الوقت- في الفترة الماضية، كشفت معلومات أمريكية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم تقنية "الذكاء الاصطناعي"في ضرباته على غزة والضفة الغربية والأهداف الإيرانية، وقالت وكالة"بلومبرج"الأمريكية، نقلا عن مسؤول عسكري إسرائيلي، إن القوات الجوية تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد الأهداف الهجومية، ويد الكيان ، إلى جانب روسيا، واحد من الكيانات ضمن دول العالم، الذي رفض التوقيع على معاهدة دولية تنظم الاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي، كما ورد في صحيفة "يديعوت أحرونوت"،التي أشارت إلى أن السبب واضح بعد أن أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الجيش الصهيوني استخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد أهداف الضربات الجوية، وتسريع العمليات اللوجستية خلال العمليات في الضفة الغربية، وبدأ في مهاجمة أهداف إيرانية في جميع أنحاء العالم، بعد أن أصبح الذكاء الاصطناعي من التكنولوجيات الحديثة التي يمكنها أن تساعد في تحسين الأداء العسكري والتخطيط الاستراتيجي والتكتيكي، حيث يمكن استخدامه في العديد من التطبيقات العسكرية.
اعترافٌ إسرائيليّ
لا بد من الحديث عن فائدة الذكاء الاصطناعي في التحليل الاستخباراتي، حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في جمع المعلومات وتحليلها بسرعة ودقة أكبر، وتوفير التقارير الاستخباراتية المفيدة لاتخاذ القرارات العسكرية الصحيحة، ومن ناحية الروبوتات العسكرية، يمكن استخدام الروبوتات المجهزة بالذكاء الاصطناعي في القيام بالمهام الخطرة أو التي يصعب تنفيذها بواسطة الإنسان، مثل تفكيك الألغام، أو القيام بالمراقبة والاستطلاع، وبالتالي الأسلحة المتطورة، حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير الأسلحة المتطورة والدقيقة، وتحسين دقتها وكفاءتها في الهجوم، ناهيك عن النظم الدفاعية، لأنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير النظم الدفاعية المتطورة والتي تستطيع التعرف على الأهداف المعادية وتدميرها بدقة وسرعة، إضافة إلى التخطيط الاستراتيجي، حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات العسكرية والتوقعات الاستراتيجية، وتطوير استراتيجيات للتعامل مع الأوضاع المختلفة.
وبشكل عام، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة وفعالية العمليات العسكرية وتحسين الأمن الوطني وربما العكس بالنسبة لبعض الدول والكيانات الاحتلالية مثل "إسرائيل"، فلم يذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات محددة، مثل "المنزل والحديقة" الأخيرة لجنين، لكنه يؤكد أن سلاح الجو يستخدم نظاما لتنفيذ أهداف هجومية مجهزة بالذكاء الاصطناعي ويفحص كمية هائلة من البيانات للتأكد من أن الهجوم التالي سيتم تشغيله بأقصى سرعة، ويفحص الجيش البيانات المتعلقة بأهداف الهجوم المعتمدة مسبقا، ويقترح الجداول الزمنية، ويعطي الأولوية، ويخصص آلاف الأهداف للطائرات والطائرات دون طيار.
ومن الواضح أن "إسرائيل" تستخدم الذكاء الاصطناعي في الأعمال العسكرية بشكل غير مسؤول ومنافٍ للقواعد الدولية وحقوق الإنسان والقوانين الدولية، حيث يشرف على الذكاء الاصطناعي مشغلون بشريون يقومون بفحص الأهداف والخطط الفردية للضربات الجوية والموافقة عليها، ويجادل مؤيدو استخدام الذكاء الاصطناعي في ساحة المعركة بأن الخوارزميات المتقدمة أكثر تقدما من القدرات البشرية ويمكن أن تساعد الجيش في تقليل الخسائر، ولا يزال استخدام الجيش الإسرائيلي للذكاء الاصطناعي سريا إلى حد كبير حتى يومنا هذا، لكن تصريحات المسؤولين العسكريين على مر السنين تظهر أن الجيش اكتسب خبرة كبيرة مع النظام المثير للجدل خلال العمليات في غزة، ورد على صاروخين في مايو العام الماضي، وقد كشف ضابط إسرائيلي في ذلك الوقت."استخدمنا الذكاء الاصطناعي لتحديد مكان قادة حماس في غزة"، وأشار قائد مركز الذكاء الاصطناعي لوحدة الإنترنت، خلال مؤتمر في جامعة تل أبيب إلى أن إحدى الأدوات الرئيسية التي أنشأها الكيان هي نظام يعرف كيفية العثور على الأشخاص الخطرين –بالنسبة لهم- ، وهذه عملية يقوم بها في ثوان وتستغرق أسابيع من قبل مئات الباحثين.
خطرٌ كبير
على الرغم من أن استخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات العسكرية يمكن أن يحسن كفاءة ودقة العمليات العسكرية، إلا أنه يمكن أن يشكل خطرًا إذا تم استخدامه بشكل غير مسؤول أو غير قانوني. ومن بين الأخطار التي يمكن أن تنجم عن استخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات العسكرية:
- الأضرار المدنية: يمكن أن يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات العسكرية إلى وقوع أضرار مدنية غير متعمدة وربما مقصود كتلك التي تقوم بها القوات الإسرائيلية، إذا لم يتم تطبيق الإجراءات اللازمة لتجنب ذلك.
- القرارات الخاطئة: يمكن أن يؤدي الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات العسكرية إلى اتخاذ قرارات خاطئة أو غير دقيقة، حيث يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي قابلًا للخطأ أو لا يتمتع بالقدرة على التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية، وهذا ما تريده تل أبيب بالفعل.
- الاختراق الإلكتروني: يمكن أن يتم استغلال الذكاء الاصطناعي في العمليات العسكرية للوصول إلى البيانات الحساسة أو لتعطيل الأنظمة الأمنية العسكرية.
- الأخطاء التقنية: يمكن أن تحدث أخطاء تقنية في البرامج والأنظمة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي، وهذا يمكن أن يؤدي إلى انهيار النظام أو تعطيله.
لهذا، يجب ردع الكيان الإسرائيلي، كما يجب أن تتعامل الحكومات والجيوش بشكل مسؤول وتحترم القوانين واللوائح المتعلقة بحقوق الإنسان والأمن الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتتخذ الإجراءات اللازمة لتقليل المخاطر التي قد تنجم عن استخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات العسكرية.
يمكن استخدام الكيانات الإرهابية الذكاء الاصطناعي في تطوير أساليب جديدة وأكثر فعالية في تنفيذ هجماتها، وتحديد الأهداف والتخطيط للعمليات الإرهابية بشكل أسرع وأكثر دقة.
أنشطة تل أبيب الإرهابية
من بين الأساليب التي يمكن أن تكون مستخدمة من قبل تل أبيب للذكاء الاصطناعي في أنشطتها الإرهابية ضد المقاومين ومن يدعمهم والمدنيين العزل:
- الهجمات الإلكترونية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير وتحسين تقنيات الهجمات الإلكترونية، مثل الحصول على معلومات حساسة أو القيام بالتجسس، والتلاعب بالمعلومات والأنظمة.
- التجسس: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات والمعلومات المستخرجة من الأنظمة والمواقع الحساسة، واستخدامها في الهجمات الإرهابية المختلفة.
- الروبوتات المسلحة: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين الأداء والدقة للروبوتات المسلحة، والتي يمكن استخدامها في الهجمات الإرهابية والمعارك.
- النشرات الدعائية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج النشرات الدعائية والتي يمكن استخدامها في التأثير على الرأي العام وجذب العناصر المؤيدة للكيان الإرهابي.
ومن الضروري أن تتخذ فصائل المقاومة حذرها من الناحية الأمنية، إضافة إلى ذلك يجب على الدول المعادية للكيان اتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة استخدام الذكاء الاصطناعي في الأنشطة الإسرائيلية الإرهابية وصدها بالطريقة نفسها، وأن تتعامل بشكل حازم مع الإرهاب الصهيوني وتحد من قدرته على استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في أنشطته الإرهابية ضد دول المحور أو مقاومي فلسطين وأهلها.
نتيجة لكل ذلك، بصراحة مطلقة تتحدث بعض وسائل الإعلام الأمريكيّة عن أن الجيش الإسرائيلي يستخدم تقنية "الذكاء الاصطناعي" في قصف غزة والضفة الغربية وأهداف إيرانية، وبالتالي فإن أحد المخططات السرية للجيش الإسرائيلي والصهاينة، هو التوجه الكبير نحو الاعتماد على تقنية الذكاء الاصطناعي في العمليات ضد حركة المقاومة ، وباعتبار كيان الاحتلال الإسرائيلي ينتهك القانون الدولي وحقوق الإنسان بشكل لحظيّ في فلسطين والأراضي العربية المحتلة والمنطقة، فالمخاوف القانونية بالنسبة له ليست مهمة جدًا، لذا يجب على مقاومي فلسطين السعي لتقليل الخسائر البشرية وإظهار نقاط ضعف الجيش الصهيوني أكثر في صراعه مع قوى المقاومة التي لن تأبه لأي نوع من تطوير منهج القتل الإسرائيليّ، لأنّ استخدام الجيش الصهيوني التكنولوجيا الحديثة للغاية في جرائمه يعطي إنذاراً مهماً لحركات المقاومة الفلسطينية، من ناحية تطوير قدراتها بشكل أكبر على هذا الصعيد ، ومن ناحية أخرى التعامل بسرعة مع هذه القضية، ففي حالة استخدام الذكاء الاصطناعي عسكريا ضد محتلي الأرض يتم خلق توازن مع الاحتلال القاتل ويمكن أن تكون اليد العليا في الميدان للصهاينة.