الوقت- اللافت في الجرائم الوحشية التي ارتكبها الصهاينة في غزة خلال الشهر الماضي، هو إصرارهم على قصف المستشفيات والمراكز الصحية، والتي تدار العديد منها من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
وفي واحدة من هذه الحالات، استهدفت طائرات الكيان الصهيوني قبل عدة ليالٍ قافلة إغاثة ومجموعة من سيارات الإسعاف التي غادرت مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة وكانت تنقل المصابين إلى معبر رفح.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة: إن الاحتلال الصهيوني تعمد استهداف سيارات الإسعاف التي تنقل الجرحى، ونطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته في هذا الصدد، إذا كان العدو المحتل يقول الحقيقة، فلماذا لا ينشر الصور والوثائق التي تثبت ادعاءه بشأن سيارات الإسعاف؟.
كما قصفت مقاتلات الكيان الصهيوني بوابة مدخل مستشفى الشفاء في غزة، ما أدى إلى سقوط 60 شهيداً وجريحاً، كما استهدفت في وقت سابق مستشفى النصر للأطفال، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى.
وجاءت هذه الجرائم بينما أعلن مارك ريغو، مستشار نتنياهو، رسمياً أن مستشفى الشفاء هدف مشروع! وهذا الادعاء الذي ردده الناطق باسم الجيش الصهيوني: "نؤكد أن هذه منطقة حرب، في كثير من الأحيان طُلب من المواطنين التوجه إلى المنطقة الجنوبية حفاظاً على سلامتهم!".
ويأتي هذا الادعاء في الوقت الذي تعرضت فيه سيارات الإسعاف المذكورة للهجوم في طريقها إلى رفح، جنوب قطاع غزة.
وبينما يرتكب الصهاينة هذه الجرائم من خلال ادعاء وجود مقرات لحركة حماس في هذه المراكز، فإنهم لا يكتفون بعدم تقديم المستندات التي تدعم ادعاءاتهم، بل إن معظم الضحايا هم من النساء والأطفال الجرحى.
وفي الوقت نفسه فإن المؤسسات الحقوقية والأمم المتحدة، التي تتولى إدارة هذا المستشفى، تصرح رسمياً أيضاً بزيف ادعاءات الصهاينة واستهدافهم للمدنيين.
وقال رئيس منظمة الصحة العالمية في بيان إنه أصيب بالصدمة من الهجوم على سيارة الإسعاف في غزة، وكتب تيدروس أدهانوم في بيان على شبكة X الاجتماعية: "يجب حماية المرضى والعاملين الصحيين والمرافق الصحية وسيارات الإسعاف في جميع الظروف".
على الجانب الآخر؛ إن استهداف سيارات الإسعاف واعتبار المستشفيات أهدافا مشروعة هو دليل واضح على استهداف الكيان الصهيوني المتعمد لمستشفى المعمداني.
وبعد جريمة المعمداني حاول المحور الغربي الصهيوني بمساعدة وسائل الإعلام نسب الأمر إلى فصائل المقاومة الفلسطينية، فيما كانت الوثائق التي لا يمكن إنكارها عن دور الصهاينة والولايات المتحدة في هذه الجريمة بل حتى وسائل الإعلام الأمريكية أيضاً اعترفت بذلك.
وفق هذه الظروف يتبين أن استهداف المستشفيات والمراكز الطبية من قبل الصهاينة والولايات المتحدة هو أمر متعمد تماما، ويتم لتحقيق عدة أهداف:
أولاً؛ بعد كل فشل، يلجأ الكيان الصهيوني إلى المزيد من عمليات القتل والتدمير على نطاق واسع للتغطية عليه، وفي هذا الصدد، فإن المستشفيات والمراكز الطبية والمدارس والمساجد، التي تضم عددًا كبيرًا من السكان، هي الأهداف الرئيسية.
ثانيا؛ إن استهداف هذه المراكز وسيارات الإسعاف يظهر أن الهدف النهائي للصهاينة ليس فقط القضاء على حماس، بل إبادة جماعية على مستوى غزة.
إن مجمل هذه الجرائم يظهر طبيعة وحشية "إسرائيل" وأمريكا، اللتين لا تحترمان القوانين والأنظمة الدولية فحسب، بل لا تحترمان المبادئ الإنسانية، حتى فيما يتعلق بالجرحى.