الوقت- في خضم موجة التعاطف الأمريكي مع النظام الصهيوني إثر هجمات حماس المفاجئة على النظام الصهيوني، أبعدت قناة NBC التلفزيونية بصمت ثلاثة من مذيعيها المسلمين ولم تبث برنامجهم!. ولم تبث هذه الشبكة أحد فقراتها المسائية المعتادة التي يؤديها مهدي حسن المضيف المسلم لهذه الشبكة.
كما قامت شبكة NBC بنقل برنامج أيمن محي الدين، وهو مقدم آخر بارز لهذه الشبكة، محيي الدين، مراسل مصري أمريكي وأحد المذيعين ذوي الخبرة في شبكة إن بي سي نيوز، قام بتغطية الحرب والتطورات من داخل غزة لمدة عامين.
وفي عام 2021، انتقد بشدة قادة النظام الصهيوني بسبب هجماتهم على غزة، وهذا ما دفع حزب الله وحماس لإصدار بيانات تنديد واسعة في ظل الحملة الإسرائيلية الإبادية على قطاع غزة المدمر على رؤوس ساكنيه.
خطة خبيثة لإسكات أصوات الحق
حسب مصدرين من هذه الشبكة التلفزيونية لموقع "سيمافور" الإخباري، فإن شبكة " إن بي سي" تخطط أيضاً لاستبدال أليسيا مينينديز بعلي فيلشي، وهو مذيع مسلم آخر، في برنامج آخر من برامجها هذا الأسبوع؛ وقد أعرب عدد من موظفي NBC عن قلقهم إزاء هذا الإجراء الذي اتخذته الشبكة والتخلي عن المذيعين ذوي الخبرة، ويعتقدون أن الأشخاص الثلاثة لديهم معرفة ومعلومات عميقة حول الحرب المستمرة في غزة.
وزعمت NBC أن نقل وتغيير مناوبة هؤلاء الأشخاص الثلاثة كان عرضيًا وسيستمر جميع المقدمين الثلاثة في تشغيل البرنامج وتقديم التحليل.
وجاء رد فعل حزب الله وحماس حادا على الهجمات الإرهابية التي نفذها المحتلون ضد الإعلاميين، حيث أدان حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية بشدة الاعتداءات الإرهابية التي يشنها نظام الاحتلال ضد الإعلاميين من خلال إصدار بيانات شديدة اللهجة، واعتبرا هذه الاعتداءات في سياق جهود الصهاينة لمنع الكشف عن جرائمهم.
وحسب تقارير، أصدرت وحدة العلاقات العامة في حزب الله بياناً شديد اللهجة أدان فيه بشدة اعتداء نظام الاحتلال على وسائل الإعلام في جنوب لبنان، واستهدف النظام الصهيوني، مؤخرا، مجموعة من الصحفيين الذين كانوا يغطون جرائم هذا النظام، ما أدى إلى استشهاد مراسل وكالة رويترز عصام عبد الله، وإصابة عدد آخر من الصحفيين والمصورين العاملين في قناتي الجزيرة ووكالة فرانس برس.
وأعلن حزب الله في بيانه ردا على هذا الاعتداء الإرهابي الذي شنه النظام الصهيوني ضد المصورين والصحفيين أن الهدف من هذه الجريمة البشعة هو منع بث أخبار وصور جرائم الاحتلال وعدوانه الغاشم على المدنيين والأبرياء .
وأضاف حزب الله إن جريمة العدو الصهيوني النكراء بهدف وضع عدد من الإعلاميين على حدود لبنان وفلسطين المحتلة، هي استمرار لعدوان هذا النظام الإجرامي على المؤسسات الإعلامية في غزة وتدمير المقرات ووسائل الإعلام وقتل عدد كبير منهم.
كما أعرب حزب الله اللبناني عن تعازيه لوكالة رويترز وفرانس برس وشبكة الجزيرة ومراكز إعلامية أخرى، فضلا عن عائلة الشهيد "عصام عبد الله" ودعت وحدة العلاقات العامة في حزب الله كل المؤسسات الإعلامية والحقوقية إلى إدانة عدوان نظام الاحتلال الصريح على لبنان، والاصطفاف العلني والأعمى لما تسمى مؤسسات العالم الحر مع القتلة والمجرمين والمعتدين.
وشدد حزب الله على أن هذه الجريمة النكراء بقتل مواطنين لبنانيين ومقيمين على الأراضي اللبنانية وأي تجاوز على أمنه لن يمر دون رد وسنرد عليه بشكل حاسم.
طبيعة الكيان الصهيوني الإجرامي
بوضوح، أصدرت حركة حماس الفلسطينية بيانا أدانت فيه الاعتداءات الإرهابية التي نفذها الصهاينة على الإعلاميين في جنوب لبنان، وأعلن المكتب الإعلامي لحركة حماس تقدمه بأحر التعازي للإعلاميين في لبنان ونقابة المصورين في لبنان لاستشهاد مراسل رويترز عصام عبد الله نتيجة عدوان نظام الاحتلال على مجموعة من الزملاء الإعلاميين الذين كانوا يغطون التطورات في جنوب لبنان وقال بيان حماس: إننا نعتبر هذا العدوان الصريح انعكاسا لطبيعة هذا العدو الإجرامي الذي يسعى إلى تدمير وتشويه صورة الحقيقة من أجل تبرير جرائمه في غزة وكامل الأراضي المحتلة من فلسطين وجنوب لبنان، وإننا ندين بشدة الصمت الدولي تجاه جرائم نظام الاحتلال المتكررة ضد الصحفيين والإعلاميين، والتي أدت إلى استشهاد عدد من زملائهم المحترمين أثناء قيامهم بمهمتهم في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان".
وجاء في هذا البيان: إن استمرار نظام الاحتلال في عدوانه الممنهج على وسائل الإعلام يشكل تجاهلاً واضحاً لكل الاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية الصحفيين والإعلاميين أثناء الحروب والنزاعات، بما في ذلك اتفاقية جنيف 3، وإن جريمة النظام الصهيوني الجديدة في جنوب لبنان وغيرها من جرائم هذا النظام بحق الإعلام تتطلب من كل العاملين في المؤسسات الإعلامية الوقوف صفاً واحداً للدفاع عن الإعلام باعتباره معقلاً للحرية ودوره في فضح الجرائم المحتلين بكل أنواعها، وخاصة الجرائم التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني".
وفي ختام بيانها أعلنت حركة حماس: "نؤكد دعمنا الكامل لشركائنا الإعلاميين في غزة ولبنان، ونطالب كل المؤسسات الدولية والحقوقية برصد جرائم نظام الاحتلال ومعاقبة هذا النظام على جرائمه المتلاحقة بحق الإعلاميين، ومعاقبة المدنيين في فلسطين المحتلة"، وإلى جانب عدوانه الغاشم على المدنيين في قطاع غزة، يقوم نظام الاحتلال الصهيوني بهجمات ممنهجة وإرهابية ضد الصحفيين والإعلاميين الذين يبثون صور جرائم هذا النظام، ما أدى إلى استشهاد عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين.
والأمر المؤسف في هذا السياق هو صمت المنظمات الدولية التابعة للغرب وأمريكا والتي تدعم جرائم الصهاينة خلافا لقوانينها وادعاءاتها.
إرهاب ضد الصحفيين
لا شك أن الإرهاب ضد الصحفيين هو ظاهرة مروعة تشكل تهديدًا للحرية الصحفية والديمقراطية، يتضمن هذا النوع من الإرهاب الاعتداء على الصحفيين بغية تثبيت الخوف ومنع نقل الأخبار والحقائق.
يُعَد الصحفيون جزءًا أساسيًا من مجتمعنا، حيث يلعبون دورًا حاسمًا في نقل المعلومات والتوعية بالقضايا المهمة.
ويحطم الإرهاب بحق الصحفيين قيم الحرية والديمقراطية، ويمثل تهديدًا للمجتمعات العربية والعالمية، ويجب على المجتمع الدولي تبني استراتيجيات شاملة لمكافحة هذه الظاهرة وتوفير الحماية للصحفيين الذين يخاطرون بحياتهم من أجل توفير التغطية الصحفية الحرة والمستقلة، وتعكس مكافحة إرهاب الصحفيين الالتزام بحقوق الإنسان والحرية الصحفية، وهما أسس أساسية للمجتمعات الحرة والمزدهرة.
وبالتأكيد، "مقتل الصحفيين" في الارتفاع المثير للقلق في حالات قتل الصحفيين في فلسطين والتحديات المختلفة التي يواجهها الصحفيون في سعيهم وراء الحقيقة، وهو يستكشف الدوافع الكامنة وراء هذه الأفعال ويقدم نظرة ثاقبة للآثار الأوسع على حرية التعبير وحرية الصحافة.
"مراسلون بلا حدود" من خلال المؤشر العالمي لحرية الصحافة لعام 2022": ويصدر هذا التقرير السنوي ليقدم نظرة عامة شاملة عن حالة حرية الصحافة على مستوى العالم ويحتل الكيان دائما مكانة مهمة في الجرائم ضد الصحفيين، وهو يسلط الضوء على المخاطر التي يواجهها الصحفيون ويصنف البلدان على أساس طريقة تعاملها مع الصحافة.
أيضا "لجنة حماية الصحفيين: الهجمات على الصحافة": تقدم هذه السلسلة من التقارير الصادرة عن لجنة حماية الصحفيين(CPJ) تحليلاً متعمقًا للتحديات التي يواجهها الصحفيون في جميع أنحاء العالم وخاصة في فلسطين المحتلة، ويغطي موضوعات مثل الإفلات من العقاب، والرقابة، والتهديدات الرقمية، وتأثير العنف ضد الصحافة.
وفي ظل الصعوبات الفريدة التي تواجهها الصحفيات في فلسطين بسبب الاحتلال، بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي والمضايقات والتهديدات، ويعد الإرهاب الإسرائيلي ضد الصحفيين قضية مثيرة للقلق العميق ومنتشرة وتشكل تهديدًا كبيرًا لحرية الصحافة والديمقراطية في جميع أنحاء العالم.
غالبًا ما يجد الصحفيون أنفسهم في الخطوط الأمامية، حيث يقومون بالإبلاغ عن القضايا الحرجة والصراعات والظلم الاجتماعي، ما يجعلهم أهدافًا رئيسية للجماعات الإرهابية "الإسرائيليين" التي تسعى إلى قمع تدفق المعلومات والحفاظ على السيطرة على الروايات.
وتشمل هذه الأعمال الإرهابية ضد الصحفيين العنف الجسدي والاختطاف والترهيب، وحتى القتل، ولا يقتصر الهدف على إسكات الصحفي الفرد فحسب، بل أيضًا خلق جو من الخوف والرقابة الذاتية داخل المجتمع الصحفي الأوسع، وتقوض هذه الإجراءات الدور الأساسي الذي تلعبه الصحافة الحرة والمستقلة في محاسبة من هم في السلطة، وإعلام الجمهور، وضمان الشفافية في المجتمع، وتتطلب الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب ضد الصحفيين تعاونًا عالميًا وأطرًا قانونية قوية والالتزام بدعم المبادئ الأساسية لحرية الصحافة وحقوق الإنسان، لا تقتصر حماية الصحفيين على حماية حياتهم فحسب، بل تتعلق أيضًا بالحفاظ على نزاهة الصحافة، وهو أمر بالغ الأهمية للمجتمعات الديمقراطية المستنيرة.