الوقت - شهدت المقاومة المسلحة في الضفة الغربية تطورا فريدا في الآونة الأخيرة، حيث قُتل منذ بداية الأسبوع الحالي جنديان صهيونيان وجرح ثلاثة آخرون في تبادل لإطلاق النار بين جنود الكيان الصهيوني وفلسطينيين مقاتلين في القدس ونابلس.
وحسب تقرير "الجزيرة"، شهدت الضفة الغربية خلال شهر أيلول 833 عملية مقاومة بكل أنواعها، لكن أبرز ما في المقاومة الحالية في الضفة هو اندماج مقاتلين تابعين لحركة الجهاد الإسلامي وحماس مع مقاتلي "شهداء الأقصى"، المحسوبين على حركة فتح. ومن أبرز الجماعات المسلحة المذكورة "كتيبة جنين" و "عرين الأُسود" و "مخيم بلاطة"
وفي هذا الصدد أعلن صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن عرين الأسود تضم مقاتلين من كل الفصائل الفلسطينية وهدفها مقاومة الاحتلال. وأكد أن بشائر الانتفاضة الجديدة ظهرت في الضفة، ومن علاماتها وحدة النضال في الميدان
وقال "حسن خريشة"، أحد نواب المجلس التشريعي الفلسطيني، في هذا الصدد، إن الأوضاع في الضفة الغربية تتجه نحو انتفاضة مسلحة، ونتيجة لتصاعد عمليات المقاومة، أصبح الكيان الصهيوني قلقًا ومربكاً.
من جهة أخرى أعلن الباحث الفلسطيني "محمود جرابعة" أن الصراعات الشعبية والعمليات المسلحة في الضفة الغربية لم تتوقف منذ معركة "سيف القدس" بين المقاومة الشعبية والجيش الإسرائيلي في غزة في مايو 2021، ولا يوجد يوم لا تحدث فيه مواجهات مسلحة بين النشطاء الفلسطينيين وجنود الكيان الصهيوني.
وأضاف إن جيش الكيان الصهيوني تحول إلى سياسة اغتيال النشطاء في قلب المدن الفلسطينية التي تسيطر عليها منظمات الحكم الذاتي حتى يتمكنوا من وقف أنشطة المقاومة في الضفة الغربية.
ومع ذلك، يقول جربا، في رأيه، من غير المرجح أن تؤدي عمليات المقاومة الحالية في الضفة الغربية إلى انتفاضة مسلحة، لكن عمليات المقاومة الفردية ستستمر وتتزايد.
كما قال "عبد الله العقربوي" الباحث في العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية، إن الضفة الغربية تشهد بلا شك زيادة في إجراءات المقاومة واستراتيجيات الكيان الصهيوني في السنوات الخمس عشرة الماضية لقمع المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية قد فشلت.
وقال للجزيرة إن الأجيال الجديدة في فلسطين دخلت في سلسلة من عمليات المقاومة، وهذا يعني أن المقاومة في الضفة تتزايد. وأضاف العقربوي إن الضفة الغربية تشهد حاليًا تراخيًا سياسيًا وأمنيًا، ولم تعد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أو الأجهزة التابعة لمنظمات الحكم الذاتي قادرة على السيطرة على كامل الضفة الغربية، وهناك زوايا خارجة عن سيطرتهم، وانتشر السلاح في تلك الأماكن، وتشكلت مجموعات مقاومة.
على الرغم من تصاعد الهجمات الصهيونية في الضفة الغربية والاشتباكات المسلحة العنيفة مع الشباب الفلسطيني، قال جنرال صهيوني إن تل أبيب فقدت السيطرة على الضفة الغربية.