الوقت- بعد فوز حزب بنيامين نتنياهو بالانتخابات الاخيرة داخل الكيان الصهيوني، سعى مع الكتل البرلمانية في داخل كيان الاحتلال "الاسرائيلي" لتشكيل حكومة جديدة ولكن في الواقع هناك العديد من العراقيل التي تواجه نتنياهو، حيث يرى المراقبون للشأن الصهيوني بان مهمة نتنياهو ليست بالسهلة فالبرغم من أن تياره اليميني المتطرف حصد خمسة وستين مقعدا في الكنيست الجديدة الا ان الواقع والأوساط داخل المجتمع الصهيوني تقول إن نتنياهو يستند إلى متطرفين في المجتمع "الاسرائيلي"، وفي هذا السياق فقد تحدثت وسائل الإعلام الصهيونية بأن اعتماد نتنياهو على المتطرفين يشكل خطراً على المستقبل "الاسرائيلي".
في هذا الصدد شهدت الأيام الماضية احتجاجات ومظاهرات ضد نتنياهو، هذه المظاهرات جاءت قبل أن يبدأ الرجل بالحكم، وهنا لابد من الإشارة إلى أن هذه الاحتجاجات الاخيرة تهاجم الحكومة "نتنياهو" اليمينية المتطرفة التي ستتولى السلطة قريبًا، باعتبارها "تهديدًا كبيرًا لمستقبل الكيان الصهيوني، حيث يرى المجتمع الإسرائيلي أن موقف حكومة نتنياهو المقبلة سيجعل من المستحيل عسكريًا وسياسيًا أن يظهر حل الدولتين على الإطلاق. في هذا السياق لابد من الإشارة أنه سبق وأن طالبت الاوساط الإسرائيلية الإدارة الأمريكية أن تفعل كل ما في وسعها للتعبير عن دعمها لمجتمع "تحكمه حقوق متساوية وسيادة القانون"، بدلًا من الموافقة على هذه النتيجة.
مظاهرات ضد نتنياهو .. ماهي الأسباب؟
عشية تنصيب بنيامين نتنياهو رئيسا للوزرا ، نُظمت احتجاجات ومظاهرات مختلفة في تل أبيب ، هذه المظاهرات تحمل رمزية لأنها جاءت ونتنياهو لم يبدأ عمله بعد ، حيث شهدت الأيام الماضية مظاهرتين كبيرتين. وهنا يمكن القول بالرغم من أن بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود لم ينجح في تشكيل حكومته الجديدة بعد، الا أن المظاهرات ضد حكومته المستقبلية بدأت، وهذا يدل أن الفترة القادمة سوف تشهد تزايدا في المظاهرات والاحتجاجات ضد الحكومة المستقبلية وفي هذا السياق أعلنت صحيفة يديعوت أحرونوت الناطقة بالعبرية مساء السبت أن مئات الإسرائيليين يحتجون الآن على حكومة نتنياهو المستقبلية في تل أبيب.
وفي هذا الصدد شهدت الاحياء في مدينة القدس ،احتجاجات أسفرت عن إصابة سيدة تبلغ من العمر 40 عاماً بجروح خطيرة وتم نقلها إلى المستشفى. حيث تم الإعلان عن أن الحالة الجسدية لهذه المرأة حرجة. من جهةٍ اخرى وخلال الاحتجاجات في الليلتين الماضيتين في مدينة القدس ، دمر المتظاهرون العديد من السيارات والممتلكات العامة وأضرموا فيها النيران. بالطبع، حيث حاول يهودي متعصب إشعال النار في متجر للهواتف المحمولة في أحد الاحياء. حيث وصلت قوات الشرطة واعتقلت منفذ هذا الحريق ، وكرد فعل نزل المئات من اليهود المتعصبيين إلى الشوارع لدعم هذا الشخص بينما تزايدت أعداد قوات الشرطة بشكل كبير.يفكر بنيامين نتنياهو ، رئيس حزب الليكود وزعيم الجناح اليميني المتطرف للنظام الصهيوني ، في تشكيل حكومة جديدة هذه الأيام بعد فوزه في الانتخابات والحصول على الأغلبية في الكنيست.
اتهامات متبادلة
في ظل الاحتجاجات والمظاهرات خرج بنيامين نتنياهو ، ليُدين المتظاهرين الذين خرجوا إلى شوارع مدينة القدس في الليلتين الماضيتين ، ودعا إلى مزيد من الإجراءات الشرطية ضد هؤلاء الأشخاص وتسليمهم للعدالة. بينما يتهم المتظاهرون من صعود نفوذ اليمين المتطرف وشخصيات مثل رئيس حزب القوة اليهودية و رئيس الحزب الصهيوني الديني، الذين يعتبرون أعضاء في حزب نتنياهو. سيكونون حاضرين بالتأكيد في الحكومة المستقبلية وفي هذا السياق يمكن القول إن التيارات اليمينية المتطرفة في الكيان الصهيوني ، والتي وصلت إلى السلطة الآن ، تريد بجدية تطوير المستوطنات في الضفة الغربية على أساس مشاريعها الخاصة، ومن ناحية أخرى ، يحاول اليمينيون المتطرفون تنفيذ مشاريع خطيرة أخرى ، مثل الطرد الكامل للفلسطينيين ما يسمى بالمناطق C في الضفة الغربية.
ما هي خيارات نتنياهو؟
من خلال الاحتجاجات والمظاهرات الاخيرة داخل الكيان الصهيوني يتضح جلياً أن حكومة نتنياهو القادمة قد يكون لها علاقات مضطربة ، حيث إن طريق نتنياهو ستكون وعرة. فصعود الأحزاب اليمينية الدينية المتطرفة في الانتخابات الإسرائيلية، ستكون سبباً لتنامي مظاهر التطرف والعنصرية فى المجتمع الإسرائيلي، فقد ركز المحتجون بشكل رئيسي على سلسلة من مشاريع القوانين المثيرة للجدل التي يحاول الائتلاف اليميني تمريرها من خلال الكنيست الإسرائيلي. إضافة إلى مشاريع القوانين التي تسعى لوضع مزيد من السلطة بأيدي الوزراء (اليمينيين) على الضفة الغربية وسياسات الشرطة، ومن الجدير بالذكر أنه خلال المظاهرات الاخيرة حضر الاحتجاج رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق موشيه يعلون ويائير غولان نائب وزير الاقتصاد في الحكومة المنتهية ولايتها.
في الحقيقة وعقب هذه المظاهرات قد يناور نتنياهو في تشكيل الحكومة المقبلة الى حين ايجاد حلول مقبولة، بينما يتنبأ المراقبون من إمكانية التدخل الامريكي لاقناع بعض معارضي نتنياهو من اجل الانضمام اليه لقطع الطريق على المتطرفين الذين يرقصون حوله وايضا لان الولايات المتحدة تريد لمشروعها القائم على العلاقات المتبادلة بين بعض الدول العربية والكيان "الاسرائيلي" ان يستمر، وهؤلاء المتطرفون قد يكونون عقبة في استمراره، وفي الحقيقة الواقع والقراءة الدقيقة للمشهد تؤكد ان نتنياهو في ازمة لا تقل عن الازمات السابقة .
في النهاية من الواضح أن نتنياهو يعيش أزمة حقيقة في ظل الاوضاع الاخيرة داخل الكيان الصهيوني فإضافة إلى الوضع الامني الهش الذي يعيشة الكيان الصهيوني والذي أرعب فيه المقاومون الاجهزة الامنية للكيان الصهيوني فإن خروج مظاهرات بهذا الشكل ضد نتنياهو سيكون لها عواقب وخيمة على أداء هذا الرجل خلال المرحلة القادمة، حيث يمكن القول إن الفترة القادمة ستكون فترة عصيبة بالنسبة للحكومة القادمة داخل الكيان الصهيوني، كما أن الخيارات لدى نتنياهو قليلة ومحدودة وستبقى الانظار شاخصة إلى ما ستحملة الأيام القادمة وإلى ما ستؤول اليه الاوضاع.