جماعات معادية للكيان، والتي تلقي باللوم على الولايات المتحدة في أعمال "إسرائيل" في غزة، وأضاف أوستن: "لن نتسامح مع الهجمات على العسكريين الأمريكيين، لذا، لا بد أن تتوقف هذه الهجمات".
حماس تنتصر في غزة
مؤخرا، تقرير أحد مراكز الأبحاث الأمنية الرصينة في "إسرائيل" أكد مؤخرًا انتصار حركة حماس في جولة جديدة من الصراعات مع "إسرائيل"، وأشار التقرير إلى أن يحيى السنوار، قائد حماس، قد وضع "إسرائيل" بأكملها على المحك، وحسب مركز دراسات الأمن الداخلي التابع للكيان الصهيوني، فإن حماس نجحت في إشراك "إسرائيل" بأكملها في المعركة، وحققت انتصارات في المجال المعرفي، ما أدى إلى تأثيرها في الرأي العام الإسرائيلي وحتى الرأي العام العالمي، وأضاف التقرير إن حماس تمكنت من إحداث اضطراب في أوساط "إسرائيل" وأزعجت أعصابها، محققة العديد من الإنجازات في المجال المعرفي خلال هذه المعركة، وبالتالي، يظهر أن حركة حماس استطاعت إحداث تأثير كبير في الساحة الداخلية الإسرائيلية، وأيضًا على الساحة الدولية.
وفقًا لنتائج مركز الدراسات المذكور، كشف النظام الصهيوني عن ضعفه وعجزه في مجال المعرفة والحرب ضد المقاومة، حيث قُدِّمت عملية تبادل الأسرى كهدية لحركة حماس، وأشار المركز إلى الفرحة الواسعة التي يعيشها الفلسطينيون بإطلاق سراح الأسرى من السجون الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وفي هذه المناسبات، حمل الأهالي رموزًا خاصة بحركة حماس، أكد التقرير أن إطلاق سراح الأسرى يُعتبر انتصارًا وإنجازًا جديدًا لحركة حماس، وأن هذه العملية ستسهم في تعميق شعبية وقاعدة حركة حماس في الضفة الغربية، مع تأثيرها المحتمل في إضعاف السلطة الفلسطينية.
ومن جهة أخرى، نقلت صحيفة "يسرائيل هوم" في تقرير سابق أن حماس لا تظهر عليها علامات الانهيار، وأن عملية تبادل الأسرى تمت بالكامل وفقًا لمبادئ حماس، وأكد المحلل العسكري للصحيفة، ليلخ شوفال، أن زعيم حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، نجح في التوصل إلى اتفاق يقوم بإيقاف الهجوم الإسرائيلي في ذروته، وقال حاييم يالين، أحد مسؤولي البلدات القريبة من غزة: "السنوار يلعب ويسخر منا"، وأشارت الصحيفة إلى أن السنوار كان الشخص الذي تولى التفاوض ومناقشة تفاصيل كل جانب من اتفاقية الهدنة، بدءًا من إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين حتى إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين.
ووفقًا لتقرير مشترك أعده مراسلون في "إسرائيل" ولبنان لصحيفة "يسرائيل هوم"، يُظهر الزعيم يحيى السنوار، زعيم حماس في غزة، أنه هو من يدير بشكل مباشر عمليات التفاوض ويملي إيقاع تطور الأمور منذ بداية تنفيذ "الهدنة" في 24 نوفمبر/تشرين الثاني، وتشير الصحيفة إلى أن السنوار مستعد لكبح "إسرائيل" في حال انتهاكها شروط التفاوض، وأنه يقود مناقشات تفصيلية حول كل نقطة في اتفاقية الهدنة، بدءًا من إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وصولًا إلى إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، ويشير التقرير إلى أنه الشخص الرئيسي في قيادة وتنفيذ عمليات التفاوض بين حماس و"إسرائيل".
وفي إطار استمرار المقاومة الفلسطينية وقوتها المستمرة على الرغم من التحديات، أكدت تصريحات يحيى السنوار، زعيم حماس في غزة، استعداد حماس للمضي قدمًا في مواجهة "إسرائيل" وتحدي حركاتها، يبرز ذلك فشل "إسرائيل" والتوترات الداخلية التي تعاني منها، حيث تُظهر تصريحات المسؤولين الإسرائيليين علامات القلق من تصاعد القدرة العسكرية لحماس، ويشير الكثيرون إلى أن المقاومة الفلسطينية، بما في ذلك حماس، أصبحت قوة رادعة للغاية، وأن الهجمات الإسرائيلية لم تنجح في كبح عزيمتها، ويُشدد على استعداد الشعب الفلسطيني للتحدي والمقاومة أمام الاعتداءات الإسرائيلية، ويُشير محللون إلى دعوة رئيس حماس في غزة إلى استعداد الشعب لمواجهة أي هجوم.
وبالتالي، إن معركة "طوفان الأقصى" شهدت هزيمة عسكرية ومعنوية للعدو، وكان لها تأثير كبير على القوات الإسرائيلية والساحة السياسية في فلسطين، الاستمرار في التحلي بالقوة والقدرة على صمود المقاومة الفلسطينية يظهر أن الديناميات قد تتغير في الساحة السياسية، ما يثير قلقًا إسرائيليًا ويؤكد على التحديات التي تواجه "إسرائيل" من ناحية الأمن والسياسة، وقد شُنت معركة "طوفان الأقصى" كرد فعل من حماس على الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، وقد فشلت في محاولات "إسرائيل" للقبض على قادة المقاومة، وهذه المعركة أكدت قوة حماس وقدرتها على مواجهة "إسرائيل" رغم الدعم الأمريكي، فاضحة ضعف الكيان الصهيوني.