الوقت- استمرارًا لاعترافات الصهاينة بهزيمتهم أمام المقاومة الفلسطينية في عملية طوفان الأقصى، ذكرت صحيفة هآرتس العبرية أن الهزيمة التي منيت بها "إسرائيل" في عملية طوفان الأقصى أسوأ بآلاف المرات مما تعرضت له في حرب أكتوبر 1973، ويبدو أن لدى الدول والمنظمات ذات السمعة الطيبة في العالم معلومات تظهر أن "إسرائيل" أصبحت أضعف وأكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى، وكان رئيس أركان الجيش ورئيس الكيان على علم بالتحذيرات الأمنية والعسكرية بشأن العمليات الفلسطينية، لكن نتنياهو ظل متفائلاً بشأن الوضع الأمني واستمر على المنوال نفسه.
محاولة نتنياهو الهروب من المسؤولية باءت بالفشل
وشدد هذا الإعلام الصهيوني على أن حكومة نتنياهو تركتهم وشأنهم بعد أن خلقت خلافات بين الإسرائيليين، ونتيجة لذلك واجهت "إسرائيل" صدمة ستستمر لأجيال، نتنياهو هو سبب هذه الكارثة ويحاول الهروب من مسؤوليته وإلقاء اللوم على رؤساء الجيش وأمان والشاباك، لأنهم، مثل المسؤولين العسكريين الإسرائيليين السابقين في حرب أكتوبر 1973، لم يتوقعوا مثل هذا الهجوم من قبل الفلسطينيين.
وجاء في تقرير صحيفة هآرتس أن قادة "إسرائيل" استهانوا بالعدو وقوته العسكرية، وبعد بضعة أسابيع، عندما يصبح عمق التناقضات في الجيش الإسرائيلي وجهاز المخابرات الإسرائيلي واضحا، ستتم المطالبة بإقالة العديد من المسؤولين ومحاكمتهم، لكن فشل الاستخبارات الإسرائيلية لا يعفي نتنياهو من مسؤوليته الشاملة عن هذه الكارثة، وكانت عملية طوفان الأقصى ناجحة نتيجة الفشل الاستخباراتي وعدم جاهزية الجيش الإسرائيلي.
كما أعلن عاموس هرئيل، أحد كبار محللي الشؤون العسكرية في الكيان الصهيوني، أن عملية حماس كانت ناجحة نتيجة للفشل الاستخباراتي وعدم الاستعداد الكافي للجيش الإسرائيلي، وكان القادة السياسيون في تل أبيب قد تلقوا تحذيرات من المؤسسة الأمنية في الليلة التي سبقت عملية طوفان الأقصى بشأن الوضع الأمني في الجنوب، لكنهم لم يلتفتوا إليها.
من ناحية أخرى، أظهر استطلاع أجرته صحيفة معاريف العبرية أن تأييد المستوطنين لحزب الليكود الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو تراجع بشكل كبير بعد عملية طوفان الأقصى.
وحسب نتائج هذا الاستطلاع، قال حوالي نصف المشاركين إنهم يريدون إقالة نتنياهو ورئيس الوزراء بيني غانتس، و29% فقط فضلوا بقاء نتنياهو في منصبه.
هجوم المستوطنين الحاد على نتنياهو وحكومته
وفي السياق نفسه، شن المستوطنون الصهاينة، أمس، خلال لقاء الإسرائيليين الذين أصيبوا خلال عملية طوفان الأقصى وهم في المستشفى، هجمات حادة ضد نتنياهو وأعضاء حزب الليكود، قائلين إنهم دمروا "إسرائيل"، وأظهر استطلاع للرأي أجراه البروفيسور الإسرائيلي كامل فوكس، وشارك فيه 650 شخصا، أن 79 في المئة من الناخبين في الانتخابات الأخيرة لهذا الكيان اعتبروا عملية طوفان الأقصى فشلا استراتيجيا للسلطات الإسرائيلية، كما يعتقد 94% من المستوطنين أن حكومة نتنياهو هي المسؤولة عن الوضع الكارثي الحالي والانهيار الكامل لمنظومة حماية المستوطنات في جنوب فلسطين المحتلة.
انقسام سياسي وتهرب من المسؤولية في الأوساط الصهيونية
ومن ناحية أخرى، تزايد الانقسام السياسي داخل الحكومة الإسرائيلية رغم تصاعد الحرب في غزة، ويحمل مسؤولو هذا الكيان بعضهم البعض مسؤولية الفشل في حرب غزة.
أعلنت وسائل إعلام تابعة للكيان الصهيوني، نقلاً عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن الجيش الإسرائيلي أبلغ أمس الجمعة، عائلات 265 من جنوده بمقتل أبنائهم جراء عملية الفصائل المقاومة الفلسطينية المسماة بطوفان الأقصى.
أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن عدد ضحايا الكيان الصهيوني منذ بدء عملية طوفان الأقصى تجاوز 1500 شخص، وأفادت عن إصابة أكثر من 3000 شخص، وستزداد أبعاد العملية الجديدة يوم السبت الأسود للصهاينة.
منذ بداية عملية طوفان الأقصى، تتعرض حكومة الكيان الصهيوني لضغوط كبيرة من قبل المستوطنين الصهاينة الذين يعيشون في خوف، وتعلم "إسرائيل" جيداً أنه مع انتهاء العملية العسكرية في غزة، سيبدأ جدل واسع في الرأي العام للكيان الصهيوني، والضغوط التي بدأت بالفعل رغم وجود الجيش الإسرائيلي في حرب غزة، حذر عدد من عائلات الأسرى الإسرائيليين رئيس الكيان الصهيوني، إسحاق هرتزوغ، من أنه إذا لم يعد أطفالهم بسلام، فسوف يتسببون في زلزال في "إسرائيل" ولن يسمحوا بترك أبنائهم في غزة.
ويستمر المسؤولون الإسرائيليون في التهرب من عبء قبول المسؤولية عن الفشل الذريع يوم السبت الماضي، وتبادل الاتهامات في هذا الصدد، في حين قال رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق إيهود باراك، إن مثل هذا الفشل لم يحدث قط في "إسرائيل"، وحدد نوعام تيبون، القائد السابق لجيش الشمال للكيان الصهيوني، نتنياهو وحكومته باعتبارهما المسؤول الرئيسي عن هذا الفشل، وأعلن في تصريح على القناة الثانية عشرة الإسرائيلية، أن عملية طوفان الأقصى كانت فشلاً فادحاً، بل أكبر فشل في تاريخ "إسرائيل".
وقال تيبون إن نتنياهو فقد السيطرة على الأمور، وهو المسؤول عن هذا الفشل، إلى جانب بتسلئيل سموتريتش وبن غفير وأريه درعي وغولدكنوف، الوزراء المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية.
كما أشارت وكالة اخبار "والا" العبرية إلى أن حماس خدعت الكيان الصهيوني وطالبت الشاباك والجيش الإسرائيلي بإجابات عن هذا الفشل، كما وصف الموقع المذكور عملية طوفان الأقصى بالفشل الكبير، وأكد أن "إسرائيل" تلقت ضربة موجعة في هذه العملية.
اليوم، سيصوت كنيست الكيان الصهيوني على تشكيل حكومة استثنائية داخل الأراضي المحتلة، وأعلنت بعض المجموعات المعارضة للحكومة أنها لن تصوت لهذه الحكومة، لكن حتى لو صوتت الحكومة المذكورة نتيجة الضغوط التي سببتها حرب غزة، فإنها ستدخل في أزمة خطيرة في وقت انتهاء الحرب نفسه.