الوقت- أكد مندوب سورية الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في فيينا السفير الدكتور حسن خضور في بيان ألقاه أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن البند 12 المتعلق بتطبيق ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في منطقة الشرق الأوسط “ترى سورية أنه قد حان الوقت للمجتمع الدولي كي يقف في وجه سياسة التغاضي عن الممارسات الإسرائيلية الخطيرة وأن يتخذ قراراً واضحاً وخطواتٍ عمليةٍ جادة من أجل إلزام إسرائيل بالانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وإخضاع جميع منشآتها لتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية دون قيد أو شرط”.
ولفت خضور إلى أنه “منذ اعتماد القرار المتعلق بالشرق الأوسط في مؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار عام 1995 والذي تم على أساسه التمديد اللانهائي للمعاهدة لم يتم اتخاذ خطوات عملية نحو إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وكافة أسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط رغم كل المبادرات التي طرحت لتحقيق هذا الهدف وذلك بسبب مواصلة "إسرائيل" تحديها للمجتمع الدولي عبر رفضها الانضمام للمعاهدة كدولة غير حائزة مستندة في ذلك إلى دعم مطلق من حلفائها”.
وأشار الدكتور إلى أن تهرب “إسرائيل” من الانضمام لمعاهدة عدم الانتشار النووي يعطي مؤشراً واضحاً على أنها تضرب بعرض الحائط الإرادة الدولية والإقليمية الشاملة لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل.
وندد خضور بانحياز الولايات المتحدة لـ “إسرائيل” واتباعها سياسة المعايير المزدوجة بخصوص انتشار أسلحة الدمار الشامل وقال إن “الولايات المتحدة الأمريكية وهي دولة نووية وديعة للمعاهدة تبدي الاهتمام والحماس بشأن مسائل منع انتشار أسلحة الدمار الشامل لكن عندما يتعلق الأمر بإسرائيل وترسانة سلاحها النووي والكيميائي يختفي هذا الحماس ويتحول إلى سعي لإيجاد المبررات والذرائع”.
وأوضح أن الولايات المتحدة رغم أنها إحدى الدول الثلاث الراعية لقرار الشرق الأوسط لعام 1995 فإنها تعيق وبشتى السبل كل الخطوات الرامية إلى تنفيذه لحماية مصالح “إسرائيل”.
وأشار السفير خضور إلى أن عدوان “إسرائيل” في أيلول عام 2007 على منطقة في محافظة دير الزور قد تم استخدامه منصة للهجوم على سورية بهدف تشويه صورتها وممارسة الضغوط السياسية عليها ومحاصرتها بدلاً من أن تتم إدانته بقوة كونه يمثل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي.
ولفت السفير خضور إلى أن إقرار “إسرائيل” الرسمي المتأخر بالمسؤولية عن عدوانها على سورية يحتم عليها التعاون مع الوكالة للكشف عن حقيقة التلوث الذي أحدثته قذائفها مشدداً على أنه ما لم تتعاون “إسرائيل” القوة المعتدية مع الوكالة فإن أي مناقشة لهذا الموضوع ستبقى دون جدوى.
وأكد مندوب سورية الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في فيينا أن سلوك “إسرائيل” العدواني في المنطقة وبقاءها بما تمتلكه من قدراتٍ نووية خارج إطار معاهدة عدم الانتشار واتفاق ضمانات شاملة مع الوكالة يمثل خطراً جسيماً على نظام عدم الانتشار حيث تستغل “إسرائيل” الظروف والأوضاع في المنطقة وتقوم وبشكل متكرر بإلحاق أضرار كبيرة ضد المدنيين والعسكريين.
وأوضح أن رفض “إسرائيل” لجميع المبادرات الداعية لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط يجعلها تهدد الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وفي ضوء كل ذلك فإن “إسرائيل” غير مؤهلة على الإطلاق للحديث عن حالات عدم الامتثال للمعاهدة أو الالتزام بالمعايير الدولية التي تنتهكها في كل يوم.
وأكد السفير خضور أن سورية كانت وستبقى ملتزمة بالتعاون الكامل والبناء مع الوكالة وفقاً لالتزاماتها بموجب معاهدة عدم الانتشار واتفاقية الضمانات الشاملة الموقعة مع الوكالة.
وفيما يتعلق بمسألة “القدرات النووية الإسرائيلية” قال السفير خضور إنه منذ عقود وحتى يومنا هذا تعمل “إسرائيل” على تعزيز قدراتها العسكرية النووية بشكل سري وبعيداً عن أي رقابة دولية وقد عملت بعض الدول الغربية على تزويدها بمفاعل ديمونة الذي ينتج أسلحة نووية بالإضافة إلى تزويدها بالمواد والتكنولوجيا النووية التي مكنتها من امتلاك ترسانة هائلة من الرؤوس النووية ووسائل إيصالها.
وأشار السفير خضور إلى أن بعض الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية تناقض مواقفها إزاء قضايا منع الانتشار وتمارس ازدواجية واضحة في المعايير وذلك حين تتغاضى عن امتلاك “إسرائيل” لقدرات نووية وعن التقارير التي تفيد بإجراء “إسرائيل” أعمال توسيع لمفاعلها النووي كما توفر لها كافة أشكال الحماية وتبقيها خارج أي مساءلة دولية.