الوقت - مع بدء الاضطرابات داخل إيران في الأيام الأخيرة، انتهز أعداء الجمهورية الإسلامية الفرصة وحاولوا الانتقام لهزائمهم من هذا البلد.
إضافة إلى الدول الغربية والکيان الصهيوني، الداعمين دائمًا للتمردات الداخلية في إيران، بدأت بعض الجماعات المناهضة للثورة الإيرانية بالتخريب وانعدام الأمن على الحدود، ولکنهم تلقوا أخيرًا الردّ المناسب علی تحركاتهم.
وفي هذا الإطار، استهدف الحرس الثوري يوم الأربعاء(6 تشرين الأول) مقر جماعة كوملي الإرهابية في إقليم كردستان العراق. وفي هذه العملية التي نفذتها وحدات مقر حمزة سيد الشهداء، تكبد الإرهابيون خسائر فادحة في الأرواح. وكما اعترفت مجموعة كوملي، قُتل العديد من الأشخاص في هذه الهجمات التي تمت بالصواريخ والطائرات دون طيار، وألحقت الكثير من الأضرار بمنشآتهم.
من أجل النظر في أبعاد هجمات إيران على قواعد الجماعات المناهضة للثورة في إقليم كردستان، تحدث "الوقت" مع السيد صباح زنكنه، الخبير في شؤون غرب آسيا.
الوقت: بالنظر إلى أن هجمات الحرس الثوري الإيراني على مقر جماعة كوملي في إقليم كردستان العراق، تزامنت مع الاحتجاجات الأخيرة داخل إيران، ما هي أهداف ورسائل هذا الإجراء لهذه الجماعات في الوقت الحالي؟ وهل لهذا الهجوم علاقة بالاضطرابات الداخلية أم لا؟
السيد صباح زنكنه: على ما يبدو، بعد مقتل مهسا أميني، الذي أدى إلى اندلاع احتجاجات داخل إيران، حاولت بعض الجماعات الکردية المعادية استغلال هذا الحادث وتحريض الأهالي في المناطق الكردية. كما أصدرت هذه المجموعات إعلانات وبيانات مؤيدة للفوضى في المدن الإيرانية. وأظهرت الإعلانات التي نشرتها هذه المجموعات، أنهم يحاولون استغلال أصغر حادثة في إيران، والعمل على إثارة وتحفيز الناس.
كما قامت هذه المجموعات بتجهيز وتدريب عدد من الأشخاص داخل إيران، للقيام بأعمال تخريبية في المحافظات الكردية والمدن الكبرى مثل طهران وتبريز وأصفهان. تم اعتقال عدد من هذه الفرق المدربة التي تم إرسالها إلى بعض المناطق، وتم العثور على الأسلحة التي أعطيت لها وصادرتها المخابرات الإيرانية وقوات الأمن، ولم يتمكن هؤلاء الأشخاص من تنفيذ عملياتهم. لذلك، وللتحذير من مثل هذه التحركات وأعمال التخريب، تمت مهاجمة تجمعات هذه الجماعات في إقليم كردستان لتحذيرها لوقف التخريب الذي تمارسه، كما أن هذه الهجمات كانت بمثابة تحذير لسلطات إقليم كردستان بعدم استضافة هذه الجماعات بعد الآن.
الوقت: بالنظر إلى تنفيذ عدة هجمات على مقار هذه المجموعات من قبل الحرس الثوري الإيراني في السنوات الأخيرة، ما الفرق بين الهجمات الأخيرة من حيث النوعية والأهداف والعمليات مقارنةً بالعمليات السابقة؟
السيد صباح زنكنه: للأسف، تسبب وجود هذه المجموعات في مناطق إقليم كردستان، في الكثير من المتاعب لكل من الشعب الكردي في الإقليم والمدن الكردية في إيران. تحركات وأنشطة هذه الجماعات، بدلاً من معالجة مشاكل الناس وحلها، تحرض الناس على القيام بأعمال التخريب وتهريب الأسلحة في المدن والقرى.
العمليات السابقة التي نفذتها القوات الإيرانية في المنطقة كانت لمواجهة وجود فرق من الکيان الصهيوني التي تتردد إلی كردستان العراق، وبعضها يتمركز في هذه المنطقة ويتآمر على إيران والعراق، وكذلك يحرض الناس ويخلق حالةً من عدم الأمان.
من ناحية أخرى، كان جزء من عمليات إيران مرتبطًا بقواعد أمريكية في إقليم كردستان، وهذه هي أنواع الإجراءات التي اتخذها الحرس الثوري تحت عنوان الإنذار، وبطبيعة الحال لا يمكن للشعب والسلطات الإيرانية أن تتسامح مع وجود هذه الجماعات في حدود البلاد، الذين لا يريدون لشعب إيران وشعوب الدول الأخرى في المنطقة السلام والأمن. لذلك، يجب أخذ هذه التحذيرات على محمل الجد، ويجب على الأکراد إصلاح شؤونهم والمساعدة على إحلال السلام في كردستان. لأنه دون السلام لن يكون هناك تطور وتقدم، كما أن خلق حالة من انعدام الأمن والاضطراب سوف يضر الأكراد.
الوقت: قبل الهجمات على هذه العصابات، هل كانت هناك أي مشاورات بين السلطات الإيرانية وسلطات أربيل، وخاصةً الحزب الديمقراطي وعائلة بارزاني؟ وهل قدمت إيران أدلةً لأربيل حول مؤامرة وأنشطة هذه العصابات من أجل السيطرة على أنشطتها؟ وإذا كانت هناك مشاورات، فلماذا كان قادة إقليم كردستان غير مبالين بهذا الموضوع؟ ألا يملكون القدرة على التعامل مع هذه الجماعات، أم إنهم يسعون وراء أهداف أخرى بسبب وجود هذه المجموعات وأفسحوا لهم المجال عن قصد؟
السيد صباح زنكنه: نظراً للوضع غير المستقر في إقليم كردستان، هناك مشاورات مستمرة حول علاقات هذا الإقليم ببغداد أو علاقاته مع جيرانه من أجل تفادي التوترات؛ ومن خلال التنسيق والتعاون، يمكن تطوير الإقليم وتنمية المناطق المحيطة الأخرى. دور البارزانيين فعال جدا في هذا المجال، ودور الأحزاب الكردية الأخرى مهم أيضاً، وبقدر ما تفكر أحزاب إقليم كردستان في مسألة الأمن والتنمية لإقليمها، فإنهم سيساعدون على منع وجود القوى المدمرة التي تخلق التوتر.
لذلك، من الضروري مواصلة هذه المشاورات، وقد أدت التجربة التي مرّ بها مسعود بارزاني في تاريخ حياته، إلى الاعتقاد بأن جمهورية إيران الإسلامية عملت لمصلحو شعوب المنطقة وستواصل القيام بذلك في المستقبل ولم تسعَ أبدًا إلى التوتر، ولن تتسبب إيران في خسائر لهم وقد عملت دائمًا لمصلحة توفير المصالح المشتركة، وستواصل السير على هذا الطريق.
الوقت: ما هي الجماعات التي استهدفتها إيران في إقليم كردستان بالضبط؟ على الرغم من أن الحرس الثوري الإيراني قد أعلن أنه استهدف مجموعة كوملي، ولکن يبدو أنه إضافة إلى كوملي، فإن الجماعات الإرهابية الأخرى مثل حزب العمال الكردستاني(PKK) وجماعات أخرى تنشط أيضًا في هذه المنطقة.
السيد صباح زنكنه: معظم قوات بيجاك وكوملي موجودة في إقليم كردستان، وتنشط ضد إيران وتخلق أكبر قدر من الاضطراب وانعدام الأمن بالقرب من حدود إيران، وهم يحاولون الحصول علی دعم أمريكا والکيان الصهيوني بأنشطتهم. وتدل هذه التحركات على أن هذه الجماعات ابتعدت کثيراً عن معتقداتها وأهدافها الاشتراكية ومزاعمها بمساعدة الشعب، وهي في الواقع تعمل ضد مصالح الأکراد. وأولئك الذين خدعتهم هذه الجماعات وظنوا أن بإمكانهم التعاون مع هذه الجماعات، يجب عليهم التفكير في أفعالهم والعودة من هذا النوع من التفكير.
الوقت: ما هي رسالة وتحذير هجوم الحرس الثوري الأخير على هذه المجموعات، للصهاينة الذين يتآمرون على الأمن القومي الإيراني في إقليم كردستان؟
السيد صباح زنكنه: هذا النوع من الرد والأعمال العسكرية، يظهر جدية الجمهورية الإسلامية في التعامل مع التحركات الأجنبية ضد الأمن القومي. وعلى الرغم من أن إيران أظهرت أن لديها تسامحًا أكبر في مواجهة مثل هذه الأنشطة التخريبية، إلا أنها لن تتسامح مع ذلك عندما يتضرر أمن إيران ومصالحها الوطنية وحتى أمن دول المنطقة، وسترد على الفور وبشكل حاسم، وعودة السلام والأمن ضرورية للغاية، وعلى الصهاينة والجماعات الأخرى أن تأخذ رسالة هذه الهجمات على محمل الجد.