ثانياً: الترحيب الأمريكي و الرعاية لهذا المؤتمر يأتي في سياق تسليط الضوء على المجتمعين في هذا المؤتمر على أنهم جهة معتدلة لا علاقة لهم في سفك الدم السوري، و أنهم طلاب تغيير، و قد شملت الدعوات إلى هذا المؤتمر لخليط و تركيبة من أشخاص لا يوجد أي تمثيل لهم على الأراضي السورية من جهة، بل هم من المغتربين و بعض المتمولين الذين يعيشون في الخارج، و اشخاص آخرين يمثلون بعض الجماعات التدميرية التي دخلت الأراضي السورية في سياق خلط الأوراق و تقييم المدعوين.
ثالثاً: الترحيب الأمريكي يأتي في سياق الإرتياح لنتائج المؤتمر، فصحيح أن السياسة الأمريكية ارتكزت خلال السنوات الماضية على أسلوب تعددية الجماعات التدميرية لموازنة القدرات من جهة و إطالة أمد المعارك و توسيع رقعتها من جهة أخرى، إلا أن المرحلة و قبل اجتماع جنيف تقتضي تركيز الثقل في المفاوضات على مجموعة من الطروحات التي تصب جميعها في خانة الغاء دور الحكومة السورية فيها من جهة و ضرب الإنجازات التي حققتها على مدى خمسة أعوام و لو سياسياً من جهة أخرى، و مع وجود ثقل شعبي مؤيد للأسد و حكومته يذهب الخيار الأمريكي إلى ضرورة توحيد آراء هذه الجماعات و لو شكلياً تمهيداً للإجتماعات المزمع عقدها.
رابعاً: التحرك الروسي الأخير في المنطقة قلب المعادلة و الموازين، و يأتي الترحيب بمخرجات المؤتمر فضلاً عن تنظيم المؤتمر بحد ذاته كضغط سياسي أمريكي على التحرك الروسي الذي جاء لصالح الشعب السوري و حكومته، وبالتالي العمل على ممارسة مزيد من الضغوطات للحد من السقف الروسي الذي رسمته المعادلة و فرضته على الأرض. و بالتالي محاولة لفرض وقائع تفاوضية جديدة بعد أن ظهر ضعف خيار الجماعات التدميرية الإرهابية على الأراضي السورية و ذلك من خلال دعوة موسكو للحوار و لكن بسقف متوازن بينهما.