الوقت- تماشيًا مع أعمال الشغب الأخيرة التي استهدفت، بمشاركة أجهزة أمنية أجنبية وعناصر انفصالية، إضفاء الطابع السوري على إيران وضرب أمن واستقرار المواطنين، لم تقف المعارضة الخارجية مكتوفة الأيدي عن عمل كل ما في وسعها خلال هذا الوقت لإبقاء أعمال الشغب حية.
هذه التيارات الخارجية التي انفصلت عن الأمة الإيرانية منذ اليوم الذي تلا انتصار الثورة الإسلامية ولا علاقة لها بأمن إيران وتقدمها، بل تدعم العدوان الخارجي والعقوبات اللاإنسانية وبناء إيران من أجل تحقيق مكاسب سلطوية، قامت في الأسابيع الأخيرة، وبعد إنفاق مالي ضخم، من تنظيم مسيرات في أمريكا وكندا وألمانيا لجعل الشعب الايراني يعتقد أن كلمتهم مسموعة في الداخل والخارج أيضاً!
على الرغم من أن أعداء الأمة الإيرانية لم يتركوا شيئاً في العقود الأربعة الماضية لإسقاط راية القدرة التي تم رفعها ووقف تحركها نحو قمم التقدم وأن تصبح قوة ناشئة في العالم، إلا وفعلوه. ومن باب التندر، لا ضرر من ذكر أشياء قليلة عن زلات عروض السيرك المسماة "التجمع العالمي للإيرانيين" ، الذي حدث هذه الأيام برفقة العديد من مشاهير المعارضة المفلسين الذين لا يخجلون من الرقص أمام أمراء سعوديين وإماراتيين مقابل حفنة من الدولارات.
في البداية، خلف كواليس رواية وسائل الإعلام حول تجمعات المغتربين، تم بذل الكثير من الجهد لإظهار حجم هذا الحشد وكأنه غير مسبوق ويفوق التوقعات. بينما باستخدام حساب بسيط، يمكنك أن تفهم أن هذا السرد هو في الأساس كذبة. وحسب إحصائيات رسمية وغير رسمية، يعيش ما بين 6 و 10 ملايين إيراني (أصلي الانتماء) في الخارج. وعلى الرغم من حقيقة أن فناني ذلك السيرك، من الملكيين وأنصار نظام بهلوي إلى المنافقين والانفصاليين، قد استخدموا كل سلطاتهم وأنفقوا الكثير من المال لاستئجار أجانب لمدة ساعة فقط لحضور هذه التجمعات.. لم يحضر سوى 50000 نفر للتجمع. الآن هذا الرقم (الذي لا تعرف صلاحيته) لا يساوي حتى حضور بعض المسابقات الرياضية وحفلات المطربين الأجانب، إضافة إلى أن نسبة هذا العدد من إجمالي عدد الإيرانيين الذين يعيشون في الخارج لا تصل حتى 1٪.
ثانياً ، القادة الوهميون لهذه التجمعات، الذين بدؤوا بالفعل في التفكير في الصراع على السلطة والمشاركة فيها بعد الإطاحة بالنظام الحالي، لم يتمكنوا من عقد حتى تجمع بسيط دون جهد جهيد ومبالغ طائلة، فكيف يتوقعون مكانًا في وسط الناس داخل إيران؟
ثالثًا ، أين هو المظهر الموضوعي للوطنية الذي يتكرر مرارًا وتكرارًا من قبل منظمي هذه التجمعات؟ الملكيون الذين تجمعوا حول الشخص الذي فصل البحرين عن إيران في عهد والده ونظام بهلوي الدمية؟ أم الانفصاليون الذين رسموا خططا لتمزيق هذه الأرض وحملوا الأعلام الانفصالية في التجمعات؟ أم المنافقون الذين وقفوا إلى جانب البعثيين خلال الحرب الشاملة لنظام صدام وأنصاره الغربيين والعرب؟ أو من يدافع في الإعلام الأجنبي عن فرض مزيد من العقوبات على الأمة الإيرانية وإبعاد الرياضيين الإيرانيين عن الساحة العالمية؟ حيث طالبوا في هذه التجمعات أن يتم استبعاد المنتخب الإيراني لكرة القدم الذي تأهل إلى المونديال من هذه المسابقات.