الوقت- شهدت العاصمة طهران زيارات دبلوماسية عديدة. بدءاً من زيارة رئيسي كازاخستان وتركمانستان وصولاً إلى وزير خارجية باكستان ورئيس الجمعية الوطنية لأرمينيا. كما شهد هذا الشهر وصول رئيس طاجيكستان ووزير الداخلية العراقي إلى طهران اللذين اجتمعا مع كبار المسؤولين الإيرانيين. ترى ما هو النهج الذي تعتمده الدبلوماسية الاقتصادية الإيرانية؟ وما هو مسار اتجاه التجارة الإيرانية رغم إجراءات الحظر المفروض على البلاد؟ تفضلوا بالبقاء معنا لمعرفة المزيد بشأن موضوع حلقتنا لهذه الليلة في برنامج من إيران.
توقيع سبع عشرة وثيقة تعاون بين إيران وطاجيكستان وتوقيع تسع وثائق تعاون بين إيران وتركمانستان، واتفاقيات تهدف لرفع حجم التبادل التجاري إلى ثلاثة مليارات دولار مع كازاخستان جزءًا من نتائج الدبلوماسية الإيرانية النشطة خلال الأيام والأسابيع الأخيرة. ونلاحظ أن الدبلوماسية الإيرانية تشهد نشاطاً ملحوظاً مع دول آسيا الوسطى، فيما يخطط رجال الأعمال في الجانبين لتوسيع وتنمية العلاقات الاقتصادية. أولاً، دعونا نلقي نظرة على الزيارات الدبلوماسية التي شهدتها العاصمة طهران خلال الآونة الأخيرة. وعلى مدى الشهر الأخير استقبل مسؤولون الجمهورية الإسلامية في إيران، العديد من القادة الإقليميين والدوليين في سياق سياسة تعزيز "العلاقات الدبلوماسية" وتفعيل قدرات وطاقات "الدبلوماسية الإقتصادية".
ووصل الرئيس الكازاخستاني "قاسم جومرت توكاييف" إلى العاصمة طهران يوم الأحد لإجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين. وأعلن رئيسا إيران وكازاخستان، ضمن إشارتهما إلى نمو التبادلات التجارية بين البلدين بنسبة 50٪ خلال الأشهر الأخيرة، إن الطاقات والإمكانيات الاقتصادية والتجارية المتوافرة لدى البلدين تتمتع بإمكانية رفع حجم التجارة البينية من المستوى الحالي إلى 3 مليارات دولار كخطوة أولى. وتعتزم إيران وكازاخستان تعزيز التعاون المشترك بصورة موسعة في مجالات الزراعة والصناعة والنقل والترانزيت والطاقة والنفط والغاز.
وبالتزامن مع زيارة الرئيس الكازاخستاني "قاسم جومرت توكاييف" إلى طهران، وصل قطار حاويات كازاخستاني إلى إيران عبر الحدود فجر يوم الجمعة الموافق 17 حزيران/يونيو 2022، ليعلن إطلاق فصل جديد في مجال النقل والترانزيت وتعزيز حركة التبادلات الاقتصادية بين إيران وكازاخستان. ووفقًا لمذكرة التفاهم في مجال النقل السككي بين شركة السكك الحديدية في الجمهورية الإسلامية في إيران وشركة السكك الحديدية لجمهورية كازاخستان، سيتم عبور 5 ملايين طن من البضائع سنويًا عبر إيران. وفي 15 حزيران/يونيو 2022 وصل الرئيس التركماني "بردي محمدوف" إلى طهران للقاء المسؤولين الإيرانيين. ووقع مسؤولو إيران وتركمانستان 13 مذكرة تفاهم ووثيقة تعاون مشترك خلال هذه الزيارة. وشملت مذكرات التفاهم المبرمة مجالات التبادل العلمي والشحن والنقل والتبادل التجاري والإقتصاد.
وكان الرئيس الطاجيكي "إمام علي رحمان" قد ترأس في وقت سابق وفداً رفيع المستوى خلال زيارة رسمية إلى طهران بدعوة من الرئيس الإيراني "إبراهيم رئيسي". وشهدت هذه الزيارة، توقيع إيران وطاجيكستان 17 وثيقة تعاون في مجالات الإقتصاد والتجارة والنقل والإستثمار والتقنيات الجديدة والطاقة والسياحة. وسعت الجمهورية الإسلامية في إيران خلال الأشهر الأخيرة إلى توسيع علاقاتها مع دول آسيا الوسطى كمنطقة إستراتيجية. إن عضوية إيران المهمة في منظمة شنغهاي للتعاون الإقتصادي أتاحت لطهران تعزيز التعاون المتعدد الأطراف مع باقي دول آسيا الوسطى. وتوقع البنك الدولي في 8 حزيران/يونيو أن تسهم هذه المنظمة في نمو اقتصاد دول آسيا الوسطى بنسبة 3.7٪ في عام 2021 وبنسبة 4.3٪ في عام 2022. وتتطلع دول آسيا الوسطى لاستخدام ميناء "جابهار" الإيراني المطل على بحر عمان كبوابة تجارية لها. وتحظى العلاقات التجارية مع الصين كثاني أكبر اقتصاد في العالم ومع روسيا كأكبر دولة في العالم من خلال آسيا الوسطى بأهمية خاصة لإيران
الصادرات الايرانية تنمو 50 بالمئة
أعلن مدير شؤون آسيا الوسطى وروسيا والقوقاز بمنظمة التنمية التجارية الايرانية، نمو الصادرات 50 بالمئة لبلدان المناطق المذكورة في الشهر الاول من السنة المالية الجارية 20 ابريل/نيسان 2023 على أساس سنوي. وأضاف " رحمت الله خرمالي" في تصريح اليوم الأحد، إن صادرات السلع الايرانية لروسيا وبلدان القوقاز وآسيا الوسطى، سجلت أكثر من 3.2 مليارات دولار في السنة المالية المنتهية 20 مارس/آذار 2023، بنمو 18 بالمئة عن السنة التي سبقتها. وبيّن خرمالي أن روسيا استحوذت على الحجم الاعلى من اجمالي الصادرات قياسا بدول آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز، بواقع 745 مليون دولار في السنة المالية المذكورة، تلتها آذربيجان بـ 640 مليونا وأرمينيا 465 مليونا وتركمانستان 460 مليونا وأوزبكستان 465 مليون دولار
ومن جانبه أعلن المتحدث باسم مصلحة الجمارك في الجمهورية الإسلامية الإيرانية "روح الله لطيفي"، عن نمو التبادل التجاري الايراني مع الدول المجاورة، قائلا: إن التبادل التجاري مع هذه الدول يوفر فرصة الوصول إلى اسواق متنوعة لنا. وقال لطيفي في تصريح صحفي اليوم الأحد، تشير الإحصاءات إلى نمو التبادلات التجارية مع البلدان المجاورة في شهر أبريل. وأشار إلى تجارة سبعة ملايين طن تزيد قيمتها على ثلاثة مليارات دولار مع 15 دولة مجاورة في الشهر الأول من العام الجاري مضيفا، إنها تدل على المكانة الخاصة للدول المجاورة لإيران. وأكد لطيفي على ضرورة ازدهار الأنشطة الاقتصادية مع الدول المجاورة لرغبة هذه الدول في مزيد من التعاون مع ايران الأمر الذي يجلب المزيد من الأمن والسلام للمنطقة.
وفي اشارة الى سياسة الحكومة الحالية القائمة على تخفيف التوتر مع بعض دول الجوار اكد لطيفي ان زيادة الأنشطة التجارية والاقتصادية مع هذه الدول من شأنها ان تعزز العلاقات معها لضمان مصالح اقتصادية مشتركة وفتح المجال امام التعاون في مجالات ا خرى. وذكر الى التبادل التجاري مع 15 دولة مجاورة واوضح إن هذه التفاعلات تجسد اهتمامنا الخاص للتعاون مع جيراننا وحل المشكلات من خلال قرارات جماعية. وشدد على أن الاقتصاد والتجارة لهما تأثير في القرارات الأخرى بين الدول وزيادة التعاون بينها لافتا إلى أن العراق الوجهة الأولى للبضائع المصدرة وتحتل تركيا المرتبة الثانية. وأضاف: مع السياسات الحكومية الحالية شهدنا نموًا كبيرًا في التبادل التجاري مع باكستان حيث تم في السنوات الأخيرة فتح حدود رسمية جديدة مع باكستان بهدف تعزيز التبادل التجاري معها.
وأوضح: على الرغم من التغييرات التي شهدتها أفغانستان في السنوات الأخيرة إلا أن الإحصائيات تشير الى الاتجاه المتنامي في التبادل التجاري معها منذ بداية العام الجاري. وقال: رغم المشاكل والمناقشات السياسية بين إيران وجمهورية أذربيجان، فإن علاقات حسن الجوار جعلتنا نشهد اتجاها متناميا في التبادل التجاري معها حيث سجل التبادل التجاري بين البلدين زيادة بنسبة 14 بالمئة. وأشار إلى نمو التجارة مع تركمانستان بنسبة 32 بالمئة و67 بالمئة مع كازاخستان عبر الحدود البحرية، قائلا: على الرغم من انخفاض التجارة مع الإمارات، تمتلك هذه الدولة 33 بالمئة من إجمالي تجارة إيران وهو رقم مهم. وفي إشارة إلى تجارة بقيمة 14 مليون دولار بين إيران والسعودية في العام الماضي، أشار إلى أن الزيارة الرسمية الأولى للسعودية بحضور وزير الاقتصاد الإيراني "إحسان خاندوزي"، تضمنت محادثات النقل الجمركي والتبادلات المالية والاستثمارات المشتركة.
وأضاف: ان الحكومة تهتم ايضا بتوسيع علاقاتها مع دول آسيا الوسطى والدول الافريقية من خلال البلدان المجاورة. واشار الى توسيع اسواق السلع الايرانية وقال دخلت البضائع الإيرانية أسواق بعض الدول الأوروبية كوجهات ثالثة للبلاد. وأضح أن الإمارات العربية المتحدة وتركيا وسلطنة عمان دول تعمل كوسطاء للتجارة مع إيران، حيث تقوم بالتصدير والاستيراد إلى دول أخرى ويؤدي تطوير العلاقات مع الجيران إلى زيادة وتعزيز العلاقات التجارية مع الدول النامية.
مشاکل تنمیة الصادرات الإیرانیة إلى دول آسیا الوسطى
عدم وجود طرق اتصال کافیة للشحن والرکاب الملائمة: حالیًا، یمر خط سکة حدید إیران المؤدی إلى آسیا الوسطى عبر سکک حدید سرخس ولطف آباد وإنشیه بورون إلى ترکمانستان وأوزبکستان وقیرغیزستان وکازاخستان وطاجیکستان. فی هذه الطرق، وبسبب نقص العربات، یواجه رجال الأعمال والناشطون الاقتصادیون الإیرانیون مشاکل. من بین هذه المشاکل أن العربات الإیرانیة لا تسافر إلى آسیا الوسطى لأسباب فنیة. تمر الطرق في ترکمانستان وأوزبکستان عبر قیرغیزستان وطاجیکستان وکازاخستان، وهي طرق غیر مبررة بسبب ارتفاع تکلفة السکک الحدیدیة ونقص الشاحنات المبردة للسلع القابلة للتلف.
عدم استقرار سعر الصرف: یربط سعر الصرف الاقتصاد الکلی لبلد ما بالدول الأخرى من خلال سوق السلع الأساسیة. یمکن أن تؤدی زیادة سعر الصرف إلى تحسین الصادرات غیر النفطیة والمیزان التجاری، لکن التغیرات فی سعر الصرف على المدى الطویل، لأنها تزید من تکالیف الإنتاج بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام، تسبب خسائر لهذه الشرکات. مع اضطراب استقرار سعر الصرف الحقیقی، أصبحت عملیة الادخار والاستثمار غیر عقلانیة، والتي بدورها لن یکون من الممکن تخصیص الموارد على النحو الأمثل.
قلة التبادلات المالیة والمصرفیة: دون مبالغة، یکاد یکون التداول في عالم الیوم مستحیلًا دون قنوات مالیة ومصرفیة آمنة. یعد عدم وجود علاقات مالیة ومصرفیة بین بلدنا والدول المستهدفة، وعدم وجود فروع مصرفیة داخل البلاد وخارجها، من أبرز مشاکل رجال الأعمال لدینا، وخاصة خلال فترة العقوبات، ما یقلل من التبادلات ویقلل من وجود الشرکات الإیرانیة في مشاریع البنیة التحتیة مع دول آسیا الوسطى.