الوقت_ أدانت سوريا انتهاكات سلطات العدو الإسرائيليّ المستمرة لحقوق الأسرى في المعتقلات، مؤكدة تضامنها معهم، داعية لإطلاق سراحهم بشكل فوريّ، في وقت تنتهج فيه "إسرائيل" استراتيجية تعذيب وقتل الأسرى وزيادة عددهم داخل السجون، حيث تستغل تل أبيب انشغال العالم ودول الإقليم بعدد من الملفات الحساسة على المستوى الداخليّ والخارجيّ، وتُصر المنظومة الأمنية التابعة للعصابات الصهيونيّة بشدّة على زيادة حجم المعاناة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون داخل سجون العدو الغاشم، والتضييق عليهم ومحاولة القضاء عليهم من خلال ظروف الاعتقال عبر البيئة الصحية داخل الزنازين المكتظة بالأسرى، إضافة إلى الانتهاكات الجسيمة بحقهم وخاصة في الفترة الماضية، مع تصعيد العدو الصهيوني المجرم ومخالفته للقانون الدولي وغضّه الطرف عن تنفيذ مطالب الفلسطينيين المحقة.
إجرام إسرائيليّ غير مسبوق
لا يخفى على أحد أنّ قوات الاحتلال العسكريّ لفلسطين تُمارس أبشع جرائم الإرهاب بحق الأسرى الإداريين دون أيّ تهمة أو تقديم لائحة اتهام ضدهم، فيما تمارس تل أبيب بكل ما أوتيت من قوّة حرباً شنيعة بعيدة عن أعين العالم –ليس كل العالم- ضد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بكل ما لدى قوات العدو من منظومات أمنية، ناهيك عن الحقد غير الموصوف والثأر النابع من أبعاد سياسية وأمنية ودينيّة، ضد الأسرى الفلسطينيين.
وعلى هذا الأساس، بيّنت وزارة الخارجية والمغتربين السوريّة، في تغريدة على حسابها عبر موقع "تويتر"، حسب وكالة الأنباء السورية، مؤخراً، أن دمشق تدين انتهاك الاحتلال الإسرائيليّ المستمر لحقوق الأسرى في المعتقلات الصهيونيّة، ولا سيما حقهم في الحصول على الرعاية الصحيّة والذي أدى إلى استشهاد الكثير منهم، وآخرهم الشهيد ناصر أبو حميد في انتهاك سافر للقانون الإنساني الدوليّ، وذلك بعد أن وضعت "إسرائيل" العصي في عجلات تلك القضية، إضافة إلى عقبات وشروط طويلة ومعقدة لشل أي صفقة أو حتى التوصل لأرضيّة مشتركة تبنى عليها مفاوضات جادة وحقيقيّة، باعتبار أنّ حصول أي صفقة لتبادل الأسرى سيؤدي إلى حلحلة في باقي الملفات الأُخرى، لكن حكومات العدو العنصريّ قررت تجميد ملف الأسرى كي لا تدفع ثمن تنازلاتها أمام مطالب حماس وفصائل المقاومة، رغم أن الوسطاء وعدوا أكثر من مرة بتحريك هذا الملف عبر إجراء اتصالات ولقاءات وفي فترات مختلفة، لكن دون جدوى كما ترغب سلطات العدو.
ومع تأكيد سوريا أو كما يصفها بعض العرب –قلب العروبة النابض- على تضامنها مع الأسرى في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، ودعوتها إلى إطلاق سراحهم فوراً، يُظهر الكيان الصهيونيّ المُخادع عدم جديّتة في التعاطي مع هذه القضايا الحساسة وعدم اهتمامه بأسرى جنوده ورفات قتلاه، ناهيك عن حجم المعاناة التي يعيشها الكيان المتخبط والذي يولي مسؤولوه اهتماماً كبيراً لمصالحهم الحزبية على مصلحة كيانهم المتهالك، حيث يمنعون اتخاذ قرار كهذا خوفاً على مصالحهم الشخصيّة والحزبية، ليرموا المهمة إلى الحكومات المتعاقبة، ولا يخفى هذا الأمر على الشعب الفلسطينيّ الذي يدرك طريقة تفكير عدوه جيداً، وقد شاهدنا مراراً موقفه الثابت مقابل لغة التهديد والوعيد الإسرائيلية التي استمرت لسنوات، ولم تنفع مع المقاومة والفلسطينيين الذين يعلمون حجم المساعي الصهيونية لتدمير حياتهم وإبادتهم عن بكرة أبيهم.
ومن الجدير بالذكر أن الأسير الفلسطينيّ المصاب بالسرطان ناصر أبو حميد البالغ "50 عامًا" قد استشهد –أو بالأحرى قُتل- مؤخراً، بعدما رفضت سلطات العدو تقديم العلاج اللازم له أو نقله إلى أحد مشافي الضفة الغربية السليبة أو الإفراج عنه، رغم التدهور الخطير في حالته الصحية، حيث إنّ السياسة الإسرائيليّة كانت ولا تزال تدور حول "الإجرام المفرط"، ويدرك الفلسطينيون أنّ العدو لا يمكن في يوم من الأيام أن يغير منهجه الإباديّ، وخاصة فيما يتعلق بملف الأسرى الذي يعتبر بالنسبة لتل أبيب "المساحة الكبيرة" للتعبير عن استبدادها الذي بات يشبه "حُكم فرعون" ولكن بنكهة صهيونيّة احتلاليّة، لأنها ترغب في وضع الفلسطينيين في مأزق كبير ومستمر وحرمانهم من أبسط حقوقهم في الحياة، فيما تعج سجون العدو بآلاف الأسرى الفلسطينيين الذين يعيشون أسوأ وضع إنسانيّ، وبالتالي عشرات الآلاف من القصص التي تجسد إجرام الحكم العسكريّ للاحتلال الغاشم.
تبعات خطيرة
بالتزامن مع الأوضاع المشحونة والمتوترة والتهديد المتكرر بحرب جديدة على الأراضي الفلسطينيّة قد تكون وشيكة نتيجة الإجرام الصهيونيّ واعتداءاته، ومع تركيز سلطات العدو الإسرائيليّ حملاتها القمعيّة على الأسرى داخل السجون، وفرضها عليهم إجراءات انتقامية صارمة من اعتداءات وضرب وعزل انفرادي ومنع من الخروج، الأمر الذي يشعل الأوضاع بشكل متكرر داخل السجون، تسير قضية الأسرى الفلسطينيين بلا شك نحو التصعيد وبالتالي تفجير الأوضاع بشكل كامل داخل المعتقلات وخارجها، حيث تعيش الأراضي الفلسطينيّة حالة من الغليان والتوتر المشحون، يهُدد بإشعال انفجار كبير في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر وحتى العاصمة الفلسطينيّة القدس، نتيجة ممارسات "إسرائيل" القمعيّة والتعسفيّة بحق الأبرياء.
وبالاستناد إلى أنّ تل أبيب دائماً ما تفشل في اختباراتها مع الفلسطينيين، تزيد سلطات الكيان تصعيدها الذي لابدّ أنّه لن يكون في مصلحة الكيان الذي يعتقل آلاف الفلسطينيين في سجونه، بينهم مئات المرضى والسيدات حسب الأرقام التي تنشرها وسائل الإعلام، ناهيك عن الأرقام الحقيقيّة التي تتكتم عليها إدارة سجون العدو، كما أن العدو الصهيونيّ يمارس سياسة "القتل البطيء" مع الأسرى ويماطل بشكل سافر في حلحلة تلك القضيّة، وبغض النظر عن جرائمه التي لا تُحصى بحق الأسرى إلا أنّ الأشهر والسنوات الماضية بالتحديد كشفت اللثام عن جبروت العصابات الصهيونيّة على المستوى الدوليّ.
ختاماً، يجب استبدال كلمة "فلسطينيّ" بكلمة "مقاوم" لتقتنع القوات الاستعماريّة الغازية لفلسطين أنّ هذا الشعب كله "مشروع تحرير"، والدليل أعداد الأسرى، والأهم من ذلك أنّ الأسرى حتى بعد خروجهم من الزنازين لا يتوقفون مهما حدث عن واجبهم النضاليّ، وبعض الصهاينة يعترفون بذلك وإجرام وجبروت وطغيان كيانهم بأنفسهم، بعيداً عن التستر والتغطية على قتلة الأطفال والنساء، ولأن الصورة الوحيدة المرسومة في أذهان العالم عند ذكر "إسرائيل"، هي الموت والدمار دون خداع أو غسيل أدمغة، سينقل إجرام "إسرائيل" وخداعها في تعهداتها ووضعها العقبات تلو الأخرى، الساحة الفلسطينيّة إلى "مرحلة اللهب" ويجبر كل فئات هذا الشعب على مواجهة الغطرسة الإسرائيليّة.