الوقت- بشكل مفصل، ذكرت وسائل الإعلام الصهيونية أن الجيش االإسرائيلي يخشى بشدة من سيناريو الحرب المتعددة الجبهات، ولا يريد بأي حال من الأحوال التورط في الصراع على الجبهة الشمالية، مؤكدة أن حزب الله ليس فقط في الشمال، بل في غزة أيضًا، ما يمنع “إسرائيل” من اتخاذ إجراءات حاسمة، وإن العملية التي نفذها حزب الله أمس ضد 3 مواقع لنظام الاحتلال في شبعا المحتلة، أثارت الذعر لدى الصهاينة وكررت الحديث عن سيناريو القصف المتعدد الأطراف، حرب أمامية ضد هذا الكيان الذي يعتقد أن حزب الله لم يقرر بعد الانضمام إلى هذه الحرب أم لا، وإذا لجأ إلى إجراءات مجنونة في غزة، فإن ذلك سيجبر حزب الله على الانضمام إلى الحرب، في حين أن جيش ”إسرائيل” يخشى بشدة من سيناريو الحرب المتعددة الجبهات، والحقيقة أن سلطات العدو أصبحت الآن تخشى بشدة من أخذ زمام المبادرة في الحرب وإدارتها.
قلقٌ إسرائيليّ عارم من حزب الله
الكيان يعتبر محور المقاومة لهذه التطورات فرصة؛ لأنه يرى أن “إسرائيل” قد ركعت وحان الوقت لإزالتها إلى الأبد، كما أعلن غدون سعير، عضو الكنيست عن حكومة الاحتلال، في هذا السياق أنه من المحتمل جداً أن تستعد “إسرائيل” لمواجهة تحدي الحرب على عدة جبهات، وبرأيي، وإذا لم يتم الحديث عن ذلك، فإنه لو كانت خطة شاملة لكانت حماس قد نفذت هذه العملية، ولم تبدأ، ومن ناحية أخرى، أعلنت وسائل الإعلام الصهيونية، بعد بيان حزب الله حول الهجوم على مواقع نظام الاحتلال في شبعا، أن الحدود مع لبنان ليست مثل الحدود الجنوبية (غزة) ووضعها أخطر بكثير و”إسرائيل” تفعل ذلك، ولا تريد حرباً على الجبهة الشمالية.
كما نقلت وسائل الإعلام هذه عن نفتالي بينيت، رئيس الوزراء الأسبق لكيان الاحتلال، قوله إن “إسرائيل” يجب أن تنظر إلى كل المجالات كجبهة واحدة، وهذه الصورة خطيرة ومن الصعب جدا فهمها، وأعلنت وسائل الإعلام العبرية بعد هذه العملية أن الأنظار الآن تتجه نحو حزب الله وأن الجيش”إسرائيل” خائف للغاية من سيناريو الحرب متعددة الجبهات، وأعلنت وسائل الإعلام هذه أن حزب الله لا يوقف “إسرائيل” على الجبهة الشمالية فحسب، بل يمنعها أيضاً من اتخاذ إجراءات حاسمة على جبهة غزة، وأعلن محلل عسكري صهيوني عبر قناة 13 التابعة للكيان أن رئيس أركان الجيش قال إن ما حدث ليس صراعا بسيطا بل حربا، والآن تتجه كل الأنظار نحو حزب الله، لا يمكن تجاهل التطورات في غزة، لكن التطورات في الجبهة الشمالية مهمة جداً.
وحول هذه التحذيرات، تم التأكيد على أن جيش الاحتلال غير مستعد لمواجهة حرب على جبهتين، وهما حزب الله اللبناني والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ويتوقع وقوع حرب مع محور المقاومة، ما قد يتسبب في إطلاق آلاف الصواريخ بشكل يومي باتجاه الأراضي المحتلة، ويتزامن ذلك مع مخاوف من اندلاع حرائق الحرب في المنطقة، سواء في لبنان أو سوريا أو العراق، لأنّ سياسة "إسرائيل" تتمثل في تغييب القرارات الدولية بفرضها سياسة الأمر الواقع على الفلسطينيين واستباحتها للدم الفلسطيني والعربي، وخرقها للقوانين والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، تأتي هذه الأفعال مع مخططات الضم التي تعكس استمرار عملية التوسع على حساب الأرض والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وهذا ما أدى إلى ما وصل إليه الصهاينة اليوم.
إضافة إلى ذلك، "إسرائيل" ستكون مستهدفة بشدة من مصادر نيران متعددة ومن اتجاهات مختلفة خلال الحرب المحتملة، ويُتوقع أن يقوم حزب الله بإطلاق أكثر من 1000 صاروخ في اليوم خلال هذه الحرب، إضافة إلى الصواريخ الدقيقة وعلى بعد طويل التي يمكن إرسالها من سوريا وربما من العراق، ويشير التقرير إلى أن الشعب الفلسطيني ومقاومو المنطقة دائماً جاهزون لصد أي مساعٍ إسرائيلية تستهدف حقوقهم في الأرض والمقدسات. ويعتبرون أن قوات العدو مستمرة في حملتها الإجرامية المنظمة لتهجير ما تبقى من أبناء الشعب الفلسطيني والعربي، ونهب أرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم، إضافة إلى ذلك، يرون أن تل أبيب تسعى بإصرار لتغيير معالم المدينة المقدسة وتهويدها بهدف بسط السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى المبارك والمقدسات التاريخية للشعب الفلسطيني، وهذا ما جعلهم يخوضون معركة طوفان الأقصى.
ولهذا السبب، يمكن أن يؤدي أي تصعيد من ”إسرائيل” إلى اشتعال "مقاومة شاملة" في فلسطين والمنطقة، بهدف ردع الكيان واستعادة الحقوق وتحرير الأرض والمقدسات، حيث تُظهر انتفاضة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية التي أطلقتها مجموعات القسام ردًا على العدوان الإسرائيلي على الأبرياء، وبالتالي إن عمر هذا السرطان ينحسر بشكل متزايد، وقد أثبتت المقاومة في المنطقة قدرتها على تحقيق انتصارات كبيرة ضد “إسرائيل” ، وفرضت معادلات جديدة في الصراع، وأثرت بقوة على الساحة المحلية والإقليمية، إضافة إلى ذلك، "“إسرائيل” غير قادرة على حسم المعركة ضد حزب الله على الحدود الشمالية للأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا ضد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة المحاصر، وهذا يعكس تعقيد الوضع والخلافات الحادة داخل الكيان حيال كيفية التعامل مع تلك التحديات.
ولا شك أن قوة المقاومة اللبنانية تعتمد بشكل كبير على الصواريخ التي يمتلكها حزب الله، واستراتيجيتهم تتضمن استخدام القذائف والصواريخ كأسلحة هجومية، إضافة إلى وحدات المشاة الخفيفة والدروع المضادة للدروع والطائرات المسيرة، هذا النوع من الأسلحة يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الكيان، ويشكل تهديداً جدياً وإضافيا له، ما يظهر مدى تأثير حزب الله على “إسرائيل” ، حيث يظل هناك هاجس الصهاينة الدائم من قوة حزب الله وقدرته على استخدام هذه الأسلحة بفعالية لنصرة الشعب الفلسطيني.
ويمتلك حزب الله كميات كبيرة من الصواريخ المضادة للطائرات والقذائف المضادة للسفن والقذائف المضادة للدبابات، وتشمل نقاط قوة حزب الله استخدامهم لتكتيكات التغطية والإخفاء وإعداد المواقع القتالية.، وتقديرات العدو تشير إلى أن لدى المقاومة اللبنانية آلاف الصواريخ قصيرة المدى وصواريخ متوسطة وطويلة المدى، هذا يجعل حزب الله قوة مهمة في المنطقة ويعزز من قدرته على الدفاع عن لبنان ومواجهة التهديدات، وقد شاهدنا عمليات إخلاء المستوطنات القريبة من الحدود اللبنانية.
مخاوف “إسرائيل” من حرب متعددة الجبهات
قبل مدّة وعندما كان للإسرائيليين صوت، أقر قائد الجيش الصهيونيّ بأن الصراع الحالي يُعد أمرًا "خطيرًا" على عدة جبهات، وسبق لوسائل الإعلام ومراكز البحث الإسرائيلية أن أطلقت تحذيرات جادة بشأن هذا الأمر، حيث تنبؤوا بأنه في حال اندلاع حرب بين محور المقاومة والكيان الصهيوني، ستشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة قصفًا بآلاف الصواريخ يوميًا، تلك التحذيرات الجدية وضعت تل أبيب في موقف حساس، وخاصةً في ظل تصاعد هجماتها وحملتها العنيفة ضد الفلسطينيين، ما كشف بوضوح أن تل أبيب ليست جاهزة إلا للتصريحات.
وتجربة المقاومة مع الاحتلال أثبتت أن العدو الصهيوني لا يمتلك إلا تبريرات ضعيفة وواضحة لفشله وتخبُّطه في إدارة الأزمات، وعلى الجانب الآخر، حققت المقاومة انتصارات كبيرة تبرهن على قوتها وصمودها في مواجهة هذا العدو العنصري" ، وبسبب مخاوف "إسرائيل" من مواجهة حزب الله، قامت تل أبيب بإخلاء مستوطنات الحدود الشمالية لفلسطين، ما يعني أن حزب الله اللبناني قد تحول بفعالية إلى قوة تمتلك جاهزية عسكرية عالية وذكاء سياسياً متقدماً، وتمتلك قدرات عسكرية تفوق بعض الدول.
أيضا، عدد كبير من الخبراء والمحللين الصهاينة أبدوا مخاوفهم من تداول حرب جديدة مع حزب الله بسبب المخاوف من تكاليفها الباهظة، ولقد تم نشر دراسة بحثية من قبل مركز دراسات الأمن الداخلي في “إسرائيل” ، التابع لجامعة تل أبيب، قبل فترة ، أكدت فشل تل أبيب في استعادة قدرتها على الردع ضد حزب الله، وجاء في هذه الدراسة أنه يجب على صناع القرار في “إسرائيل” اعتماد استراتيجية جديدة بسرعة لاستعادة قدرتها على الردع قبل فوات الأوان، لكن الأوان قد فات بالفعل.
الكيان الإسرائيليّ في صدمة
مع ارتفاع احتمالية نشوب صراع عسكري كبير مع العدو الإسرائيلي، تتزايد مخاوف “إسرائيل” من تقدم محور المقاومة الصاروخي في أي معركة. وهذا القلق الصهيوني يعزى إلى استمرار تطوير مشروع الصواريخ الدقيقة من قبل المقاومة، الذي يشكل تهديدًا للمناطق الداخلية للكيان بشكل عام، إضافة إلى المنشآت الاستراتيجية في “إسرائيل”، وقد أشارت مصادر عبرية متعددة مرارًا إلى أن ترسانة المقاومة تحتوي على صواريخ تم وصفها بأنها "تهديد استراتيجي" للكيان، وأن تل أبيب اعترفت عمليًا بخطورة هذا التهديد.
في ظل تصاعد قوة "محور المقاومة" بشكل لا يُضاهى في السنوات الأخيرة وتحقيقه انتصارات مهمة في مختلف الجبهات وخاصة في طوفان الأقصى مؤخرا، وبدءًا من إيران وصولاً إلى العراق وسوريا ولبنان، وليس انتهاءً في اليمن، تعيش "إسرائيل" حالة قلق شديدة تتعلق بوجودها أكثر من أي وقت مضى، هذا القلق ينبع من التطورات في المنطقة والأحداث الأخيرة في الأراضي الفلسطينية، وخاصةً بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها الوضع الفلسطيني، والتي خلفت صدمة في تل أبيب وسلطاتها الاحتلالية بعد ردّ الفعل الحازم من قبل حماس.
وإضافة إلى ذلك، تتزايد التنبؤات باندلاع "حرب كبرى" في ظل الحكومة الجديدة للكيان الصهيوني برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هذا الوضع دفع العديد من المحللين والمختصين إلى تحذير تل أبيب من "أمطار الصواريخ"، يأتي ذلك في سياق استمرار إجرام وعنصرية العدو الصهيوني بحق الفلسطينيين وتنفيذه خطة "الإبادة الجماعية" التي تستهدفهم، وفي هذا السياق، تتجسد تلك الخروقات في التعدي السافر على مقدسات وممتلكات المدنيين الفلسطينيين، ومحاولة تهجيرهم قسريًا لصالح المستوطنين، والإسرائيليون يشعرون حالياً بقلق كبير حيال كيفية التعامل مع تحدّيات حماس وحزب الله ومعادلة الردع التي باتت لدى المقاومة.
الخلاصة، يعتبر حزب الله اليوم رأس الحربة التي تلي حماس من حيث التهديد الرئيسي للمقاومة ضد “إسرائيل” ، وقد سجل العديد من الإنجازات خلال العامين الماضيين، وأهم هذه الإنجازات منع تحليق الطائرات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية، ما يقلل من قدرة “إسرائيل” على الاستطلاع والهجمات الجوية، ما زاد من نطاق نشاطات المقاومة على الحدود اللبنانية - الفلسطينية، وأدى إلى زيادة التهديد على “إسرائيل” و زاد من تحدّياتها، ووجه حزب الله تهديداً متزايد الخطورة للكيان على الحدود الشمالية للبنان، ما يجعل “إسرائيل” في حالة رعب دائمة لمواجهة أي تصعيد محتمل.