الوقت – تحدث السيد عبد الكريم الشرقي، عضو الجبهة الشعبية الفلسطينية ورئيس مركز الخطاب الفلسطيني، الذي حضر القمة الدولية الخامسة لإعلان التضامن مع الأطفال والمراهقين الفلسطينيين في طهران، عن تطور المقاومة في الضفة الغربية.
حيث قال العضو في قيادة الجبهة الشعبية الفلسطينية عن المقاومة في الضفة الغربية بعد اتفاق أوسلو: النقاش حول المقاومة في الضفة يحتاج الى وقت طويل، ولکن حسب ما لدينا من الوقت، يجب الانتباه إلى حقيقة أن أبناء الشعب الفلسطيني يتمسكون بأرضهم اليوم، ويواجهون الحيل التي مارسها المحتلون في فلسطين على مدى العقود الماضية.
وأضاف: بعد اتفاق أوسلو، نفذ "دايتون" خطةً خاصةً لخداع عقول الفلسطينيين وتطبيع العلاقات في فلسطين، والتي على أساسها، من خلال تغيير فهم الفلسطينيين ووعيهم، سيوصلهم إلى نقطة التسوية وتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني. لكننا نرى الأطفال الذين ولدوا بعد اتفاق أوسلو حملوا السلاح وبدؤوا عمليات فردية بأشكال مختلفة، للتأكيد على حقيقة أنه لا يمكن قبول المحتل والتعايش معه.
وقال رئيس مركز الخطاب الفلسطيني بخصوص التغيير في وضع العمليات الفردية في الضفة الغربية: "نرى اليوم أن العمليات الفردية في الضفة الغربية انتقلت إلى مرحلة خاصة، وهي مرحلة استخدام السلاح في العمليات الفردية. وأودّ أن أذكركم بأن الإمام الخامنئي(مد ظله الشريف) أكد منذ سنوات أن "الضفة الغربية يجب أن تصبح مسلحةً".
وأشار في هذا السياق إلى المشاكل والعقبات التي تعترض طريق تسليح الضفة الغربية، وأضاف: لا تحتاج الضفة الغربية إلى التسلح مثل غزة بسبب اختلاف ماهيتها الطبيعية عن قطاع غزة. ليست هناك حاجة ماسة للصواريخ في الضفة الغربية. الضفة الغربية بحاجة إلى الأسلحة الفردية. في الضفة الغربية، يجب أن يتعرض المستوطنون للضغط والملاحقة من قبل الشباب الفلسطيني حيث لا يتمتعون بالأمن. يجب أن يشعروا على الدوام بأنهم غير آمنين في الضفة الغربية، لأن القضية الأساسية بالنسبة للصهاينة هي الأمن، وهم دائماً ما يتابعون ذلك باعتباره قضيتهم الرئيسية والمحورية.
وقال الرئيس السابق لجمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية عن محاولة الصهاينة السيطرة على الضفة الغربية: في البداية بدأ الصهاينة المفاوضات بشعار "الأرض مقابل السلام". ومع مرور الوقت، غيروا طريقهم إلى شعار "الأمن مقابل السلام"، واليوم يتحدثون عن "الاقتصاد مقابل السلام". إنهم يريدون شراءنا بالخبز. لكن الشعب الفلسطيني رفض كل هذا، وأظهر للعدو أنه لا يوجد سبيل آخر سوى المقاومة من أجل تحرير فلسطين.
ورداً على السؤال بأن "بعض المحللين يعتبرون أن الضفة الغربية هي المفتاح لحرية فلسطين، فما هو تحليلكم وتقييمكم حول ذلك؟"، قال عبد الكريم الشرقي: تقع الضفة الغربية جغرافياً بالقرب من الأراضي المحتلة عام 1948. من ناحية أخرى، تقع القدس داخل الضفة الغربية. ولهذا السبب، مع اندلاع الانتفاضة، يمكن هزيمة المحتلين ومشاريعهم وطردهم من فلسطين.
وفي إشارة إلى الأهمية الاستراتيجية للضفة الغربية، أضاف: في نظر الصهاينة أيضًا، للضفة الغربية مكانة خاصة، ولهذا السبب قاموا بتوطين مئات الآلاف من المستوطنين - وكثير منهم من قوات الأمن - في هذه المنطقة، وهذا يدل على أهمية هذه المنطقة. إنهم يحاولون دائمًا تقسيم فلسطين إلى أجزاء، حتى يكون هناك خلاف بين هذه الأجزاء، لكن الشعب الفلسطيني، معتمداً على المقاومة، طرد المحتلين من قطاع غزة، وهو يعرف الآن جيداً أن السبيل الوحيد لتحرير فلسطين هو المقاومة، وهو دائماً يعتمد على هذا الخيار.
واعتبر عضو المكتب المركزي للجبهة الشعبية الفلسطينية توسيع نطاق المقاومة سببًا لانتصار الشعب الفلسطينية، وقال: إن الشعب الفلسطيني يعرف جيدًا أن تطوير المقاومة بدعم من الجمهورية الإسلامية وفصائل المقاومة الأخرى مثل حزب الله، هو الذي يمكنه تحرير فلسطين. وتطور المقاومة في العراق وسوريا واليمن ولبنان، سينتهي بالتأكيد بانتصار الشعب الفلسطيني وتحرير الأرض الفلسطينية.