الوقت- كان حسام يونس حاضراً في دور المجموعات كمراسل من المغرب إلى قطر، وبعد ذلك عاد إلى المغرب لتغطية المسابقات على الإنترنت وخصص مكانه لزملائه.
إنه سعيد للغاية بتجربة البطولة الكبيرة لكأس العالم 2022 التي استضافتها قطر، ويقول: "سافر عدد كبير من المغاربة إلى قطر خلال هذه الفترة، وفي رأيي تزايد عامل السعادة لدى الشعب المغربي في هذه الفترة القصيرة من الزمن."
وأضاف: كرة القدم هي الآن أفضل صديق للمغرب، وللمغرب الحق في التفكير في التأهل للنهائي.
وحول البلد المضيف، قال حسام يونس: "في رأيي، قطر دولة صغيرة لكنها غنية. كل بلد لديه مشاكله الخاصة. لنفترض أنه بدلاً من قطر، استضافت الولايات المتحدة كأس العالم 2022. هل كانت استضافة كأس العالم دون مشاکل؟ هل کانت حقوق الإنسان تحترم احتراماً كاملاً؟ وهل کان يُسمح للصحفيين بالكتابة عن المشردين والفقر المدقع في مناطق لا يجرؤ الناس على المشي فيها؟"
وتابع: "في رأيي، قطر دولة مضيفة جيدة، وبالطبع كان يجب أن تتبع قواعد الإسلام وما يجب فعله في هذه الظاهرة العالمية. لقد كانوا مرنين للغاية وتعاونوا مع الفيفا إلى أقصى حد، ومع ذلك، كان لا بد من ملاحظة بعض الأشياء بسبب الحكومة الإسلامية، وكان الانزعاج من بعض البلدان في غير محله تمامًا."
أصبح المغرب مفاجأة المونديال، وهو الآن من بين أفضل 4 فرق في العالم!
قال حسام يونس حول أداء المنتخب المغربي: "أنا لا أتفق مع مصطلح "المفاجأة". في رأيي، المغرب يستحق أن يكون في نصف النهائي، والآن لديه الحق في التفكير حتى في بلوغ النهائي. لماذا لا يکون هکذا؟"
وأضاف: "في الأساس، إذا قلت إن شعب المغرب يفكر في الفوز بالكأس، فهل سيکون هذا مفاجئاً؟ هذا فريق كرة قدم وطني كامل ومثالي، وله الحق في التفكير في تحقيق حلمه."
هزم المغرب فرقاً مثل البرتغال وإسبانيا وبلجيكا، ويواجه الآن خصمًا كبيرًا اسمه فرنسا
وأوضح مراسل "أكادير 24": "كان من الممكن أن يدعي كل من هذه الأسماء أنه سيصل إلی نهائي كأس العالم، ولکن هزمهم المغرب. لم يحدث هذا بالصدفة، ففي كل من هذه المباريات كنا نستحق الفوز."
ومضی قائلاً: "أحيانًا، فتح الفريق المهزوم الطريق أمامنا للفوز. على سبيل المثال، أوافق على أن إسبانيا كانت أقوى منا، لكنهم خسروا بركلات الترجيح."
اللعب مع فرنسا ليس مجرد كرة قدم، ومنذ الآن يتحدث البلدان عن تاريخ العلاقات السياسية والاجتماعية بينهما
وصرح حسام يونس أنه بطبيعة الحال، فإن "الشعب المغربي لديه ذكريات مريرة عن إسبانيا وفرنسا. بالطبع، هذه الذكريات المريرة هي أكثر مرارةً بالنسبة للأجيال التي سبقتنا، وربما يكون الشباب المغربي قد نسوا جرائم الفرنسيين في المغرب."
وأضاف: "أعتقد أن كرة القدم لا ينبغي أن تكون سياسيةً، لكن القصة مختلفة في كأس العالم، وفي النهاية يصطفّ شعبان في وجه بعضهما البعض أحيانًا بحجة كرة القدم. واللغة الرسمية للمغرب هي العربية، وبالطبع يتم التحدث بالفرنسية في العديد من الجامعات وحتى في الحياة اليومية وفي المكاتب. وهذا في حد ذاته يدل على تأثير ثقافي في المغرب."
وحول نتيجة المباراة مع فرنسا، قال حسام يونس: "من الصعب للغاية توقع نتيجة مثل هذه المباراة. لقد قمت بمراجعة جميع مباريات المغرب من أجل تحليلي الأخير. هذا الفريق رائع، كما أن لديه لاعبين جيدين."
وأضاف: "إن مدرب المغرب يعرف كرة القدم الفرنسية جيداً، ولا أشك في أنه لا يخاف من هذا الفريق. واللاعبون المغاربة سعداء لأنهم من بين أفضل 4 فرق في العالم، لكنهم لم يتفاجؤوا ولا يکتفون بما حققوه حتی الآن."
وأشار المراسل المغربي إلی أن على المغرب أن "يتوخى الحذر في كل شيء، وأن يعرف أن الخطأ الأول في هذه المباراة، حتى في الدقائق الأولى، يمكن أن يكون الخطأ الأخير، ولن يتمكنوا من تعويضه حتى النهاية"، وذکر أن "على المرء أن يلعب بحذر، لكن هذا الحذر لا ينبغي المبالغة فيه. فالخوف من فرنسا يعني الهزيمة من فرنسا."
شعب المغرب وجماهيره وبالطبع اللاعبون أنفسهم كانوا ولا يزالون من أنصار فلسطين
وفيما يتعلق برفع العلم الفلسطيني بعد الفوز بالمباريات، قال حسام يونس: "هذا فخر الشعب المغربي. بل إن المغرب يمثل فلسطين، وعلينا أن نرفع العلم الفلسطيني عالياً، وحيثما أمكن سنحمل العلم الفلسطيني".
وختم کلامه بالقول: "هذا ليس مجرد حدث سياسي، کما أن ليس تحليلاً اجتماعياً، هذه حياة الشعب المغربي. فلسطين عزيزة على الشعب وسنهتف باسمها كلما أمكن ذلك. وأنا كمواطن ومراسل، أعتبر نفسي ملزماً في هذا الصدد."