الوقت- كان للهجمات الإسرائيلية القاتلة على العاملين في مجال الإعلام وحتى على عائلاتهم تداعيات عديدة في العالم، وعادة، في الحروب والأزمات، لا تهاجم القوى المعادية القوى الإعلامية، على الأقل حفاظاً على سمعتها ولأخذ لفتة إنسانية، لكن منذ بداية الهجمات الإسرائيلية على غزة، قُتل العديد من الصحفيين والمراسلين.
إن تزايد الهجمات ضد الصحفيين لها جوانب كثيرة وصادمة، وفي إحدى الحالات، فقد استشهد صحفي وجميع أفراد أسرته في غارات جوية، وبكى صحفي في برنامج تلفزيوني مباشر على زميله الذي استشهد قبل دقائق قليلة، وأصيب مكتب وكالة الأنباء الفرنسية.
الوضع سيء للغاية لدرجة أن المؤسسات الدولية والمنظمات الصحفية العالمية أعلنت أن حرب غزة هي أكبر أزمة للصحفيين خلال الثلاثين عامًا الماضية.
وقبل يومين أعلنت لجنة حماية الصحفيين في تقريرها الأولي عن استشهاد الصحفيين، أنه منذ بدء العدوان الإسرائيلي فقد 30 صحفيا وناشطا إعلاميا حياتهم.
والقضية المختلفة في هذا الهجوم الأخير هي أن الجيش الإسرائيلي صرح بوقاحة لوسائل الإعلام الكبرى أنه لا يستطيع ضمان أمنهم، بل إن القوات العسكرية الإسرائيلية استهدفت مكتب وكالة فرانس برس وألحقت به أضرارا جسيمة.
الصحفيون، بسبب اضطرارهم للذهاب إلى قلب الأحداث لتغطية الأخبار، يتعرضون للقصف، وبالتالي فإن نشاطهم خطير للغاية، بل إن احتمال شن هجمات برية واسعة النطاق على غزة قد يجعل ظروف عملياتهم أكثر خطورة.
على الرغم من وقوع حوادث مريرة لهم في هذه الأسابيع القليلة، ومن أولى الصدمات نشر خبر استشهاد أفراد عائلة مراسل الجزيرة وائل الدحدوح، والذي حظيت صوره وهو يصلي على جسد زوجته وابنته وابنه باهتمام كبير.
وفي حالة شهيرة أخرى، استشهد محمد أبو حطب و11 من أفراد عائلته في هجوم، وكان سلمان البشير، زميل هذا الصحفي، يغطي النقل المباشر للجرحى إلى أحد مستشفيات غزة عندما سمع نبأ استشهاد أبو حطب، وفي البرنامج التلفزيوني المباشر، نزع سترته وخوذته وهو يبكي وقال: أن لا شيء يحمي الصحفيين، وكان لهذا الفيديو صدى كبير في العالم، وأظهر الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها الناس في غزة، وخاصة الصحفيين، وأقيمت مراسم تشييع ودفن هذا الصحفي بحضور العديد من الزملاء الإعلاميين والأهالي، وتم بث العديد من الصور له.
ولاقت كلمات البشير على شاشة التلفزيون، وهو يخلع ملابسه الواقية، صدى كبيرا في العالم وتداولها الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال: "لا أحد ينظر إلينا وإلى حجم المآسي والجرائم التي نعيشها في غزة، هذه السترات والخوذات الواقية لا تحمينا، لا شيء يحمي الصحفيين.. نفقد حياتنا بلا سبب".