الوقت- بدأ الكيان الصهيوني الذي يجد نفسه محاطًا بمجموعات المقاومة من جميع الجهات، مبادرات جديدة حتى يتمكن من قلب الميزان لصالحه. وفي هذا الصدد، زعمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية في تقرير لها، الأحد، أن الجيش الصهيوني يستخدم منطادًا متقدمًا لرصد أعماق الأردن وسوريا ولبنان وإيران والعراق. ويستخدم الكيان الصهيوني هذه البالونات المتطورة في منطقة الجليل لمراقبة دخول أي طائرة إلى الحدود.
وحسب هذا التقرير فإن هذا البالون يقع في المثلث الحدودي بين الأردن وسوريا ويراقب أراضي هذين البلدين ويمكنه رصد الصواريخ بعيدة المدى والطائرات والطائرات المسيرة التي تنطلق من العراق وإيران وسوريا والأردن ولبنان. وزعمت هذه الصحيفة أن البالون المذكور هو أكبر بالون في العالم بطول 117 مترًا ومجهز بكاميرا وحاسوب ورادار خاص. لأن الجيش الصهيوني يتوقع أن تكون الحرب القادمة مواجهة متعددة الأوجه بهجمات مشتركة بآلاف الطائرات وصواريخ كروز.
وحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن نقل وإطلاق هذه البالونات لم يكن سهلاً وكان من أعقد العمليات اللوجستية التي تعلمها سلاح الجو الإسرائيلي في العقد الماضي. كما دخل فريق أمريكي متخصص إلى الأراضي المحتلة لتجميع هذه البالونات لتتمكن تل أبيب بمساعدتها من مراقبة الشرق الأقصى على بعد مئات الكيلومترات. البالون الجديد يشبه إلى حد بعيد البالون الآخر الذي يحمي مفاعل ديمونة. ويمكن أن يرتفع هذا البالون إلى ارتفاع أعلى لزيادة مجال الرؤية.
لا شك أن الكيان الصهيوني غير قادر على استخدام بالونات التجسس دون استخدام التكنولوجيا الأمريكية، وسارعت واشنطن لمساعدة حليفها الاستراتيجي في هذا المجال. أصبحت العديد من القواعد الأمريكية حول الخليج الفارسي، بما في ذلك قاعدة العديد الجوية في قطر، مراكز مراقبة أمريكية في المنطقة، وتحلق عشرات الطائرات دون طيار من هذه القواعد للتجسس على دول المنطقة كل يوم. لذلك، فإن هذه القواعد هي نوع من التغطية والمساعدة لبالونات التجسس في تل أبيب التي تقدم أي معلومات للصهاينة حتى يتمكنوا من ضمان أمن الحدود الزائفة للكيان الصهيوني. منذ سنوات ويسعى مسؤولو البيت الأبيض إلى تقليص التزاماتهم في غرب آسيا من أجل ترك جزء من مصالحهم في أيدي حلفائهم في المنطقة، لذا فهم يحاولون تقديم كل القدرات العسكرية للكيان الصهيوني حتى تستطيع الدفاع عن أمنها في ظل الغياب البطيء للولايات المتحدة.
إحياء الردع العسكري ضد المقاومة
لقد لجأ الكيان الصهيوني إلى استخدام البالونات فيما سعت فصائل المقاومة في لبنان وفلسطين مستوى النضال إلى كل المجالات وسرقت قوة الردع من العدو المحتل برا وبحرا، ولهذا السبب يحاول الصهاينة على الأقل تقوية قوتها الجوية لتكون قادرة على الدفاع عن الأراضي المحتلة. بسبب التكنولوجيا المتقدمة لبالونات التجسس، تأمل سلطات تل أبيب في الحصول على معلومات من أعدائها من خلال مراقبة تحركات إيران ومجموعات المقاومة في المنطقة، بحيث في حالة حدوث صراع واسع النطاق، سيكون لديهم عدد كبير وقاعدة بيانات دقيقة لمراكزهم الحساسة.
لأن طائرات التجسس مثل الاواكس الأمريكية التي في حوزة الكيان لا يمكنها الاستمرار في الطيران والحصول على المعلومات لفترة طويلة وقد يتم إسقاطها من قبل قوات العدو، لذا فإنه يتطلب الكثير من التكاليف، وبالتالي فإن البالونات التي تطفو في السماء إلى الأبد وتقع على ارتفاع أعلى من الأرض، تعتبر خيارًا مناسبًا للحصول على المعلومات.
يأمل الصهاينة أن يتمكنوا من خلال اللجوء إلى قوة البالونات من أن يكونوا في مأمن من تهديدات فصائل المقاومة. تعتبر إسرائيل من بين الدول الأكثر تجهيزًا في العالم من حيث الوصول إلى تقنيات التجسس ، لكن حرب المقاومة غير المتكافئة واستخدام أسلحة جديدة مثل الطائرات دون طيار جعلت معظم تقنيات حرب المعلومات الإسرائيلية غير فعالة أو أقل فعالية لأنها على عكس قواعد الصواريخ أو الطائرات الحربية الموجودة في نقطة معينة تكون مركزية ومعلوماتها متاحة أيضًا إلى حد معين وفي متناول أقمار التجسس الصناعية ، حيث فتحت الطائرات دون طيار مجالًا جديدًا للتهديد للصهاينة بسبب تحليقها المستمر ، الذي يصل أحيانًا 24 ساعة في اليوم ، فضلا عن توسيع المنطقة الإقليمية للهجوم ضد العدو.
المقاومة دائما خطوة واحدة إلى الأمام
على الرغم من أن الصهاينة يحاولون استخدام تقنيات ومعدات جديدة لتغيير معادلة الردع ضد إيران وجماعات المقاومة لصالحهم، إلا أنهم لا يستطيعون الوقوف أمام محور المقاومة أبدًا الذي يُظهر دائمًا أن لديه أساليب للالتفاف عليهم. على الرغم من أن تكنولوجيا هذه البالونات في أيدي القوى العظمى وأن إسرائيل حصلت على هذه التكنولوجيا بفضل دعم الولايات المتحدة، إلا أن إيران وقوات المقاومة غير مقيدتين وسوف يضربون العدو بقدراتهم الداخلية في هذا المجال.
وفي العام الماضي أسقطت حركة حماس بالونًا إسرائيليًا كان يستخدم لأغراض التجسس في قطاع غزة، وثبت أن المقاومة قادرة على التعامل مع هذه الأدوات. في كانون الأول 2019، حلّق بالون دون طيار فوق منشأة ديمونة النووية، التي أسقطها الجيش الصهيوني، ما يدل على عدم كفاءة هذا الكيان في حماية منشآته النووية.
حتى ما قبل عقد من الزمن، كان حزب الله اللبناني والجماعات الفلسطينية ضعيفة عسكريًا ضد الكيان الصهيوني، لكنهم وصلوا الآن إلى مستوى من القدرة لا يمكن للمحتلين الدخول في صراع مع هذه الجماعات، ويعترف قادتهم العسكريون كل يوم بأن إسرائيل فقدت التفوق السابق.
صواريخ حزب الله الدقيقة، التي أصبحت كابوسًا للصهاينة هذه الأيام، وحيازة مجموعات المقاومة في غزة لأسلحة جديدة، والقادرة على المرور عبر كيان القبة الحديدية، هي أمثلة على هذه النجاحات التي بثت الخوف في قلوب الصهاينة. إضافة إلى ذلك، فإن الكشف عن صاروخ "خرمشهر 4" الذي تم اختباره في الأيام الأخيرة من قبل وزارة الدفاع في الجمهورية الإسلامية له قدرات تثير قلق الصهاينة بشكل كبير. إن الصاروخ الذي يستطيع الإفلات من الرادار، ويصل إلى الأراضي المحتلة من إيران في أقل من 12 دقيقة، يقضي عملياً على فعالية الأسلحة الدفاعية الإسرائيلية. هذا الصاروخ الجديد القادر على مواصلة مساره خارج الغلاف الجوي، ويمكنه تدمير هدفه في أقصر وقت ممكن وقبل أن يتمكن البالون الصهيوني من تحديد مساره.