الوقت- مرّة أخرى، شكّل أطفال غزة "بنك أهداف" الاحتلال الإسرائيلي ومرّة أخرى، يكتفي العالم بالتنديد بالجريمة، في أحسن الأحوال، ترتفع الأصوات المستهجنة مقابل ازدواجية معايير المجتمع الدولي، الذي لا يتعامل مع غزة كما يتعامل مع مناطق أخرى، وكأنّ أطفالها لا حقوق لهم.
وفي هذا السياق قال سليم عويس المسؤول الإعلامي لمكتب اليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تصريح: إن عدد الأطفال الذين قتلوا في غزة وصل إلى أكثر من 700 طفل وهذا العدد آخذ في الازدياد.
وأضاف: "الوضع في قطاع غزة صعب للغاية، وإذا استمر على هذا النحو فسيكون كارثيًا، واستمرار هذا العنف سيؤدي إلى كارثة إنسانية".
وأكد هذا المسؤول: أن التأثير على الأسر والأطفال لا يتعلق فقط بمسألة الوفيات والإصابات، بل له تأثير نفسي أيضاً وهناك أيضاً انقطاع للمياه والكهرباء.
وأشار إلى تأثير ذلك على المستشفيات، فبعضها لا يتوافر لديه سوى ما يكفي من الوقود للعمل لعدة أيام.
وأكد عويس: أن خطر تعرض الأطفال للأمراض يزداد بشكل كبير بسبب الأضرار التي لحقت بشبكات المياه والصرف الصحي، حيث أزهقت الأرواح وتمزقت الأسر، ولحقت آثار مدمرة بالأطفال.
وفي غزة، لحقت أضرار بالمدارس والمرافق الصحية، وسويت المنازل والمكاتب بالأرض، وهجّرت أسر بأكملها، أما في "إسرائيل"، فقد لحقت أضرار بالمدارس والمنازل والمباني.
وقبيل تصاعد العنف، كان ثلث أطفال غزة بحاجة بالفعل إلى الدعم في مجال الصدمة المتصلة بالنزاع، ودون شك، فقد ازدادت كثيراً حاجة الأطفال إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي-الاجتماعي.
وفي الوقت نفسه، فإن تدهور القدرة الإنتاجية للمياه في غزة بسبب نقص الكهرباء يعني أن عشرات الآلاف من الأطفال سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية للحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي الأساسي.
52% من الشهداء أطفال ونساء
حسب آخر إحصاء من وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي الحالي على غزة إلى 2670 شهيدا، وإصابة نحو 9600 آخرين.
ويمثل الأطفال والنساء 52% من إجمالي عدد الشهداء، وفق ما أعلنته وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة.
فيما أعلن المتحدث باسم اليونيسف أن أكثر من 700 طفل فقدوا حياتهم في قطاع غزة منذ بدء القصف الإسرائيلي.
ليس العدوان الأول
هذا العدوان الإسرائيلي على غزة ليس الأول، وربما لن يكون الأخير، في ظل تخاذل المجتمع الدولي عن اتخاذ خطوات جدية لحقن الدم الفلسطيني.
وعلى الرغم من أنه بين الحين والآخر نرى عدوانا إسرائيليا وقصفا يستهدف غزة، إلا أن هناك 4 حروب مضت كانت من بين الحروب الأكثر دموية، واستغرقت وقتا طويلا حتى خفت ضجيج العدوان.
ففي العام 2008، استمر العدوان الذي شنته قوات الاحتلال على غزة 21 يوما، ما أدى إلى وقوع 1200 شهيد فلسطيني، بينهم 417 طفلا وفق تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
وفي العام 2012، شنت قوات الاحتلال حربا على قطاع غزة، استمرت 8 أيام، خلال الفترة من 14 حتى 21 تشرين الثاني سقط خلالها 164 شهيدا فلسطينيا، من بينهم 42 طفلا و12 سيدة و15 مسنا، في حين بلغ عدد المصابين 1222 فلسطينيا، من بينهم 431 طفلا و207 سيدات و88 مسنا.
وفي العام 2014، استمرت الحرب على غزة 50 يوما، خلال الفترة من 8 يوليو ، حتى 26 أغسطس، سقط خلالها 2322 شهيدا فلسطينيا، بينهم 578 طفلا و489 سيدة، حسب إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية.
وفي العام 2021، استمرت الحرب على غزة خلال الفترة من 10 مايو حتى 21 مايو، ما أدى إلى استشهاد 243 فلسطينيا، بينهم 66 طفلًا و39 سيدة، فضلا عن إصابة 1910 أشخاص، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
ويواصل الفلسطينيون صمودهم، ورفضهم الاستجابة للدعوة التي وجهها جيش الاحتلال، إلى كل سكان شمال غزة بإخلائها، والتوجه الى جنوب القطاع، فيما واصلت قوات الاحتلال دفع تعزيزات عسكرية إلى منطقة الغلاف على حدود غزة.
وتتواصل الرشقات الصاروخية التي تطلقها المقاومة الفلسطينية من داخل القطاع، بينما يشن جيش الاحتلال غارات كثيفة تستهدف المدنيين والبنية التحتية في غزة التي أصبحت شبه مدمرة تماما.