الوقت - الأحداث التي شهدتها المنطقة وضعت رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في نار بدرجة حرارة جهنم. لكنه اختار لنفسه هذا الموقع بوعي تام ولا يستطيع أن يتهم أحداً بورطته، فنتنياهو شكل حكومة مع حزب متطرف بطريقة «الهوس».
وتوقع الخبراء الإسرائيليون أن ينفذ فلسطينيون عمليات مسلحة ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين منذ سنوات، بسبب ممارسات الجيش والمستوطنين. وعندما وافق نتنياهو على سحب صلاحيات إدارة الشؤون المدنية في الضفة الغربية من الجيش، وسلمها مع مسؤوليات واسعة لقادة المستوطنين المتطرفين، بتسلئيل سموترتش، ليصبح وزيراً ثانياً في وزارة الدفاع، وإيتمار بن غفير، ليصبح وزيراً للأمن القومي ومسؤولاً عن الشرطة وحرس الحدود ومصلحة السجون، وصار يقفز من موقع متوتر إلى آخر مطلقاً تصريحات عشوائية لا تليق بموظف صغير، كان واضحاً أن التدهور قادم لا محالة.
وبضوء ذلك ،من المتوقع أن يصل مبعوث قطري الثلاثاء إلى فلسطين وإسرائيل من أجل عقد سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين ومع مسؤولين في غزة والضفة الغربية ، لمحاولة تهدئة الأوضاع.
وحسب القناة العاشرة الإسرائيلية ومن المتوقع أن تستمر الزيارة عدة أيام، وقال مسؤولون إسرائيليون كبار إن هناك نية للقاء المبعوث القطري بمسؤولين كبار من كل الأطراف .
في غضون ذلك ، لم تبد المؤسسة العسكرية في إسرائيل تفاؤلا بشأن احتواء التدهور الأمني، وقال قائد جيش الاحتلال في الضفة الغربية يهودا فوكس في محادثات مع نتنياهو: “مساء آخر من الاشتباكات سيقودنا إلى نقطة اللاعودة”.
وأضاف رئيس الشاباك رونان بار: “لقد مررنا جميعًا بالانتفاضات ، لكن لم يمر أحد بانتفاضة مع التحريض على الشبكات ، ما يجعل الصراع أكثر خطورة”.
وحسب التقرير فان هناك قرار بتشديد الحواجز على نابلس ، فيما وجه وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت الاستعدادات للتصعيد في عدة مناطق بما في ذلك التصعيد في القدس.
وعلى ضوء التوتر الحاصل شهدت الحكومة الإسرائيلية اليمينية برئاسة بنيامين نتنياهو، أول استقالة منذ تنصيبها قبل ما يزيد على شهرين. وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي.
وأفادت الإذاعة بأن رئيس حزب “نوعام” آفي ماعوز، أبلغ رئيس الوزراء نتنياهو استقالته من منصبه كنائب للوزير، وحسب المصدر ذاته، فقد قال ماعوز: “اتضح أنه لا توجد نية لديكم لتنفيذ اتفاقات الائتلاف”.
وفي سياق متصل، عقدت الهيئة العامة للكنيست، الإثنين، جلسة بعد جمع تواقيع 40 عضو كنيست لإلزام رئيس الحكومة، نتنياهو، بحضور نقاش لها حول سياسة الحكومة وخطتها لإضعاف جهاز القضاء، تحت عنوان “”جهاز قضائي قوي ومستقل”.
يذكر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية ملزم بحضور جلسة الـ40 توقيعا كاملة، للإجابة والرد على استفسارات كتل المعارضة والاستماع إلى أقوال المعارضين. وتغيّب حزب “عوتسما يهوديت” (الائتلاف)، عن التصويت في جلسة الأربعين توقيعا.
واتهم حزب “عوتسما يهوديت” الذي يتزعمه وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، نتنياهو، بـ”قلّة المسؤولية والخضوع للإرهاب”، وذلك عبر تصريحات صدرت عن مسؤولين في الحزب اليميني المتطرف، بعد استهجان الليكود، لمقاطعة الجلسة البرلمانية.
واعتبر مسؤولون في الليكود أن تصرف بن غفير وحزبه “عمل غير مسؤول ضد حكومة اليمين؛ عندما يكون هناك تصوير لليسار ضد اليمين، يجب أن يحضر الجميع”، فيما قال مسؤولون في “عوتسما يهوديت” إن سياسة “الاحتواء” التي ينتهجها نتنياهو والليكود هي سياسة “غير مسؤولة”.
وأضاف إنه “عندما يكون هناك إرهاب ضد الإسرائيليين، يجب أن تصد إسرائيل هذا الإرهاب وليس الخنوع له”، وأكدوا أن مقاطعة جلسة “الـ40 توقيعا” هي للتعبير عن اعتراض “عوتسما يهوديت”، على السياسة التي ينتهجها نتنياهو في الضفة الغربية المحتلة، التي تشهد تصعيدا للاحتلال ومستوطنيه ضد الفلسطينيين.
في المقابل، اتهم نتنياهو المعارضة بالتشجيع على الشروع بـ”عصيان مدني”، ودعا إلى “إخماد نيران اللهب”، ودعا إلى حوار فوري مع المعارضة حول حل وسط لإصلاح جهاز القضاء، ولكن “دون شروط مسبقة”.
كما أكد نتنياهو، أن “الحكومة الإسرائيلية ستعمل على تقنين وضع المستوطنات التي لم يتم تقنينها لفترة طويلة”.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو، قوله خلال كلمة له في الكنيست، إن “الدولة ستبني آلاف المنازل في المستوطنات كرد على الهجمات الفلسطينية”.
هذا ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي يوم غد الثلاثاء جلسة مُغلقة بشأن الأوضاع في فلسطين المحتلة، يستمع خلالها الأعضاء إلى إحاطة من منسق الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور وينيسلاند، بعد طلب من دولة الإمارات العربية، العضو العربي الوحيد في المجلس.
وكان مجلس الأمن قد عقد الأسبوع الماضي جلسته الشهرية أصدر خلالها بيانا رئاسيا بشأن الاستيطان، فيما عقد الشهر الماضي أكثر من جلسة إحداها كانت طارئة، بسبب اقتحام الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى المبارك.
من جانبه قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ إن هناك جهودا دبلوماسية واسعة لمواجهة عدوان الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا .
وأضاف الشيخ، في حديث لبرنامج ملف اليوم، عبر تلفزيون فلسطين، مساء اليوم الإثنين، إن قرارات القيادة تهدف إلى إجبار إسرائيل على وقف عدوانها بحق الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى حراك سياسي كبير بالتعاون مع الأشقاء العرب لمواجهة هذا العدوان.
وقال: نحن لسنا قطّاع طرق، نحن ثوار، ونتدرج بقراراتنا لتتناسب مع حجم الهجمة الإسرائيلية في ظل حكومة إسرائيلية وحشية، مؤكدا أن وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال ما زال قائما.
وحول اجتماع العقبة، قال الشيخ إن المشاركة فيه كانت بهدف حماية شعبنا، مؤكدا أنه اجتماع سياسي وليس أمنيا، ولم نقدم أي تنازلات.
وأضاف الشيخ إن الرواية الفلسطينية هي أساس الحوار في اجتماع العقبة، مشيرا إلى أن كل حركات التحرر في العالم تفاوض عدوها، ومعارضة اجتماع العقبة حق طبيعي للفصائل وللناس.
يذكر أنه منذ مطلع العام الجاري، استشهد 63 فلسطينيا برصاص إسرائيلي في الضفة الغربية، بينهم 11 خلال اقتحام مدينة نابلس (شمال) في 22 فبراير/شباط الجاري.
وردا على تلك الاعتداءات ينفذ فلسطينيون عمليات إطلاق نار، ولا سيما في القدس المحتلة، ما أودى إجمالا بحياة 12 إسرائيليا.
وثمة مخاوف إسرائيلية من تكرار تصعيد التوتر في شهر رمضان (في مارس/آذار)، حيث عادة ما تمارس إسرائيل تضييقات على المصلين في الأقصى والقدس الشرقية عامة، إضافة إلى اقتحامات المستوطنين للمسجد في حماية الشرطة الإسرائيلية.