الوقت- صحيفة "ذا جارديان" الإنجليزية توقعت أنه في حال استمرار الوضع الحالي في حرب غزة، سيتعين على نتنياهو جذب انتباه جو بايدن أيضًا وتوجيه الانتقادات إليه.
سايمون تسيدا، في تحليل نشر في صحيفة "ذا جارديان"، كتب: "أظهر جو بايدن اللطف والتعاطف مع نتنياهو خلال زيارة قصيرة إلى "إسرائيل".
تم توجيه مساعدات إلى غزة، وتم الإفراج عن اثنين من بين 200 أسير، لكن لا يوجد وقف لإطلاق النار، ولا حل إنساني أو منطقة آمنة، ولا نهاية للقصف، ولا وجود لخطة طويلة الأمد، ويتزايد الخوف من تصاعد نطاق الحرب، وبدلا من ذلك، تم الاتفاق في الغرب على هجوم قادم وكامل من قوات "إسرائيل" العسكرية على غزة بهدف القضاء النهائي على حماس، في حين فقد أكثر من 4000 فلسطيني حياتهم، حيث كان يجب على فريق نتنياهو مواجهة البطاقة الحمراء من بايدن، لكنه حصل مؤخرا على الضوء الأخضر.
أصبحت الفوضى السياسية في الغرب أمام كارثة واضحة بشكل محبط، ففي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قدمت فرنسا ودول أخرى مشروع قرار لوقف العدوان وإلغاء أمر "إسرائيل" بإخلاء شمال غزة، لكن الولايات المتحدة رفضت ذلك، وأكبر مخاوفنا هي أنه إذا قامت "إسرائيل" بشن هجوم أوسع على غزة، فإن حزب الله في لبنان سيفتح الجبهة الثانية للحرب، وينتقل التوتر إلى العراق وسوريا، فوعود أمريكا بتقديم مزيد من المعدات العسكرية لـ"إسرائيل" تثير غضب العالم الإسلامي.
قادة العالم العربي يخشون غضب شعوبهم ولهم الحق في أن يقولوا إن قتل المدنيين غير العسكريين على يد "إسرائيل" ليس سبيلا للدفاع عن النفس ضد حماس.
يعترف المسؤولون الإسرائيليون بأنهم لا يزالون يناقشون ما سيحدث بعد ذلك، يبدو أنه لا توجد استراتيجية مستدامة، اتحاد الدول العربية طالب مرة أخرى بإحياء المفاوضات لإقامة دولة فلسطينية، ومع ذلك، لا يوجد لدى "إسرائيل" أذن للاستماع إلى هذا الطلب.
لا يمكن تحديد إلى أي مدى يمكن للقادة الغربيين الضعفاء إدارة وحل الحرب ومراحل ما بعد الحرب، حيث إن دعم بايدن وشوناك لـ"إسرائيل" يجعلهم غير قادرين على تمثيل أنفسهم كوسطاء للسلام.
قام بايدن بثلاثة أخطاء رئيسية في الشرق الأوسط منذ عام 2021، الأول أنه حاول تجاهل الشرق الأوسط من خلال التركيز على القضايا الداخلية والصين، وقد أظهرت التطورات أن هذا الأمر مستحيل.
الخطأ الثاني هو دعمه لاتفاقية إبراهيم التي تم إبرامها في عهد ترامب وجهود تطبيع العلاقات بين "إسرائيل" والعرب، على الرغم من أن هذه الاتفاقية كانت تهدف إلى تجاوز قضية فلسطين وتجاهلها.
الخطأ الثالث هو عندما قام نتنياهو- أحد أنصار ترامب- بتنفيذ انقلاب ضد الديمقراطية بحجة قضائية وقام بضم ضفة البحر الغربية لـ"إسرائيل" مع أعضاء حكومته الذين هم أشخاص من الجماعة اليمينية المتطرفة والمتعصبة، وفي الوقت نفسه، تضعف جهود الولايات المتحدة لتخفيف التوتر مع إيران، حيث يواجه بايدن صعوبات كبيرة.
نتنياهو يكافح بشدة من أجل البقاء على قيد الحياة، وعندما نزل بايدن من الطائرة في تل أبيب وذهب لمصافحة نتنياهو، احتضنه نتنياهو مثل دب يحتاج إلى عناية، ويبدو أن نتنياهو اليوم شخص خطير وغير محبوب ومزدوج الوجه وسام، وليس من المبالغة أن نقول إنه يمكنه سحب بايدن إلى الأسفل معه.
كتب "ديفيد راتكاف" الكاتب عن هذا الشأن: "لا يستفيد أحد من ذلك سوى نتنياهو الذي ربما يرى نهاية حكومته مرتبطة بنهاية صراع مع حماس"، يمكن أن يجر الصراع الطويل إلى المزيد من الخسائر غير العسكرية وزيادة عدم الاستقرار في المنطقة، ما يمكن أن يجذب الولايات المتحدة إلى صراع أعمق في الشرق الأوسط.
بايدن وقع في فخ المنطقة العمياء وطبيعتها الخاصة، وأصبح صاحب هذه الحرب، ولديه حرب طويلة لمواجهة روسيا في أوكرانيا، وإضافة إلى ذلك، حتما سوف يواجه صراعا باردا أو ساخنا محتملا مع الصين.
بوتين وشيء جين بينغ، اللذان عقدا اجتماعا ودودا الأسبوع الماضي، هما المراقبان للأوضاع، والكارثة التي تحدث تحت إشراف بايدن تكشف نفسها وتتطور.