الوقت- مزاعم "إسرائيل" في حرب طوفان الأقصى كانت كثيرة وأثارت الكثير من التشكيك حول ما يصرح به قادة العدو وترسانته الدعائية. ومؤخراً تحدثت تل أبيب أنها اكتشفت شبكة من الأنفاق التابعة لحماس ومراكز القيادة وقواذف الصواريخ تحت المستشفيات في قطاع غزة، حيث تطالب حركة حماس الأمم المتحدة بمواجهة الاحتلال والقيام بتحقيق في هذه الادعاءات.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه اكتشف شبكة من الأنفاق التابعة لحماس ومراكز القيادة وقواذف الصواريخ تحت مستشفيات شمال قطاع غزة والمناطق المجاورة، وفي ردها، أصدرت حماس بيانًا داعية الأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة دولية لزيارة المستشفيات في قطاع غزة والتحقق من مزاعم "إسرائيل" بشأن استخدام المواقع من قبل المقاومة، ورد عزت الرشق، العضو في المكتب السياسي لحماس، على هذه التصريحات ووصفها بأنها "مغالطات وأكاذيب لا أساس لها."
هجمات إسرائيلية خطيرة
مؤخراً، زادت "إسرائيل" هجماتها باستخدام الفوسفور الأبيض، الذي أسفر عن إطلاق سحابة من النار والغازات السامة، حسب المتحدث باسم وزارة الداخلية الفلسطينية، إياد البزم، الذي أضاف عبر قناة تلغرام التابعة للوزارة: "خلال الساعات الأربع والأربعين الماضية، تصاعد استخدام القنابل الفوسفورية البيضاء المحظورة دولياً من قبل الاحتلال، وفي الليلة الماضية، سُجلت أعلى مستويات انبعاث الفوسفور في مخيم الشاطئ، مكونة سحابة من المواد السامة."
ومن ناحية أخرى، زعم الأدميرال دانيال هاجاري، الناطق العسكري الرئيسي في "إسرائيل"، أمام الصحفيين أن حماس تستخدم المستشفيات بشكل منهجي كجزء من استراتيجيتها العسكرية.
وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) تنفي هذه الادعاءات وتتهم "إسرائيل" بنشر الأكاذيب، وقدّم هاجاري مقاطع فيديو وصورًا وتسجيلات صوتية قال إنها توضح استراتيجية حماس في استخدام المستشفيات كغطاء ومنع المدنيين من مغادرة مناطق النزاع.
وأشار إلى أن أكثر من 800 صاروخ تم إطلاقهم من قطاع غزة نحو "إسرائيل" خلال فترة النزاع، لكن العديد منها سقطت داخل القطاع ما أسفر عن وفاة العديد من الفلسطينيين.
تصنع حماس بعض صواريخها محليًا وتحصل أيضًا على بعض صواريخها من الخارج، وحتى الآن، لم يتم التحقق بعد من صحة بيان هاجاري.
وبشدة، تركز "إسرائيل" منذ عدة أسابيع على مستشفى الشفاء في غزة، حيث تتهم حماس باستخدامه كغطاء لمركز عملياتها تحت الأرض، وقد وجه هاجاري اتهامات مماثلة إلى مستشفيين آخرين في شمال غزة، وذلك لاحقاً، وهما مستشفى الشيخ حمد الممول من قطر والمستشفى الإندونيسي.
وأشار هاجاري إلى أن مقاطع فيديو تظهر فتحات تؤدي إلى أنفاق حماس وأن مسلحي الحركة أطلقوا النار على جنود إسرائيليين من داخل المستشفى، وقد لفت إلى وجود قاذفات صواريخ على الجانب الآخر من الشارع أمام مستشفى الإندونيسي، وقال: "إنهم يقومون بإطلاق الصواريخ نحو "إسرائيل" على بعد 75 مترًا فقط من المستشفى، لأنهم يعلمون جيدًا أنه إذا تم استهداف منصة الإطلاق هذه، سيتأثر المستشفى."
القوات البرية الإسرائيلية، بدعم من القوات الجوية والبحرية، تحاصر مدينة غزة وتتصارع مع مقاتلي حماس، وكانت الحرب بدأت قبل نحو شهر عندما نفذت حماس هجومًا عبر الحدود أسفر عن مقتل حوالي 1400 شخص في "إسرائيل"، واعتقال حوالي 250 شخصًا ونقلهم إلى غزة، فيما استشهد حوالي 9770 فلسطينيًا، ما أثار مخاوف دولية بشأن الإرهاب الإسرائيلي الخطير وآلته العسكرية المستخدمة في الصراع.
الكيان يواجه الرأي العام العالمي
إن جرائم الكيان ضد الغزاويين أثرت بشكل كبير على الرأي العام العالمي، وقد طلبت "إسرائيل" منهم مغادرة منازلهم في قطاع فلسطيني مزدحم بالسكان قبل الهجوم البري المتوقع على غزة والذي قتلت فيه القوات الإسرائيلية نحو 10 آلاف شخص، وأُعيدت للأذهان ذكريات التهجير والإكراه عن الأرض التي كانوا يسعون لإقامة دولتهم فيها، وهو مشهد مشابه لما شهدوه خلال حرب عام 1948 عندما أُجبروا على ترك منازلهم، وهذه التجارب المؤلمة جاءت في سياق تزامن إنشاء دولة "إسرائيل"، ما زاد من معاناة الفلسطينيين، والفلسطينيون واجهوا الصراع بكرامة وقوة وقالوا: "نجلس في منازلنا مع أطفالنا، ولن نغادر منازلنا".
أيضا، قصفت "إسرائيل" منازل السكان في شمال قطاع غزة ومستشفياته بشكل خطير، ولكن فيما بعد ادعت أنها ستضمن سلامة الفلسطينيين.
في الواقع، تجمعت القوات الإسرائيلية حول قطاع غزة وقامت بقصف المنازل بشكل عنيف، ما أضر بالمدنيين والممتلكات، هذه الأحداث أثرت بشدة على السكان وزادت من معاناتهم في ظل النزاع الدائر، ومع كل صاروخ وضحية، يتذكر الفلسطينيون لأول مرة وقت نزوحهم وما يعيشونه اليوم، إنهم يعرفون أن الولايات المتحدة مسؤولة عن هذا الوضع، وأيضًا الدول التي تطبع علاقاتها مع "إسرائيل"، وحتى لو تدخلت الولايات المتحدة أو "إسرائيل" أو أي دولة أخرى، سيبقى الفلسطينيون في مكانهم الحالي ولن يتركوا منازلهم كما يقولون.
وحوالي 700 ألف فلسطيني، تعرضوا للإجلاء والنفي، حيث لجأ الكثيرون منهم إلى الدول العربية المجاورة، حيث يعيش العديد من أحفادهم حاليًا، العديد من هؤلاء اللاجئين لا يزالون يعيشون في مخيمات اللاجئين. تل أبيب ترفض الاعتراف بحقيقة نزوح الفلسطينيين وتطلق ادعاءات منافقة بأنها تعرضت لهجمة من قبل خمس دول عربية بعد إنشائها.
وفي الوقت نفسه، نفذت "إسرائيل" حملة قصف مكثفة أجرمت بالمدنيين فيها، مع التعهد بمحاولة القضاء على حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة ردًا على الهجوم الذي نفذته الطائرات الحربية واقتحمت خلاله البلدات الإسرائيلية قبل ذلك بفترة.
خلال هذا الهجوم، تم الرد على جرائم الكيان بالرصاص، وبعد ذلك عاد العديد من الرهائن إلى القطاع، وأسفر الصراع عن مقتل حوالي 1300 شخص، ما جعله أسوأ هجوم في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي.
وتدعي القوات الإسرائيلية أنها تعمل على القضاء على مقاتلي حماس، بينما تقتل آلاف الأبرياء.
وتشير الأمم المتحدة إلى أن القصف واسع النطاق في منطقة القطاع المحاصر يمكن أن يؤدي إلى كارثة إنسانية، حيث تم إجلاء العديد من سكان غزة وتركوا منازلهم في منطقة داخل قطاع غزة التي تمتد على طول الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.
النتيجة، السكان في غزة يرون أن هناك محاولة من "إسرائيل" لإبادة أهالي غزة وتدميرها، ويشددون على أنهم يقاومون الاحتلال الإسرائيلي بكل وسائل المقاومة الممكنة، ويدعون الشعب الفلسطيني الآخر الذي يعاني من الاحتلال إلى مواصلة مقاومته بأي وسيلة ممكنة ضد الاحتلال، مهما كان الثمن، وهذا يعكس عزمهم وإصرارهم على الصمود في وجه التحديات التي يواجهونها في الظروف الصعبة.
وقد أصبح العالم على دراية بالمجازر الإسرائيلية، ولقد أثرت محاولات إبادة الفلسطينيين بشكل كبير على الرأي العام العالمي، وهذا أثار توجهًا شديدًا من شعوب العالم لدعم فلسطين والمطالبة بعدم الصمت إزاء إبادة الفلسطينيين وبلادهم، وهذا يشير إلى أن هناك حركة دولية قوية تدعم القضية الفلسطينية وتدين الانتهاكات الإسرائيلية الشديدة لحقوق الإنسان.