الوقت- من خلال الموافقة على خطة معادية لإيران، طالب البرلمان الأوروبي بإدراج اسم الحرس الثوري الإيراني في ما تسمى قائمة الاتحاد الأوروبي "الإرهابية".
تمت الموافقة على طلب البرلمان الأوروبي في شكل هذه الخطة دون إجماع، ويجب مراجعتها والبت فيها في المجلس الأوروبي. وعلى الرغم من الموافقة على قرارات المجلس الأوروبي بشكل عام بتصويت ما لا يقل عن 15 دولة تمثل 65٪ على الأقل من سكان أوروبا، ولکن في الحالات الحساسة مثل قضايا السياسة الخارجية، يتخذ المجلس الأوروبي عمومًا قرارات بناءً على إجماع جميع الأعضاء.
فيما يتعلق بإجراء البرلمان الأوروبي المناهض لإيران، أجرينا حواراً مع الدكتور "السيد رضا ميرطاهر، الخبير في الشؤون الإقليمية، واستطلعنا آرائه حول الإجراء الأخير الذي اتخذه البرلمان الأوروبي ضد إيران.
الوقت: كيف تقيمون أسباب إدراج اسم الحرس الثوري الإيراني في قائمة الإرهاب من قبل برلمان الاتحاد الأوروبي؟
الدکتور ميرطاهر: يعدّ الإجراء الجديد الذي اتخذه البرلمان الأوروبي في إطار الموافقة على قرار كان من ضمن تعديلاته تسمية الحرس الثوري الإيراني بالإرهاب، إجراء يتماشى مع الإجراء الذي اتخذه الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" في عام 2019. وفي رأيي، كان الهدف العام والأساسي من هذا الإجراء هو تكثيف الضغوط على إيران من أجل عزل طهران، وثانيًا لخلق ضغوط جديدة مثل فرض العقوبات وإعلان دعم الاضطرابات في إيران، على الرغم من أن أعمال الشغب قد انتهت في إيران الآن.
يحاول الأوروبيون، كغيرهم من الغربيين، إبقاء نيران الشغب مشتعلةً في إيران، وتوفير الأسس اللازمة لدعم عناصر الاضطرابات وإلحاق الأذى بجمهورية إيران الإسلامية. لكن بالنظر إلى العلاقات المستمرة بين إيران وأوروبا، يمكن أن يكون للموافقة النهائية على هذا القرار في مجلس أوروبا نتائج سلبية للغاية في العلاقات بين إيران والاتحاد الأوروبي. في الوقت نفسه، هناك الكثير من الشكوك في مجلس أوروبا بشأن الموافقة على قرار مماثل للبرلمان الأوروبي، وحتى أحد المسؤولين الألمان أعرب عن شكوكه بشأن الموافقة على مثل هذا القرار في مجلس أوروبا.
وكان لجوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، موقف سلبي من تصرف البرلمان الأوروبي في مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، رغم أن أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، أيدت قرار البرلمان الأوروبي وقالت إنه يجب إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة الإرهاب. وعلى الرغم من أن هذا الموقف يظهر فجوةً واختلافًا في الرأي في أوروبا حول إيران بشكل عام، إلا أن تحرك أوروبا هو علامة على الانسجام مع الولايات المتحدة من أجل ممارسة أقصى قدر من الضغط على إيران.
الوقت: في غضون ذلك، ما هو دور أمريكا في التحرك الأوروبي الأخير ضد إيران، وبشكل أساسي كيف يمكن أن نرى لعبة أمريكا في هذه الأثناء؟
الدکتور ميرطاهر: بادئ ذي بدء، القرار المناهض لإيران الذي اتخذه البرلمان الأوروبي هو على غرار الإجراء السابق المماثل للولايات المتحدة، ويظهر نوعًا من التقارب عبر الأطلسي بين أوروبا والولايات المتحدة. لقد ضعف التعاون الأوروبي الأمريكي خلال عهد ترامب، وحاولت إدارة بايدن تقليص الفجوة بين جانبي المحيط الأطلسي منذ دخولها البيت الأبيض. وفي هذا الصدد، نرى الموقف الموحد للولايات المتحدة وأوروبا فيما يتعلق بالاتفاقية النووية مع إيران والحرب في أوكرانيا على شكل تقارب عبر الأطلسي.
حالياً، الأمريكيون سعداء للغاية لأن أوروبا تبنت موقفًا متوافقًا مع واشنطن. لأنه خلال عهد ترامب، وبسبب الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة من الاتفاق النووي، اشتد الخلاف بين الولايات المتحدة وأوروبا، وكانت أوروبا ضد الإجراء الأحادي للولايات المتحدة فيما يتعلق بالاتفاق النووي. لكن إدارة بايدن الحالية تبحث عن التعددية وتحاول وضع الأوروبيين في جبهة موحدة مع الولايات المتحدة، كما يتم تقييم قرار أوروبا ضد الحرس الثوري في الإطار نفسه.
لذلك، بعد القرار الأوروبي المعادي لإيران، دعمت وزارة الخارجية الأمريكية هذا الإجراء، وأظهر ذلك أن إدارة بايدن تتبع المسار نفسه الذي تتبعه إدارة ترامب في مجال معارضة إيران والضغط على الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس، والهدف العام للغرب هو إضعاف الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
الوقت: مع الإجراء الأخير الذي اتخذه البرلمان الأوروبي، هل ستتأثر المفاوضات النووية في فيينا؟
الدکتور ميرطاهر: في الأساس، بعد الاضطرابات الأخيرة في إيران، قام الغربيون وخاصةً الأمريكيون بإزالة محادثات فيينا من جدول الأعمال، وكرر ذلك جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، ونيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في عدة مناسبات. كما أيد روبرت مالي، المسؤول عن ملف إيران، الاضطرابات في إيران وذكر في عدة مناسبات أن المفاوضات النووية مع إيران لم تعد من أولويات واشنطن. لذلك، على الرغم من سياسة الغربيين والأوروبيين، فإن الأمريكيين هم الذين لا يريدون متابعة مفاوضات الاتفاق النووي، والواقع أن الجانب الغربي هو الذي انسحب من المفاوضات.
يمكن اعتبار خطة البرلمان الأوروبي لإعلان الحرس الثوري الإيراني إرهابياً في سياق انسحاب الولايات المتحدة من مفاوضات فيينا. أي إن الغربيين، بما في ذلك أوروبا وأمريكا، لا يهتمون كثيرًا بالمفاوضات النووية والتزامات الاتفاق النووي، ويسعون في الغالب إلى تشجيع الاضطرابات ودعم المعارضة الإيرانية. ولهذا السبب، يسعى الغرب إلى المزيد من العقوبات والضغط على الجمهورية الإسلامية الإيرانية أكثر من المفاوضات، ويکتفون بادعاءات وشعارات التفاوض مع إيران، ولكن عمليًا يتخذ إجراءات مخالفة للمفاوضات.
ومع ذلك، لم يتم بعد الإعلان عن اعتبار الحرس الثوري الإيراني إرهابياً في مجلس أوروبا، وإذا تمت الموافقة على إعلان الحرس الثوري الإيراني إرهابياً في مجلس أوروبا، فسيكون لذلك آثار سلبية للغاية على المفاوضات وسيؤدي في الممارسة العملية إلى إيصالها إلی طريق مسدود. لأن إزالة اسم الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب كانت أحد طلبات إيران في المفاوضات مع أمريكا، والآن لم تفِ أمريكا فقط بالتزاماتها في خطة العمل الشاملة المشتركة، لكنها دفعت أوروبا أيضًا إلى طريق الضغط الأقصى على إيران، ولا يمكن أن يكون لهذه العملية أي نتائج للمفاوضات.
الوقت: کيف ستكون ردود فعل إيران والسيناريوهات المضادة ضد قرار البرلمان الأوروبي المعادي لإيران؟
الدکتور ميرطاهر: من الإجراءات الرمزية التي اتخذتها إيران في بداية رد فعلها على أوروبا، الموافقة على خطة مجلس الشوری الإسلامي لإعلان القوات العسكرية الأوروبية في غرب آسيا على أنها إرهابية، وهذا الإجراء تم اتخاذه رداً علی خطة البرلمان الأوروبي. ويمكن أن تتم الإجراءات المضادة الإيرانية الأخرى في المجالات الحيوية في أوروبا، وستكون القوات الأوروبية هدفًا لرد فعل إيران.
على سبيل المثال، لن يكون وجود القوات الأوروبية في غرب آسيا شرعيًا بعد الموافقة على خطة مجلس الشوری الإسلامي، ويمكن للقوات المسلحة الإيرانية مواجهة هذه القوات بشكل قانوني بناءً على خطة مجلس الشوری الإسلامي. كما أن انخفاض مستوى التعاون في المجالين الدبلوماسي والسياسي، يمكن أن يكون رد فعل محتمل آخر للجمهورية الإسلامية على خطة برلمان الاتحاد الأوروبي المناهضة لإيران.