الوقت - بحثنا عن موضوع المرأة الإيرانية في غوغل، ورأيناها لا تأخذ حقها وليس هناك عدل في تصويرها! ويبدو الأمر كما لو أن وسائل الإعلام الأجنبية الناطقة باللغة الفارسية التي ترفع منذ فترة شعار دعم الفتيات الإيرانيات، عازمة على تشوية صورة إيران وفتياتها.
الفتاة الإيرانية بالنسبة لغوغل، هي مسرح الاضطرابات والحرب على الوطن والنزول إلی الشوارع. هذا الموقع الالکتروني قد أغمض عينيه عن مفاخر الفتاة الإيرانية وبطولاتها وتضحياتها من أجل الوطن، وأحلّ الحزن محل جميع ذلك، حتى لا يعرف العالم نساء وفتيات إيران الماجدات. واليوم العالمي للفتاة هو فرصة جيدة لإظهار الوجه الحقيقي لفتيات إيران.
فاطمة أسدي؛ الفتاة الكردية التي قدمت المعنی الحقيقي للمرأة والحياة والحرية
قلة من الناس قد سمعوا قصتها، ولم يعرف أحد قصة هذه الفتاة الكردية.
عندما وجدوا جسدها وتداول الناس قصتها، ذرفت عيونهم الدموع من مرارة قصتها، وظهرت على وجوههم ابتسامة الفخر من شرفها وحريتها.
عندما نزلت إلی الساحة أصبحت بطلةً لآلاف الفتيات؛ بطلة جسَّدت معنی المرأة والسعي من أجل الحياة والحرية. حيث وقفت ضد أعداء الثورة الإيرانية، نفس الأشخاص الذين كانوا منذ زمن بعيد، مثل الآن، يسعون لتفکيك إيران وتقسيمها، لكن بفضل أشخاص مثل "فاطمة أسدي"، فشلوا فشلاً ذريعاً.
كانت جالسةً في منزلها عندما أخبروها أن معارضي الثورة الإيرانية اعتقلوا زوجها. كان زوجها مغنياً؛ ارتدت حذاءً حديديًا وذهبت لتطلب حريته. ذهبت لتظهر اقتدار المرأة الكردية لأعداء الثورة الإيرانية.
وخلال هذه الفترة، كلما سنحت لها الفرصة، تحدثت إلى الناس عن الوجه الأسود لمعارضي الثورة في إيران، وفي كل مرة کانت ترى زوجها، كانت تقدم له نصيحةً واحدةً فقط: "لا تكن ضعيفًا أمام العدو وتنكسر، قاومهم بحزم وصلابة ودافع عن أفكارك ومعتقداتك. لأن الاستسلام لهذه العناصر الفاسدة خطيئة كبيرة لا تغتفر".
أرادوا 200 ألف تومان للإفراج عن زوجها، وظنوا أن هذا أمر مستحيل لفاطمة، لكنهم قللوا من شأن هذه الفتاة الكردية الإيرانية.
لقد باعت أغنامها وأحضرت 200 ألف تومان ووضعتها أمام معارضي الثورة الإيرانية، لكنهم کانوا قد عذبوا زوجها لدرجة أنه کان علی وشك الموت.
أسمعت فتاة كردستان احتجاجها إلى آذان القرويين، ومن خلال وصف العناصر المناهضة للثورة الإيرانية بالفاسدين، كسرت هيبتهم. لم تستطع هذه العناصر تحمل شجاعة فاطمة فأطلقوا عليها النار وقتلوها، وأعادوا زوجها إلى السجن. تحية لهذه الفتاة الإيرانية .. وتحية للمرأة الكردية!
الطبيبة التي دافعت عن إيران حتى اللحظات الأخيرة من حياتها
هل تتذكرون الأيام التي اجتاح فيها كورونا إيران؟ في تلك الأيام، في خضم تصاعد حالات كورونا، أصبحت صورة تضحيات الكادر الطبي مرهمًا على القلوب، ولا سيما صور فتيات إيران اللاتي جاهدن جنبًا إلى جنب مع الرجال في جبهة القتال ضد كورونا.
في ذلك الوقت، انتشرت في الفضاء الافتراضي صورة طبيبة إيرانية. إنها الدكتورة "شيرين روحاني راد" التي كانت تکشف عن المرضى جالسةً والمحلول الملحي في يدها.
كان ألمها لا يقل عن بقية المرضى، حتى أن ألم التعب كان يلقي بظلاله عليها بسبب العمل المضني، لكنها لم تكن تريد أن يبقى الخندق الإيراني فارغًا! ولما سألوها لماذا أتيت وأنت على هذه الحال؟ قالت: "جميع العاملين بالمستشفى منشغلون بعملهم، فاضطررت للحضور لأنه لم يكن هناك بديل عني".
وعندما يريد والدها أن يتحدث عنها يقول: "لم ترفض أي مريض في غرفتها. کانت تأخذ معها عدة ملابس وتبقى في المستشفى ليل نهار، حتى أننا لم نكن نعلم أنها أصبحت مريضةً. لم تخبرنا أنها قد أصيبت بالفيروس. کانت تتصل بنا كل يوم وتتحدث معنا. كنا نظن أنها بخير!"
دعوني أطرح سؤالي الأول مرةً أخرى، هل تتذكرون الأيام التي اجتاح فيها كورونا إيران؟ إن کنا نتذکر تلك الأيام ولم نعد نتعامل مع تلك الصعوبات، فهذا بفضل أطباء وطبيبات مثل الدکتورة الإيرانية "شيرين روحاني راد".
الفتاة التي رفعت العلم الإيراني في الساحة الرياضية العالمية مرات عديدة
عندما كانت في التاسعة عشرة من عمرها، خطت قدمها اليمنى على لغم أرضي وأصيبت. وعلى عكس كثير من الناس، لم يكن هذا الحادث نهاية الأمل والحياة بالنسبة لها.
بعد عامين فقط، دخلت مجال الرياضة وأصبحت تدريجياً إحدی أبرز اللاعبات في هذا المجال في إيران والعالم، لدرجة أنها حصلت على لقب قائدة منتخب إيران للكرة الطائرة جلوس وفازت بالمركز الثالث في دورة الألعاب الآسيوية في قوانتشو وإنشوان!
لقد رفعت هذه السيدة الإيرانية العلم الإيراني عدة مرات في مجال ألعاب القوى، وفازت بالميدالية الذهبية في بطولات آسيا والعالم! إنها "عشرت کردستاني" حاملة علم فريق إيران في أولمبياد ريو للمعاقين 2016.
على حد تعبيرها، منصة البطولة هي فرصة لتقديم علم بلادها وجلبابها للعالم! تقول: "في الواقع، الرياضة وسيلة بالنسبة لي لإظهار قيمي ومعتقداتي للعالم، ومعتقداتي هي الأولوية الأولى".
نعم، الفتيات الإيرانيات لا يسقطن علمهن أبدًا، بل يضحين بحياتهن لإظهار ذلك للعالم على منصات البطولة. إن هاجس الفتيات الإيرانيات هو الحرية وليس العري! والفتيات الإيرانيات لا يبعن بلادهن للأجانب.
عندما يعيد حب إيران الفتاة الإيرانية العبقرية من أوروبا!
عاشت "طناز بحري" في هولندا منذ أن كانت في العاشرة من عمرها، وهي الآن إحدی النخب الإيرانية.
حتى سنوات قليلة مضت، كانت رئيسة عيادة أمراض الدم بمستشفى "أراسموس" في روتردام بهولندا، لكنها استقالت وعادت إلى وطنها! فكان من المهم بالنسبة لها أن تخدم في بلدها، وأن يُقرأ اسمها بجانب اسم إيران.
تقول في إحدى مقابلاتها: "علي أن أدفع ديني لبلدي! يتم أخذ 45٪ من راتبي الشهري كضريبة ويتم إنفاق جزء كبير من هذه الضريبة على إرهابيين مثل "إسرائيل"، لقتل الأطفال المظلومين! لا أقبل هذا، يجب أن أعود إلى وطني، ويجب أن أدفع ديني إلى وطني!"
وعندما تتحدث عن إيران، تشبهها بسفينة نوح، وتقول: "أشعر أن من يصعد على هذه السفينة، فإن عاقبته ستکون خيراً".
نعم، فتيات إيران ينشطن ويعملن في أحضان الوطن، مثل السيدة طناز بحري التي رفضت العودة إلی هولندا رغم الإغراءات المالية الکبيرة، وفضَّلت البقاء في الوطن.