الوقت- لا يخفى على أحد أن جميع الشواهد والأحداث الاخيرة تدل وبشكل قاطع أنّ المُقاومة في الأراضي المُحتلّة عائدة بقوة، فالحراك الفلسطيني الذي تشهده الضفة الغربية هو حراك مقاوم، شبه دائم وليس مرتبطاً بحالة معينة، وهذا يدل على أن الفلسطيني لا يقبل بالاحتلال بأي شكل من الأشكال.ويُستدل على ذلك بالتقارير التي تصدرها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية سنوياً.
وفي هذا السياق يتضح أن المقاومة في الضفة هي الآن على أشد ما يكون حيث سبق وأن اعترف الجِنرال غانتس في تصريحاتٍ صِحفيّة سابقة أن مدينتيّ نابلس وجنين تُشَكِّلان تحدّيًا خطيرًا مُعقّدًا "للجيش الإسرائيلي"، بسبب الدّعم الشّعبي الكبير الذي يحظى به الشّباب النّشطاء فيهما في إشارةٍ إلى الخلايا المُسلّحة في المدينتين، وخاصَّةً مجموعة “عرين الأسود” التي تأسّست في مدينة نابلس القديمة ومُخيّم بلاطة للاجئين كرَدٍّ على المجزرة التي ارتكبتها قوّات إسرائيليّة لتصفية ثلاثة شُبّان استَشهدوا بإطلاق 500 رصاصة على سيّارتهم، وكانَ يُمكن اعتِقالهم أحياء.
التصريحات التي تصدر من ممثلي حركات المقاومة هي تصريحات داعمة للمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، فجميع التصريحات تؤكد أن ما يجري بالضفة يتطلب من حركات المقاومة استثمار هذه العمليات وتوظيفها بشكل مناسب يسهم باسترجاع دورها إلى صدارة العمل المقاوم والبناء عليها وتشييد كيان مقاوم يقف على أسس صلبةٍ لا تهتز ولا تتزعزع لو أحسنا أفراداً وتنظيمات فهمه والتعامل معه، لقد فتحت تضحيات هؤلاء الفدائيين الشجعان الباب أمام مرحلة جديدة في الكفاح الفلسطيني المهم، لذلك فإن المراكمة على هذه العمليات، و تراكمها سيقود إلى ثورة وليس إلى انتفاضة لو تم تحصينها وأحسن البناء عليها، والانتقال بها إلى مرحلة قادمة نحو الخلاص من الاحتلال.
“عرين الأسود” مؤشر على حيوية الشعب الفلسطيني لمقاومة الاحتلال
قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس في لبنان، إن وجود “عرين الأسود” (مجموعات مقاومة في نابلس شمال الضفة) مؤشر على حيوية الشعب الفلسطيني في إنتاج تشكيلات ووسائل لمقاومة الاحتلال والتصدي لإرهابه.جاء ذلك خلال لقاء شعبي نظمه العمل الجماهيري في الحركة، مساء أمس الثلاثاء، في تجمع المعشوق للاجئين الفلسطينيين، في منطقة صور (جنوب لبنان)، بحضور شخصيات وطنية فلسطينية ولبنانية وحشد من الأهالي.
وقال مسؤول العمل الجماهيري في حركة “حماس” رأفت مرة، في لبنان رأفت مرة، إن “عرين الأسود” إنجاز وطني فلسطيني “ينطلق من هوية وتاريخ الشعب الفلسطيني، ويكمل مشروع مقاومة الاحتلال”وأكد أن هذه المجموعات المقاومة تمثل “نموذجا للوحدة الوطنية على قاعدة الصمود والمقاومة”، مشيراً إلى أنها “استطاعت ضرب الاحتلال، وإحداث أزمة سياسية وعسكرية داخل الكيان”.بدوره؛ دعا عضو اللجنة المركزية في جبهة “النضال الشعبي” أبو بلال مرعي، إلى تشكيل لجان وطنية فلسطينية في كل المناطق، وإطلاق مقاومة شاملة ضد الاحتلال”، مشيدا بروح التضحية التي مثلتها “عرين الأسود”. و”عرين الأسود” مجموعات مقاومة فلسطينية، نشطت في مدينة نابلس ومحيطها، رداً على جرائم الاحتلال ومستوطنيه بحق الفلسطينيين وأراضيهم وممتلكاتهم، التي تتعرض لاعتداءات شبه يومية.
في الختام لا يخفى على أحد أن ظهور مجموعة "عرين الأسود" كرافد للمقاومة لقي تأييد الشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينية لخيار المقاومة حيث إن التأييد الشعبي الفلسطيني لخيار المقاومة وهتاف الجماهير باسم المقاومة، ما هو الا تعبير عن ثقتهم الكاملة بالمقاومة ورجالها في نابلس، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الوحدة الميدانية لكل مكونات الشعب الفلسطيني هي أهم عوامل الصمود والتحدي والقدرة على مواجهة سياسات الاحتلال الصهيونية، فمجموعة "عرين الأسود" أعادت تموضع الداخل الفلسطيني في قلب المعادلة الإسرائيلية وأصبح الإسرائيلي يقف اليوم أمام قلقين أولهما هو التضامن والتكافل الفلسطيني، وأما القلق الإسرائيلي الآخر هو الخوف من تحول الشعب الفلسطيني إلى حامي حمى المقاومة وخطها الخلفي فلقد عبّر المشهد مؤخراً عن التضامن الشعبي الكبير في جبهات المقاومة حيث إن العدو الغاصب بات يدرك أنه لا يمكنه الاستفراد بأي منها.