الوقت- رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قام بتحذير الغرب، حيث ادعى أن عدم تحقيق الانتصار على حركة "حماس" قد يؤدي إلى نتائج وخيمة، محذرًا بشكل خاص أوروبا والولايات المتحدة من أن يكونوا هم الهدف التالي للتأثيرات السلبية، على حد وصفه، ووفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، صرَّح نتنياهو خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية قائلاً: "نحن بحاجة إلى تحقيق النصر على حماس، لا فقط من أجل أمننا الخاص، وإنما أيضًا من أجل استقرار الشرق الأوسط ولمصلحة جيراننا العرب، فضلاً عن النظر إلى معاناة سكان غزة الذين وقعوا تحت وطأة هذا النظام القمعي وعانوا بشدة تحت سلطته"، في وقت ارتكبت فيه الآلة العسكرية للكيان جرائم بحق حوالي 12 ألف من أهالي القطاع أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء.
صفعة عالميّة لنتنياهو
في اللقاء، زعم نتنياهو أن وجود حركة "حماس" قد أسفر عن نتائج سلبية كبيرة على سكان غزة، مشيرًا إلى أن وجودها لم يؤدِ إلى شيء سوى زيادة في سفك الدماء وتفاقم الفقر والبؤس في تلك المنطقة، وقال: "ينبغي على قوى الحضارة أن تتغلب على هؤلاء البرابرة، وإذا لم تحدث هذه الانتصارات، فإن هذا التطرف سيتسارع ويشكل تهديدًا للعالم بأسره، كل أمريكي وكل دولة متقدمة سيجدون أنفسهم في خطر"، وتأتي هذه التصريحات في سياق تظاهرات واسعة النطاق في عدة دول حول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا، تعبيرًا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني واحتجاجًا على الهجمات العسكرية في قطاع غزة.
وشهدت مدن حول العالم، يوم الجمعة الفائت، تظاهرات حاشدة استنكارًا للاستمرار في الهجمات على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، ففي المملكة الأردنية، خرج آلاف الأردنيين في مظاهرات في العاصمة عمان وعدة محافظات أردنية، للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ورفضهم القاطع للاعتداءات المستمرة عليه، وفي العراق، احتشد مئات المتظاهرين غرب العاصمة بغداد في وقفة تضامنية لنصرة قطاع غزة وأهله.
ورفع المحتجون لافتات تستنكر الهجمات التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وطالبوا بمقاطعة جميع السلع والمنتجات الإسرائيلية والأمريكية والأوروبية التي تدعم الاحتلال، كما دعا المتظاهرون المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف الحرب الوحشية التي تستهدف المدنيين والمناطق السكنية داخل قطاع غزة، وشارك عشرات الآلاف من اليمنيين في مسيرة بالعاصمة صنعاء، معبرين عن احتجاجهم ضد العدوان الذي يتعرض له شعبهم، وفي مظفر آباد بكشمير الباكستانية، نظمت مظاهرة أخرى احتجاجية تعبِّر عن التضامن مع غزة.
وفي الولايات المتحدة، أقدم عشرون متظاهرًا على إغلاق أحد الجسور الرئيسية في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، ما أسفر عن حدوث أزمة مرور خانقة في بعض مناطق المدينة، رفع المتظاهرون لافتات تطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، معبرين عن رفضهم للأحداث الجارية في المنطقة، ونظّمت رابطة النساء الفلسطينيات الأمريكيات بالتعاون مع منظمة "كود بينك" تحركًا في العاصمة واشنطن، بهدف حث أعضاء مجلس الشيوخ على المطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وفي العاصمة واشنطن، خرج العشرات في تظاهرة حيث ارتدوا اللباس الطبي، ورفعوا أيديهم ملونة باللون الأحمر، تعبيرًا عن استهداف الاحتلال للمستشفيات وقتل الأطباء والنازحين داخلها، بالإضافة إلى مأساة الأطفال الصغار، وفي مدينة غلاسغو في اسكتلندا، خرج مئات من طلاب المدارس وأهاليهم في تظاهرة للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، وشهدت مدينة ريد بريدج قرب العاصمة البريطانية لندن، مظاهرة مماثلة شارك فيها مئات من الطلاب وأهاليهم.
وتشهد عدة مدارس في بريطانيا مظاهرات تلبية لدعوة منظمات حقوقية تدعم الحقوق الفلسطينية، وفي اليابان، نظم مناصرون للقضية الفلسطينية وقفة أمام السفارة الإسرائيلية في طوكيو احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على غزة، رفع المحتجون لافتات تدين العدوان الإسرائيلي، ونادوا بشعارات تطالب "إسرائيل" بالوقف الفوري للحرب، ووقف قتل الأطفال والمدنيين الفلسطينيين، مع التأكيد على حق فلسطين في الحرية.
وفي كوريا الجنوبية، أقام محتجون "نصبًا" من الأحذية وأضاؤوا شموعًا تعبيراً عن رفضهم لقتل الأطفال والرضع في قطاع غزة، وفي إندونيسيا، خرج المئات في تظاهرة أمام محلات لعدة شركات عالمية، داعين إلى مقاطعتها نتيجة لدعمها لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وفي العاصمة اليونانية أثينا، شهدت المدينة تظاهرات حاشدة رفضًا للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، رفع المشاركون في المظاهرة علم فلسطين ولافتات تندد بحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة.
وقالت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة في بيان صادر مساء الجمعة إن أكثر من 130 وقفة ومسيرة تم تنظيمها في نحو 60 مدينة، رداً على نداء الهيئة، بهدف دعم قطاع غزة في مواجهة الحرب الإسرائيلية، وأعرب الشعب المغربي، وفقًا للبيان، عن استنكاره لاستهداف الجيش الإسرائيلي للمستشفيات، معربًا عن قلقه إزاء تعريض المصابين والأطفال الصغار للخطر تحت أنظار العالم، كما طالب المحتجون الحكومة المغربية بوقف اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، معبرين عن رفضهم لهذه الخطوة في ضوء التطورات الراهنة، وأضاف البيان إن المتظاهرين رفعوا لافتات وعبارات تضامنية مع ضحايا العدوان على قطاع غزة، خلال جمعة الغضب السادسة التي دعت إليها الهيئة، تحت شعار "ضد اقتحام المستشفيات والحصار والتهجير"، وشددوا على استمرار الاحتجاجات في شوارع المغرب حتى تحقيق وقف العدوان وإغلاق المكتب الإسرائيلي في الرباط.
وتشهد العديد من المدن المغربية، بما في ذلك العاصمة الرباط، وقفات حاشدة يوميًا تعبِّر عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، مطالبين بوقف الغارات الإسرائيلية على غزة ورفع الحصار، إلى جانب المطالبة بإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتأثرة.
رئيس الوزراء يواجه مستوطنيه
بنيامين نتنياهو هو رئيس وزراء "إسرائيل"، شغل منصبه بشكل متكرر على مدى عدة فترات، يوجه إليه اتهامات من قبل نسبة كبيرة من الإسرائيليين بارتكاب العديد من الجرائم ضد الفلسطينيين منذ توليه المنصب، من بين هذه الاتهامات، يتهم نتنياهو بمواصلة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان، ويتهم أيضًا نتنياهو بتصعيد العنف والتوتر في الضفة الغربية وقطاع غزة، واستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين الفلسطينيين، وخاصة خلال الحروب التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى ذلك، يتهم بعدم الالتزام بحل الدولتين وحقوق الفلسطينيين في "إسرائيل" والأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومن ناحية أُخرى، انتقدت منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي نتنياهو بشدة بسبب هذه الجرائم، مطالبة باتخاذ إجراءات قانونية ضده وضد الحكومة الإسرائيلية لوقف هذه الممارسات، وتحقيق العدالة والحرية والاستقلال للفلسطينيين، وبناءً على ما تم الإشارة إليه سابقًا، يواجه بنيامين نتنياهو اتهامات عديدة فيما يتعلق بسياساته وممارساته السياسية تجاه الفلسطينيين، يتم اتهامه بانتهاك حقوق الإنسان، حيث يُلقى باللوم عليه في انتهاك حقوق الفلسطينيين، بما في ذلك حقوق الحريات الأساسية مثل الحرية الدينية والحرية السياسية وحرية التنقل وحرية التعبير، ويُتهم بتجريف المنازل الفلسطينية وتهجير المدنيين الفلسطينيين من أراضيهم.
كما يُتهم نتنياهو بتصعيد العنف في المنطقة وعدم تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ويُلقى باللوم عليه في تحريض جيش الاحتلال الإسرائيلي على استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين الفلسطينيين، وخاصة خلال الحرب الأخيرة على غزة والضفة الغربية، إضافةً إلى ذلك، يُتهم نتنياهو بالفساد والتحايل على القانون واستغلال منصبه لصالحه الشخصي، وقد تعرض لتحقيقات واسعة في العديد من القضايا المتعلقة بالفساد، ويربط بعض النقاد بين هذه الاتهامات وسياساته الخاصة تجاه الفلسطينيين، مع إلقاء الضوء على التمييز العنصري، حيث يُتهم بالتمييز ضد الفلسطينيين وتبني سياسات عنصرية تعتبر اليهود فوق القانون وأولوية لهم في الأراضي الفلسطينية.