الوقت- قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن هجمات الکیان الإسرائيلی الجوية والمدفعية الدموية على قطاع غزة حولته إلى حفرة من الجحيم ينتشر فيها الموت والدمار في ظروف إنسانية بالغة التعقيد ومن دون أي خدمات أساسية للحياة.
ونفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدار الساعة آلاف الضربات الجوية والمدفعية التي استهدفت أحياءً سكنية ومبان متعددة الطوابق مأهولة بالسكان في قطاع غزة.
كما وثق المرصد الأورومتوسطي استشهاد 14 فلسطينيا على الأقل بمعدل كل ساعة في اليوم الثامن من إطلاق الکیان الإسرائيلی عملية “السيوف الحديدية” العسكرية على قطاع غزة والتي تضمنت حتى الآن إسقاط أكثر من 6000 قنبلة على القطاع المكتظ بأكثر من مليوني نسمة، اي ما يعادل قوة ربع قنبلة نووية.
وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الیوم الاحچ ارتفاع عدد الشهداء الى 2329 مواطناً فلسطينيا وإصابة 9042 آخر بجراح مختلفة.
وذكر المرصد أن المدنيين في غزة من دون أي ملجأ وينزحون من الموت إلى الموت في واقع غير إنساني في وقت تنعدم خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات والانترنت وانعدام غير مسبوق وبالغ الخطورة للأمن الغذائي.
وأبرز المرصد استمرار الکیان الإسرائيلی في تكثيف هجماته الجوية والمدفعية على كافة أنحاء قطاع غزة شملت تدمير أحياء سكنية بكاملها، وتسببت بإبادة ما لا يقل عن 82 عائلة قضى 5 أشخاص على الأقل من أفرادها في عمليات قتل جماعي مروعة.
وثق المرصد الحقوقي الدولي، تدمير الهجمات الإسرائيلیة 2650 من المباني سكنية وتضرر نحو 70 ألف وحدة سكنية بشكل بالغ وجزئي، بينما تم تدمير 65 مقرا حكوميا.كما ألحقت دماراً بما لا يقل عن 71 مدرسة، وتدمير 146 منشأة صناعية، و61 مقرا إعلاميا، فضلا عن هدم 18 مسجدا، وإلحاق دمار بعشرات المساجد وكنائس أثرية قديمة.
ويشهد قطاع غزة في الأصل حركة نزوح واسعة على مدار أيام هجمات كيان الاحتلال الإسرائيلي ووثق الأورومتوسطي نزوح أكثر من 860 ألف شخص إلى مدارس ومرافق إيواء تابعة للأمم المتحدة ومدارس حكومية وأقارب وجيران لهم، علما أن أكثر من 450 ألف شخص نزحوا بعد تدمير أو تضرر منازلهم في الغارات الإسرائيلية.
وفي غياب أي ملجأ آمن، نزح عشرات ألاف المدنيين إلى مقرات المستشفيات للاحتماء من هجمات الاحتلال، منهم أكثر من 35 ألف شخص إلى مجمع الشفاء الطبي وحده.
يضاف إلى ذلك ما مارسه جيش الاحتلال الإسرائيلي من ترهيب بحق سكان محافظتي غزة وشمال القطاع عبر إنذارهم بإخلاء جماعي لمناطق سكنهم والتوجه إلى وسط وجنوب القطاع.
وأبرز الأورومتوسطي أن إنذارات الإخلاء للمدنيين في غزة تمت حتى من دون إعلان وقف الغارات والهجمات الجوية وفي غياب أي ضمانات للسلامة أو العودة، بما يرقى إلى مستوى جريمة حرب تتمثل في الترحيل القسري.
وفي ترجمة حرفية لذلك، قال المرصد إن 73 فلسطينيا قتلوا وأصيب أكثر من 130 آخرين عصر الجمعة، جراء الاستهداف الإسرائيلي لشاحنات وسيارات كانت تقل نازحين على شارعي صلاح الدين والرشيد ممن حاولوا الوصول لما بعد منطقة جنوب وادي غزة بحسب طلب الجيش الإسرائيلي.
وأعرب الأورومتوسطي عن بالغ استنكاره للاستهداف المتعمد لمدنيين نزحوا من منازلهم بشكل قسري بعد ترهيبهم وإنذارهم من الجيش الإسرائيلي بما يشكل ممارسة علنية لعمليات نقل قسري (ترانسفير) خارج القانون الدولي.
وشدد على أن مثل هذا الإجراء يمثل انتهاكا صارخا للمادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر على القوة القائمة بالاحتلال من مباشرة نقل قسري (ترانسفير) للسكان، أو ترحيل أي من الأشخاص المشمولين بالحماية في الإقليم الذي يقع تحت الاحتلال.
بل ذهب جيش الاحتلال الإسرائيلي حد إنذار أربعة مستشفيات هي (كمال عدوان، والعودة، والقدس، والمستشفى الأردني الميداني) بالإخلاء من محافظتي غزة وشمال القطاع في إجراء من شأنه منع الخدمات الصحية الأساسية والطارئة لمئات آلاف السكان.
وطالب المرصد الأورومتوسطي بتحرك دولي فوري يضمن إمدادات الكهرباء والمياه والاحتياجات الأساسية في غزة، ورفع الحصار الإسرائيلي غير القانوني المفروض على القطاع منذ عام 2006 والذي يعد سببا رئيسيا في الصراع الحاصل الآن.
وشدد على أن استمرار العقاب الجماعي للسكان المدنيين في غزة يرتقي إلى مستوى جريمة حرب في وقت أن الكيان الإسرائيلي ملزم باعتباره القوة المحتلة، بضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المدنيين بموجب القانون الدولي.
وفي ضوء كل ما يجرى، تساءل المرصد الأورومتوسطي عن موقف المحكمة الجنائية الدولية التي فتحت منذ عامين تحقيقًا في الوضع في الأراضي الفلسطينية وتشمل ولايتها الجرائم بموجب القانون الدولي بما في ذلك ما يحدث في غزة.