الوقت- في إشارة إلى ضعف وسوء إدارة سلطات هذا الكيان الغاصب خلال الحرب الحالية في غزة، أعلنت وسائل إعلام صهيونية أنه لا أفق لتحقيق أي من أهداف "إسرائيل" في هذه الحرب، وأن "إسرائيل" ستضطر إلى القبول بوقف إطلاق النار خلال شهر أو إسبوعين، ووسط تحذيرات متكررة من قبل أوساط وخبراء ومسؤولين سابقين وحاليين في الكيان الصهيوني من التبعات الثقيلة لحرب غزة على هذا الكيان والتأكيد على ضرورة عدم إطالة أمد الحرب، أعلنت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية في مقال لها أن معركة 7 أكتوبر (طوفان الأقصى) كانت الأصعب، وكانت المأساة الأكثر مرارة ل"إسرائيل" منذ قيامها، وقالت، "هذا اليوم ليس له تاريخ انتهاء بالنسبة لنا".
كان يوم 7 أكتوبر بمثابة المأساة الأكثر مرارة بالنسبة لإسرائيل
وأعلنت وسيلة الإعلام الصهيونية هذه في مقالها الذي كتبه ناحوم بارنيا أنه، "في صباح 7 تشرين الأول/أكتوبر بدأت المقاومة الفلسطينية عملية كانت أصعب وأشد كارثة على "إسرائيل" منذ قيامها، وكان حجم الرعب وحجم الهزيمة كبير للغاية، إن الأضرار التي لحقت بإسرائيل في هذه العملية لا يمكن تصورها، وربما هذا هو الفرق بين الحادث والكارثة، فبعد وقوع حادث، يمكنك العودة إلى الوضع الذي كان قبله، لكن هذا الاحتمال غير موجود عند وقوع الكارثة، وعليك أن تفكر بشكل مختلف في طريقك".
وتابع الكاتب الصهيوني المذكور، إن فشل عملية 7 أكتوبر يلقي بظلاله على أعضاء مجلس الحرب الإسرائيلي، وبالمقارنة مع مجلس الحرب الذي تم تشكيله خلال حرب أكتوبر 1973، فإن مجلس الحرب الإسرائيلي الحالي يفتقر إلى التنسيق، ولم تعتقد جولدا مائير، رئيسة وزراء "إسرائيل" آنذاك، وديفيد إليزار، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت، أن موتي أشكنازي (ضابط احتياط في الكيان الصهيوني) سيحتج وبعد ذلك سيتم تشكيل لجنة تحقيق وستبدأ مرحلة تنتهي بسقوط الحكومة الإسرائيلية.
وحسب هذا التقرير، فإن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الحالي، وهيرتسي هاليفي، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الحالي، يعرفان كل هذا أيضًا، ونتنياهو يحاول منع شيء لا يمكن منعه.
من المسؤول عن فشل "إسرائيل" في عملية طوفان الأقصى؟
وقال ناحوم بارنيا عن قائمة المسؤولين السياسيين والعسكريين الصهاينة الذين شاركوا في فشل الكيان الصهيوني في عملية طوفان الأقصى، هذه القائمة يمكن العثور عليها لدى الجيش الإسرائيلي، ورئيس الأركان العامة للجيش، ورئيس الأركان العامة للجيش، وقائد الجبهة وقائد الجيش الغائبان، وأيضاً مع رئيس الشاباك، وربما يكون من الأفضل تفسير هذا الفشل بالبدء بمسؤولين سياسيين كبار، بمن فيهم نتنياهو ويوآف جالانت (وزير الحرب الإسرائيلي). وتشمل هذه القائمة أيضًا بيني غانتس وغادي آيزنكوت؛ وفي الفترة التي كانوا فيها على رأس أركان الجيش، هؤلاء الذين قدموا أفكاراً خاطئة عن حماس.
وما يؤكده باقي المقال أن جميع هؤلاء المسؤولين الإسرائيليين اعترفوا بمسؤوليتهم في هذا الفشل؛ باستثناء نتنياهو الذي لا يقول شيئا، الجيش الإسرائيلي الآن في سباق مع الزمن، وهذا الأسبوع، تفاخر نتنياهو بأن جنرالات من جميع أنحاء العالم جاؤوا للتعلم من إنجازات "إسرائيل" "الرائعة" في الحرب، لكن الحقيقة هي أن هؤلاء الجنرالات جاؤوا للعثور على إجابات لأسئلتهم حول أحجية استمرت لمدة شهر من كل القوات الإسرائيلية ولهذا فإن الأنظمة العسكرية والسياسية في العالم مشغولة بأخذ إجابات حول لماذا استمرت كل هذه المدة الزمنية.
لا يوجد أي احتمال لتحقيق أي من أهداف "إسرائيل" في حرب غزة
ومضى الكاتب الإسرائيلي المذكور موضحا، ملخص هذا اللغز وقال: كيف فشل هذا الجيش المجهز والمدرب جيدا في عملية 7 أكتوبر؟ إن انتصار "إسرائيل" في الحرب الحالية في غزة يعني عودة جميع الأسرى، والتدمير الكامل لحماس، وإخراج حزب الله من المنطقة الحدودية على الجبهة الشمالية ل"إسرائيل" (فلسطين المحتلة)، وإعادة الإعمار الفوري للمستوطنات وتوفير الغذاء وتوفير الأمن للمستوطنات المهجورة، لكن الحقيقة هي أنه لا يوجد أي أمل في تحقيق أي من هذه الأهداف.
وواصل الكاتب في يديعوت أحرانوت الإشارة والتأكيد على التقدم والتطور الذي شهده محور المقاومة في السنوات الأخيرة، وأمام هذا المستوى من النمو والتطور الذي يشهده محور المقاومة، تحتاج "إسرائيل" إلى أمريكا والرئيس جو بايدن، بينما لم يكن الكيان الصهيوني بحاجة إليهم كثيرًا من قبل، وبينما عملت "إسرائيل" دائما على الهامش، عمل الإيرانيون على الأساس، بما في ذلك في مجال المشروع النووي وتعزيز محور المقاومة، الذي انطلق من طهران ووصل إلى دمشق وبيروت وصنعاء وغزة بالإضافة إلى ذلك، عزز الإيرانيون أيضًا علاقاتهم مع موسكو.
وفي استمرار لهذا المقال ذكر الكاتب تصريحات قيادات حماس بأن عملية طوفان الأقصى أعادت القضية الفلسطينية إلى قمة أولويات العالم، ويقال إن الفلسطينيين نجحوا في تحقيق هذا الهدف. وفي هذه الأثناء، يتعرض بايدن لضغوط شديدة من الرأي العام، وبسبب صور الدمار الذي لحق بغزة بسبب الهجمات الإسرائيلية، تعرض بايدن لانتقادات حادة من جناح اليسار في الحزب الديمقراطي. وفي خضم كل هذا، يتحدث يوآف غالانت عن القرارات الصعبة التي يتعين على الحكومة اتخاذها، لكنه لا يقدم أي تفسير لقراراته.
سوف تضطر "إسرائيل" قريباً إلى قبول وقف إطلاق النار
وحسب هذا المقال، في الوقت نفسه، هناك قلق متزايد لدى الإسرائيليين بشأن مصير الأسرى الذين هم في أيدي المقاومة الفلسطينية؛ والذين قتل عدد منهم في القصف الإسرائيلي على غزة، والحقيقة هي أن "إسرائيل" سوف تضطر إلى قبول وقف إطلاق النار خلال أسبوع أو أسبوعين على الأكثر.
وفي النهاية أشار ناحوم بارنيا كاتب هذا التقرير إلى حالة الفوضى التي تعيشها المستوطنات الصهيونية بعد عملية اقتحام الأقصى، وأعلن أن هذه المستوطنات تمزقت نتيجة الخلافات والصراعات الداخلية؛ لذلك يكون تدخل الشرطة ضروريًا في بعض الأحيان لتقليل التوترات، كما أن الفراغ الإداري محسوس بقوة أيضاً، والسلطات بطيئة جداً وضعيفة وأحياناً معادية، وحالة المستوطنات مزرية للغاية وسيستغرق إصلاح الأنقاض التي خلفتها 7 أكتوبر سنوات.
يبدو الإرهاب أصيلاً في بنية الأيديولوجية الصهيونية، ولأنها استعمار استيطاني يسعى للتخلص من السكان الأصليين، كان يُدرك مُنظِّروها أن أصحاب الأرض سيقاومون، وبالتالي جعلوا قتل الأمل لدى الفلسطينيين، إحدى آليات محاولة إنشاء جدار من الخوف والرعب فيهم.
جرائم الحرب في غزة.. هل تفلت "إسرائيل" مرة أخرى؟
حتى اليوم السابع عشر من عدوانها على قطاع غزة، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي نحو 4651 فلسطينياً وأصابت أكثر من 14 ألف شخص، حسب إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية، التي أشارت إلى أن 70% من الضحايا هم من الأطفال والنساء والمسنّين.
هذه المجازر التي ارتُكبت في حق المدنيين العزل، الذين لجأ بعضهم إلى مستشفيات ومساجد وكنائس يفترض أنها آمنة، طالت 433 عائلة، وفي حين انتشلت جثث 2,421 شهيداً، ما زال المئات تحت الأنقاض، وحسب الصحة الفلسطينية فإن هناك نحو 1,300 بلاغ من العائلات عن مفقودين تحت الأنقاض منهم نحو 600 طفل.
تقع هذه المجازر المستمرة على مرأى ومسمع من العالم، بينما يتابع الاحتلال جرائمه دون أن يأبه بحقوق إنسان، ولا برأي عام عربي أو عالمي، بل يتجرأ على تقديم جدلية وقحة حول ما يسمّيه "حقَّه" في الدفاع عن النفس، وفي اتهام حماس وقوى المقاومة بـ"الإرهاب" وقتل المدنيين، وهو أمر ينافي الحقيقة بشكل قاطع، وبلغ الاستخفاف لدى الاحتلال بردود الفعل العالمية إلى أن قصف جيش الاحتلال مستشفى المعمداني في غزة ما أدى إلى استشهاد 500 فلسطينياً وإصابة 28 بجروح حرجة، و314 آخرين بجروح مختلفة.
الإرهاب في الأيديولوجية الصهيونية
يبدو الإرهاب أصيلاً في بنية الأيديولوجية الصهيونية، ولأنها استعمار استيطاني يسعى للتخلص من السكان الأصليين، فقد كان يُدرك مُنظِّروها أن أصحاب الأرض سيقاومون بالتأكيد، وبالتالي جعلوا قتل الأمل لدى الفلسطينيين، إحدى آليات محاولة إنشاء جدار من الخوف والرعب فيهم، حتى يصلوا إلى الاستسلام واليأس المطلق.
ولذلك، فإن فلاديمير جابوتنسكي "فيلسوف العنف" في الأيديولوجية الصهيونية، والأب الروحي لمناحيم بيغن ولحزب الليكود الحاكم، كان يقول إن "السياسة هي القوة"، وإن "ما لا يؤخذ بالقوة، يؤخذ بمزيد من القوة"، وإن المشروع الصهيوني يرتبط تقدمه بقوة سلاحه، وتبنى جابوتنسكي فكرة "الأنانية المقدسة" التي تعني حتمية التضحية بالآخرين، لإنجاز المشروع الصهيوني.
وعلى هذا المبدأ تبعه تلميذه بيغن الذي أصبح رئيساً للوزراء، والذي كان له الدور الأساس في مجزرة دير ياسين سنة 1948، وهي الأشهر في التاريخ الفلسطيني الحديث، إذ لم يتردد في أن يقول عنها بصلف إنه "لولا دير ياسين وأخواتها لما قامت إسرائيل"!
