الوقت - نفذت قوات الكيان الصهيوني هجوماً وحشياً على القبلة الأولى للمسلمين، وتسبب بإصابة المئات من الفلسطينيين الذين يصلون ويعتكفون في المسجد الأقصى.
وأفادت مصادر مقدسية، بإصابة ما يزيد على 240 معتكفا منهم بحالات إغماء وآخر بالرصاص المطاطي جراء اعتداء قوات خاصة من شرطة الاحتلال عليهم داخل المصلى والمسجد.
وأشارت إلى أن القوات أطلقت الرصاص ووابلا من قنابل الغاز الخانق والصوت ، كما اعتدت بالضرب بالعصي وبالسلاح بطريقة وحشية على المعتكفين بينهم سيدات داخل المصلى وفي الباحات، كما اندلع حريق داخل المسجد جراء إطلاق القنابل.
وذكرت المصادر، بأن أعدادا كبيرة من عناصر قوات الاحتلال تقتحم الأقصى من جهة باب المغاربة للمشاركة في قمع المعتكفين، مشيرةً إلى أن القوات حاصرت العيادة الطبية المجاورة للمصلى القبلي.
كما حاصرت القوات مجموعة من الشبان بجوار المصلى في المنطقة المطلة على القصور الأموية.
وجرى اسعاف بعض المصابين ميدانيًا، عبر تقديم الإسعافات الأولية لهم، وفق الهلال الأحمر بالقدس، الذي أكد، أن بعض الإصابات نجم عنها تكسر في الساقين والذراعين.
خلف هذا الاعتداء المدعوم من حكومة الاحتلال، دمارًا واسعًا في ممتلكات وأقبية المصلى والمسجد.
وأعلن الهلال الأحمر، حالة الاستنفار في مدينة القدس، معلنًا اصابة احد المسعفين برأسه.
وأفاد الهلال، باعتداء قوات الاحتلال على سيارات الإسعاف وكسرت أجزاء منها، كما منعت طواقم الإسعاف وسياراته من الدخول إلى الأقصى.
واندلعت مواجهات عند باب الاسباط خلال منع الاحتلال طواقم الاسعاف بالدخول للأقصى.
وفي السياق، صدت مساجد في الضفة الغربية والقدس المحتلة، في دعوة المواطنين بالدفاع عن الأقصى وصد الاقتحام المدعوم من حكومة الاحتلال ومن جماعات المستوطنين المتطرفين.
واعتقلت قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، فجر اليوم الأربعاء، مئات المواطنين الفلسطينيين من المسجد الأقصى المبارك، بعد الاعتداء عليهم والتنكيل بهم. وتشير التقارير إلى أن الهجوم الصهيوني على المسجد الأقصى استمر قرابة 4 ساعات.
الصهاينة يجددون الهجوم على المسجد الأقصى
وفي الوقت نفسه الذي اعتدت فيه قوات الاحتلال الصهيوني على المصلين الفلسطينيين وطردهم من هذا المسجد، بدأ المستوطنون الصهاينة بالاعتداء على المسجد الأقصى المبارك.
حيث هاجمت مجموعة من المستوطنين تضم 800 صهيونيا مدعومة من جيش الاحتلال، صباح اليوم المسجد الأقصى.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس ، عن إصابة 12 فلسطينيا في مواجهات بين شبان فلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى ومحيطه ، ونقل 3 منهم إلى المستشفى.
وتقوم قوات الكيان الصهيوني، منذ صباح اليوم، باعتقال المئات من الرجال والنساء الفلسطينيين ومنعهم من صلاة الضحى وحضور المعتكفين في هذا المسجد، تمهيدا لتواجد المستوطنين الصهاينة في مراسم مساء اليوم. حيث يواصل المستوطنون الصهاينة خطوات تهويد القدس وإحياء الطقوس اليهودية في هذه المدينة مساء اليوم عشية "عيد الفصح" من خلال ذبح القرابين.
الصهاينة يحاولون اقتحام ساحة المسجد الأقصى
ويحاول المستوطنون الصهاينة، وخاصة أعضاء ما تسمى جماعة "شباب الهيكل" ، منذ صباح اليوم الدخول إلى باحة المسجد الأقصى بهدف ذبح القرابين في مراسم "عيد الفصح" مساء تمهيدا لتهويد القبلة الأولى للمسلمين.
ويبدأ "عيد الفصح" اليهودي غدا الخميس 6 نيسان ويستمر لمدة اسبوع. فهو واحد من ثلاثة أعياد في التوراة، ويصر اليهود المتطرفون على انتهاك حرمة المسجد الأقصى والقيام ببعض أعمالهم وعباداتهم في حرم هذا المسجد. وكان أحد الأشخاص الذين أصروا على ذلك خلال السنوات الماضية هو " إيتمار بن غفير" الذي يشغل الآن منصب "وزارة الأمن الداخلي" في نظام الاحتلال.
حيث أمر الليلة الماضية بمهاجمة المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى من أجل تمهيد الطريق لتدنيس هذا المكان المقدس.
وحسب التعهدات التي قطعها الكيان الصهيوني عام 1948، فإن أراضي المسجد الأقصى تقع خارج نطاق سيطرة المحتلين وهي تحت وصاية المملكة الأردنية الهاشمية. وخلال العقود الثمانية الماضية، تعهدت تل أبيب مرارا بعدم دخول اليهود إلى المسجد الأقصى.
المقاومة ترد
وردا على الهجوم الوحشي الصهيوني، أطلقت عدة صواريخ من قطاع غزة، فجر اليوم الأربعاء، تجاه المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، ردًا على اعتداءات جيش الاحتلال "الاسرائيلي" على المعتكفين في المصلى القبلي والمسجد الأقصى، واعتقال أكثر من 500 منهم، ونقلهم إلى مراكز التحقيق.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أنه أطلق من قطاع غزة خمس قذائف صاروخية نحو منطقة "سديروت" حيث اعترضت القبة الحديدية أربع منها.
كما أطلق أربع قذائف صاروخية أخرى من القطاع نحو منطقة غلاف غزة سقطت جميعها في مناطق مفتوحة ولم يتم اعتراضها وفق السياسة المتبعة.
وأكد الناطق باسم حركة الجهاد الاسلامي طارق سلمي، اليوم الأربعاء، أن الموقف من عدوان الاحتلال "الإسرائيلي" على المسجد الأقصى عبرت عنه المقاومة بالصواريخ.
وشدد سلمي، على أن الصواريخ لم تكن سوى رسالة تحذير أولية للاحتلال من مغبة التمادي في العدوان على المعتكفين والمصلين في المسجد الأقصى.
وأوضح سلمي، أن هذه الرسالة جاءت في توقيت متزامن مع عدد من عمليات اطلاق النار في الضفة الغربية لتدلل على أن معركة الدفاع عن الأقصى ستشمل كل مناطق الضفة وغزة والقدس والداخل المحتل ، ما يعني أن الشعب الفلسطيني مستعد ومتأهب للدفاع عن الأقصى وسيذهب للمواجهة مهما بلغت التضحيات .
الاحتلال يستهدف مواقع للمقاومة في قطاع غزة
واستهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الأربعاء، عدة مواقع للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وقالت وسائل اعلام فلسطينية إن طائرات إسرائيلية حربية استهدفت بالصواريخ موقعين للمقاومة غرب وجنوب مدينة غزة، كما قصفت موقعاً وسط القطاع.
وذكرت وسائل إعلام عبرية، أن طائرات الاحتلال الحربية بدأت بالهجوم على أهداف في مدينة غزة.
وتمكن مجاهدو "سرايا القدس- كتيبة طولكرم" من استهداف قوات الاحتلال "الإسرائيلي" فجر اليوم الأربعاء، في منطقة محيط مخيم نور الشمس في طولكرم بالضفة الغربية المحتلة، رداً على الاعتداءات الإسرائيلية بحق الأقصى والمصلين.
وأشارت سرايا القدس- كتيبة طولكرم، إلى أن مجاهديها تمكنوا من العودة بسلام.
وفي الخليل جنوب الضفة الغربية، أطلق مقاومون النار صوب جنود الاحتلال على مدخل بلدة بيت أمر. وحسب مصادر محلية في البلدة، فقد اندلع اشتباك بالرصاص الحي بين المقاومين وجنود الاحتلال في البلدة، وتم نقل عدة إصابات للمشافي. وأكدت المصادر "أن قوات الاحتلال استهدفت سيارات الإسعاف بالرصاص الحي".
وفي مخيم العروب قرب بيت لحم، اندلعت مواجهات بين جيش الاحتلال والمواطنين الذين أحرقوا البرج العسكري المقام على مدخل المخيم.
أما في مدينة نابلس، فانطلقت مسيرة شعبية عفوية وسط المدينة نصرة للمسجد الأقصى، ومسيرات في عدة مخيمات مجاورة للمدينة، منها مخيم عسكر (شرق)، ومخيم بيت عين الماء (غرب). فيما تم إطلاق الرصاص الحي على نقطة عسكرية لجيش الاحتلال على جبل جرزيم في مدينة نابلس.
وأحرق الشبان نقطة عسكرية تابعة لجنود الاحتلال في بلدة حوارة جنوب نابلس.
واندلعت مواجهات بين المواطنين وجنود الاحتلال على مدخل بلدة بيتا جنوب نابلس، وأحرق الشبان الإطارات على مدخل البلدة، وفجروا عبوات محلية الصنع لمنع الاحتلال من اقتحام البلدة، وسط إطلاق جنود الاحتلال الرصاص الحي على الشبان.
وفي طولكرم أعلنت مجموعات "الرد السريع" التابعة لـ"كتائب شهداء الأقصى" في بيان، "أنها تمكنت من استهداف حاجز بوابة 104 المقامة على أراضي خضوري غرب مدينة طولكرم، بوابل مكثف من رصاصهم".
وفي مدينة رام الله، أكدت المصادر المحلية أن مقاومين أطلقوا النار على سجن ومعسكر عوفر غرب المدينة. أما في مدينة أريحا فقد اندلعت مواجهات عند المدخل الشمالي للمدينة.
وأطلق المقاومون النار على حاجز "سالم" غرب مدينة جنين. وفي القدس، أضرم شبان النار في محطة وقود مقامة على مدخل بلدة العيسوية، كما استهدف الشبان حافلات المستوطنين بالحجارة، فيما أطلق مقاومون النار على حاجز قلنديا المحيط بمدينة القدس.
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي حالة تأهب وجاهزية على كل الجبهات والساحات عشية عيد الفصح اليهودي، كما أعلن تعزيز قواته على الطرقات في الضفة الغربية.
ردود الأفعال
وفي تعليقه على ما حدث، أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة، أن ما يجري في المسجد الأقصى المبارك يشكل تهديداً جديّاً على مقدساتنا.
وأضاف القائد النخالة في تصريح صحفي فجر اليوم الأربعاء: "على الشعب الفلسطيني أن يكون حاضراً بكل مكوناته للمواجهة الحتمية في الأيام القادمة".
بدوره أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن ما يجري الآن في المسجد الأقصى المبارك جريمة غير مسبوقة ولها ما بعدها، معتبرًا أنه على الجميع أن يتحمل المسؤولية فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا.
أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، الهجوم الوحشي الصهيوني على المعتكفين في المسجد الأقصى.
وفي تغريدة على تويتر قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن الهجوم الوحشي من قبل قوات الكيان الصهيوني الغاصب على المعتكفين والمصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى المبارك، يكشف مرة أخرى للعالم طبيعة هذا الكيان الإجرامية ومعاداة حقوق الإنسان.
واضاف ان هذه الجريمة مدانة بشدة و تتطلب رد فعل فوري من العالم الإسلامي وأحرار العالم والمحافل الدولية المسؤولة.
بدورها أدانت الخارجية القطرية، بأشد العبارات اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين.
من جهتها استنكرت السعودية "الاعتداء السافر"، مؤكدة رفضها القاطع لممارسات الاحتلال التي تقوض جهود السلام وتتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية في احترام المقدسات الدينية.
وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان، التزام المملكة بالجهود الرامية إلى إنهاء الاحتلال والوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، مشيرة إلى أنها تتابع بقلق بالغ "اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لباحات المسجد الأقصى الشريف، والاعتداء على المصلين، واعتقالها عدد من المواطنين الفلسطينيين".
بدورها، طالبت مصر بالوقف الفوري لاعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي، كما حملت السلطة القائمة بالاحتلال مسؤولية التصعيد الخطير الذي من شأنه أن يقوض من جهود التهدئة.
ودعت وزارة الخارجية المصرية في بيان، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في وضع حد لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، وتجنيب المنطقة المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر.
من جانبها، طالبت الأردن حكومة الاحتلال بإخراج الشرطة والقوات الخاصة من الحرم القدسي الشريف فوراً، وذلك خلال إدانتها اقتحام شرطة الاحتلال المسجد الأقصى والاعتداء عليه وعلى المتواجدين فيه.
وقالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان، إنها تحمل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية التبعات الخطيرة للتصعيد الذي يقوض الجهود المبذولة لتحقيق التهدئة ومنع تفاقم العنف الذي يهدد الأمن والسلم.
من جهتها، دانت وزارة الخارجية في حكومة صنعاء، اقتحام الاحتلال الإسرائيلي الأماكن المقدسة والاعتداء على المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى واعتقال المئات منهم.
وأكدت وزارة الخارجية في بيانٍ أنّ هذه "الممارسات الصهيونية تستدعي رداً صارماً ومقاومةً متعاظمة، بما يكفل منع العدو من المساس مجدداً بحرمة المسجد الأقصى".