الوقت- في بعض التقارير، يقال إن المصريين بادروا في الاتصالات التي جرت بين واشنطن والقاهرة إلى وقف المقاومة في الضفة الغربية ومنع تصاعد التوتر في قطاع غزة، وبعد تصاعد عمليات المقاومة نتيجة جرائم الاحتلال، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية تطورًا في عمليات تعلم صناعة العبوات الناسفة في الضفة الغربية في الأيام الأخيرة.
وأشارت قناة الـ 12 العبرية إلى أن تهريب عبوات ناسفة احترافية إلى الضفة الغربية أصبح أمرًا وشيكًا، كما أكدت القناة أن طريقة تفجير هذه العبوات خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في نابلس شمال الضفة تُظهر تطورًا ملحوظًا في عمليات التعلم التي تُجريها المنظمات في هذه المنطقة، وأشارت إلى أن العديد من هذه العبوات تم إلقاؤها كل ليلة ضد جنود جيش الاحتلال، وحتى الآن، فإن معظم هذه العبوات كانت بسيطة وتم تصنيعها باستخدام المعرفة والمساعدة القادمة من قطاع غزة ولبنان، وبدعم من طهران، وأخيرًا، أوضحت أن الجيش الإسرائيلي يعتقد أنه مسألة وقت حتى يتمكن المتورطون من تهريب عبوات ناسفة محترفة إلى الضفة الغربية، ما سيزيد من خطورة التحديات التي يواجهها كيان الاحتلال الإسرائيلي مع تصاعد عمليات المقاومة.
مصر تحاول كبح المقاومة
في ظل التهديدات الإسرائيلية المستمرة ضد فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بدأ المصريون اتصالاتهم لكبح هذا التوتر في كل من غزة ولبنان، وذكرت وسائل الإعلام، نقلاً عن مصادر مصرية مطلعة، أن القاهرة بدأت بالفعل جهودها بالاتصال بفصائل المقاومة الفلسطينية من جهة والكيان الصهيوني من جهة أخرى، وهي تستفيد أيضًا في هذا الصدد من دعم الولايات المتحدة، وخاصة أن واشنطن دخلت في مفاوضات مع عدة دول في المنطقة، بما فيها مصر، بهدف منع وقوع مواجهة شاملة وواسعة النطاق في الوقت الحالي مع الكيان.
وفي الخصوص، أعرب المسؤولون في البيت الأبيض عن قلقهم في هذا الصدد من أنه في حال حدوث مواجهة مع إيران، فإنهم سيتخذون أيضا إجراءات في هذا الصدد، كما أبلغ مصدر مصري مطلع أن الحكومة الأمريكية تجري اتصالات متواصلة مع المسؤولين المصريين خلال الأيام القليلة الماضية، وطالبتهم بوقف عمليات المقاومة في الضفة الغربية من خلال الضغط على حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وفي الوقت نفسه هناك مؤشرات على تحسن الأوضاع على الجبهة اللبنانية.
وفي هذا السياق، أفادت الأنباء بأن القاهرة حذرت مسؤولي الكيان الصهيوني من اغتيال صالح العاروري، ونصحتهم في الوقت نفسه بالامتناع عن التصريحات الإعلامية في هذا الشأن وتجنب إعطاء مجال خارج الضفة الغربية لهذا الأمر.
أزمة خطيرة للاحتلال
إن التهديدات الأخيرة التي يُطلقها الاحتلال تشير إلى تفاقم الأزمة الداخلية في الكيان الصهيوني نتيجة للصراعات الداخلية وتعقيداتها. وإضافة إلى ذلك، يعيش الاحتلال حالة من الارتباك والاستنزاف نتيجة لتصاعد عمليات المقاومة والمواجهات في الضفة الغربية، وخاصةً مع التهديد المحتمل باستئناف عمليات الاغتيال ضد قادة المقاومة، ويأتي هذا التهديد على الرغم من علم الاحتلال بأن أي عملية اغتيال ستواجه برد من قبل المقاومة، ما قد يؤدي إلى اندلاع معركة عسكرية لا تخدم مصلحته.
ويرى محللون أن هذا التهديد يترتب عليه تأثير رئيسي على الاستهلاك المحلي ويهدف إلى توجيه رسائل إلى الداخل الصهيوني، وذلك بهدف إشعار الصهاينة بخطورة التهديد الخارجي، وهو جزء من محاولة احتواء التوترات الداخلية التي يمر بها العدو وللتأكيد على أهمية التماسك والوحدة في مواجهة التحديات الخارجية والداخلية.
وتسعى الضغوط على مصر لمنع حدوث حرب مع الكيان، وفي حال دخول العدو في معركة عسكرية ضد المقاومة، فإن نتائج المعركة لن تتماشى مع تقديراته وتوقعاته، بل ستكون صادمة بالنسبة للعدو ومخيبة لآمال قادته، وسيجد العدو نفسه عاجزًا أمام تقدم قدرات المقاومة الفلسطينية التي لم يعد يمكنه تحمل تصاعد نشاطها في الضفة الغربية، وفي حال دخول العدو في معركة عسكرية ضد المقاومة، ستكون نتائج المعركة مفاجئة بالنسبة للعدو وستخيب توقعاته، حيث سيصبح عاجزًا أمام تطور قدرات المقاومة الفلسطينية، والتي لم يعد يمكنه تحمل تصاعد وتيرة عملياتها في الضفة الغربية، كما أن ظاهرة المقاومة في الضفة واجتثاثها وضرب قدراتها المتنامية، وكسر إرادة أبطالها اليوم أصبح من الماضي، حيث إن العدو قد فشل فشلاً ذريعًا في محاولاته المتكررة لإنهائهاـ ذلك لأن المقاومة في الضفة اليوم تتمتع بعزيمة أقوى وإصرار أكبر وجذور أعمق، وتطور أكبر من أي وقت مضى.
وعلى هذا الأساس، إن العدو اليوم لا بمساعدة مصر ولا غيرها، لم يعد بإمكانه أن يحقق هدفه الخبيث وينال من المقاومة مهما فعل. إذ إن قطار المقاومة السريع، الذي انطلق في المعارك الأخيرة منذ معركة "سيف القدس"، يسير على سكة لا تتزحزح، وقد أرست دعائمها المتينة عملية "نفق الحرية"، التي تأتي ذكراها السنوية الثانية في السادس من هذا الشهر (أيلول/سبتمبر)، والتي شارك فيها أبطال مبدعون، جميعهم من جنين، إنهم يدركون أنهم بخروجهم المعجز من سجن "جلبوع" سيوجهون ضربة أمنية قاسية لقادة العدو، وفي الوقت ذاته سيزرعون بذور المقاومة المباركة، التي نحصد ثمارها الطيبة كل يوم.
وحول اللقاء الذي جمع اليوم الأمين العام لحزب الله، سماحة السيد حسن نصر الله، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، زياد نخالة، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الشيخ صالح العاروري، يبدو أن اللقاء يحمل رسالة واضحة للعدو. فهو يفيد بأن المقاومة مستعدة ومتأهبة وعلى أتم الاستعداد للرد القوي على أي عدوان صهيوني محتمل، وأنها ستفاجئ العدو بما لا يتوقعه.
وفيما يتعلق بإجراءات "بن غفير" ضد الأسرى، أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد أن المقاومة لن تتخلى عن الأسرى وستقف بجانبهم وستبذل قصارى جهدها من أجل تحريرهم وتحرير القدس وفلسطين.
وإنّ الأطراف الغربية وواشنطن قلقون للغاية، لأن التعاون بين أطراف وحدة المقاومة يتجلى كقوة فعّالة ومؤثرة لمصلحة فلسطين، ويشكل جسرًا قويًا يربط بين مختلف الفصائل الفلسطينية وداعميها. يوفر هذا التعاون حماية ودعمًا ضد الظروف الصعبة التي تواجهها القضية الفلسطينية، ويعبر عن تضامن قوي وإرادة مشتركة لتحقيق العدالة والحرية للشعب الفلسطيني.
وعلى مر السنوات، أثبتت أطراف وحدة المقاومة قدرتها على مواجهة التحديات بشجاعة وعزيمة والالتزام بمواصلة النضال من أجل تحقيق حقوق الفلسطينيين، ويسهم هذا التعاون في تعزيز قدرات المقاومة الفلسطينية وزيادة فرص تحقيق الأهداف الوطنية والاستقلال، ويظل التعاون بين أطراف وحدة المقاومة ذا أهمية كبيرة في التصدي للتحديات المستقبلية والمضي قدمًا في النضال من أجل تحرير فلسطين وجعلها عادلة ودائمة ومستقلة، وهذه الوحدة تجسد الأمل والإصرار على تحقيق العدالة والسلام في الشرق الأوسط وتحقيق حقوق الفلسطينيين المشروعة.
الخلاصة، في ظل "حرب الإبادة" الإسرائيلية على هذا الشعب، يجب توفير أسلحة فردية وذخائر كافية لجميع المواطنين الفلسطينيين القادرين على حمل السلاح من مختلف الفصائل، هذا يمكنهم من الدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم في ظل تصاعد العنف والاستيطان الإسرائيلي وسرقة الأراضي الفلسطينية، وليس التعاون مع حلفاء الكيان لإخماد ثورات الفلسطينيين، وعقب تطور التسليح الإسرائيلي الخطير الذي يسمح للمستوطنين بارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين، يجب على الفصائل والداعمين لها اتخاذ خطوات فعّالة على الأرض لمساعدة الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أنفسهم ومنع الاعتداءات من المستوطنين والاحتلال، وهذا الإجراء يمكن أن يشجع على ارتفاع الرد الشعبي على هذه الجرائم ويعرقل جهود الاحتلال في ممارسة العنف والاستيطان.
ومن الضروري أيضًا أن تدين الدول بدل مساندة بعضها للاحتلال، جميع أعمال العنف والاعتداءات التي يرتكبها المستوطنون ضد الفلسطينيين، وتعاقب المرتكبين وفقًا للقوانين الدولية، ويجب أيضًا محاسبة السلطات الإسرائيلية على انتهاكاتها وتأمين الحماية اللازمة للفلسطينيين، وعلى المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان أن يتعاونوا لرصد وتوثيق الانتهاكات وتقديم الدعم والحماية للضحايا، ويجب أن يكون تحقيق السلام الدائم في المنطقة مرهونًا بإنهاء الاحتلال والعنف والاستيطان الإسرائيلي قبل أي شيء.
