الوقت- سياسة القتل ببطئ هي المعتمدة من قبل سلطات كيان الاحتلال في السجون بوجه الاسرى الفلسطينيين، فهؤلاء الاسرى محكومون بالاعدام دون قرار من السجان الاسرائيلي، الذي يعتمد سياسة التمريض اولا وهي سياسة متبعة عبر ادخال الاطعمة والاشربة الملوثة للاسرى والتي تحمل جينات مرضية، حيث يتساءل المراقبون لماذا هناك ارتفاع في عدد الاصابات بامراض السرطان والامراض المستعصية في سجون الاحتلال؟ وبالتالي بالتأكيد السلطات الاسرائيلي تعتمد ادخال الاطعمة المتعرضة للانبعاثات الكيميائية بهدف تمريض الاسرى، وبعد ان يمرضوا تقوم بمنع العلاج عنهم وتأخير الكشوفات الطبية بهدف ان يستفحل المرض في جسدهم، وبعد ان ينتشر تقوم بمنع الادوية العاجلة لهم والفحوصات الدورية والتحاليل اللازمة حتى يسقطوا شهداء امام المرض والاسر.
اخر هؤلاء الاسرى هو علي الحروب، البالغ من العمر ثمانية واربعين عاما وينحدر من بلدة دورا جنوب الخليل، واكد نادي الاسير الفلسطيني ان الحروب في تدهور مستمر، جرّاء إصابته بورم، بدأ ظهوره تحت الإبط، والصدر قبل عام، وخضع في حينها لعملية جراحية تم خلالها استئصاله، إلا أنّ وضعه الصحيّ استمر بالتدهور، ومؤخرًا انتشرت بقع زرقاء في مختلف أنحاء جسده.
وأوضح النادي ان إدارة سجون الاحتلال تُنفّذ بحقّ الأسير الحروب جريمة الإهمال الطبي اي القتل البطيء، عبر المماطلة المتعمدة في نقله إلى المستشفى، وتشخيص وضعه الصحيّ بشكل دقيق، وتوفير العلاج اللازم له، حيث إن حالته الصحية في تدهور مستمر وسط تجاهل تام من قبل سلطات السجون الاسرائيلية. وحذر نادي الاسير الفلسطيني من أن حياة الحروب في خطر كبير الان. محملا سلطات السجون الاسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياته ووضعه الصحي.
الاسير علي الحروب يقبع في سجون الاحتلال منذ عام الفين وعشرة، ومنذ خمسة اعوام اصيب بالسرطان داخل السجن، ولم يتم علاجه حيث يتعرض لإهمال طبي كامل. ويقضي حكما بالسجن خمسة وعشرين عاما قضى منها ثلاثة عشر. واكدت زوجة الاسير انها لم تره منذ شهر عندما سمح لها بزيارته. واضافت ان وضعه الصحي كان في غاية الخطورة، والسرطان أكل جسمه. وحملت المسؤولية للسلطة الفلسطينية ولكل العالم. واشارت زوجته الى ان نادي الأسير وكل محاميا لعلي الحروب، لكن الاحتلال لم يسمح له بزيارته أو الاطلاع على الملف الطبي الخاص به.
علي الحروب يعد واحدًا من بين اربعة وعشرين أسيرًا ومعتقلًا فلسطينيًا على الأقل ممّن يُعانون من الإصابة بالسّرطان، والأورام الخبيثة بدرجات مختلفة. ورغم تفاقم حالته الصحية ومحاولات الجهات المعنية مثل نادي الأسير الفلسطيني والصليب الأحمر الدولي الإفراج عنه والتي باءت جميعها بالفشل لا يزال الاحتلال يتعنّت في الإفراج عنه. وحسب زوجته فإن سلطات الاحتلال رفضت التعاون في قضية زوجها الذي أنهكه المرض إلى درجة أنه بات غير قادر على التحدث والمشي لمسافات محدودة. واوضحت أن ما تقدمه سلطات الاحتلال له يقتصر على المسكنات داخل السجن وترفض نقله إلى المستشفى لتشخيص حالته المرضية بصورة طبية صحيحة.
سلطات الاحتلال لا تزال تعتقل ما يقارب الخمسة آلاف أسير وأسيرة داخل سجونه حيث تمارس ضدهم أبشع أنواع الظلم والاضطهاد والتعذيب والإهمال الطبي والاستشفائي، وسط تجاهل لأي اعتبارات إنسانية وقانونية. وحسب وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينية فإنّ ستمئة أسير فلسطيني من الأسرى يعانون المرض في سجون الاحتلال الصهيوني، إضافة إلى الظروف المأساوية والمعاملة الوحشية والتعذيب القاسي والإجرام الذي يمارسه الكيان الصهيوني بحقّ الأسرى الفلسطينيين عمومًا.
وأكدت أنّ عددًا من هؤلاء الأسرى مصابٌ بأمراض خطيرة كالسرطان، ويعاني حالات صحية حرجة في ظلّ إهمال طبي متعمّد من جانب سلطات الاحتلال. في المقابل المجتمع الدولي لا يعطي بالا ولا اهتماما لهذه القضية ويتجاهل التعامل معها ومع غيرها من القضايا الانسانية، حتى بيانات الادانة لم تخرج من قبل المجتمع الدولي ضد سلطات الاحتلال الاسرائيلي وطريقة تعاملها مع الاسرى، وبمعزل عن قضية الاهمال الطبي، فان سلطات الاحتلال تتعمد منع الزيارات عن بعض الاسرى وخصوصا اسرى المقاومة الفلسطينية، وتقوم بنقلهم الى مهاجع محددة لتمارس ضدهم العنف والاضطهاد والتعذيب الممنهج، إضافة الى فرض عقوبات شديدة عليهم مثل قرارات المؤبد الكبيرة، فمثلا هناك اسرى ضدهم سبعة قرارات سجن بالمؤبد اي مئة وخمسة وسبعين عاما محكومين بالسجن، ناهيك عن قرارات الاعتقال الاداري حيث ان المعتقل لا يعلم كم سيلبث بالسجن وما هي تهمته.