الوقت – استعرض حسن كاظمي قمي، الممثل الخاص للرئيس الإيراني لشؤون أفغانستان، آخر التطورات في أفغانستان في برنامج إخباري خاص مساء الأحد الماضي.
وفي إشارة إلى جرائم أمريكا في أفغانستان خلال العقدين الماضيين، قال كاظمي قمي: اليوم إنتاج الكهرباء في أفغانستان 300 ميغاواط، وتوزيع الكهرباء ما بين 700 و 1000 ميغاواط، والتي يتم توفيرها من دول الجوار. لذلك، في ظل هذه الظروف، لن يكون لهذا البلد صناعة وخدمات، وهذا ما فعله الأمريكيون.
وحول نتائج وجود القوات الأمريكية في أفغانستان، قال: "لا شك أن الأمريكيين فشلوا في أفغانستان، وهذا الفشل يعود لعدة أسباب. في البداية كانت هناك مقاومة قام بها المجاهدون، بما في ذلك طالبان، ضدهم، وهذه حقيقة".
وأضاف: الموضوع الثاني وهو الأهم هو عدم ثقة الناس بالأميركيين، والثالث عدم اهتمام الأمريكيين بأعراف المجتمع، بما في ذلك القضايا الثقافية والمصالح الوطنية الأفغانية.
وذكر قمي أن القوات الأمريكية والقوات المتحالفة، بما في ذلك الناتو، کان لديها أكثر من 150 ألف جندي في أفغانستان، لكن الأمريكيين ليسوا على استعداد لتوفير مصالح الآخرين، وهو ما حدث في أفغانستان.
وقال الممثل الخاص للرئيس الإيراني لشؤون أفغانستان: إن الأمريكيين لم يسمحوا بتشكيل جيش محترف ضد الإرهابيين، كما أوقفوا مقاومة الشعب الذي وقف ضد الجيش الأحمر.
وتابع: لقد سعت أمريكا لإثارة الفوضى بعد مغادرتها أفغانستان، وهي کانت ترفع شعار "محادثات أفغانية أفغانية"، لكن عندما ننظر إلى الأمر، ما لم يكن مهمًا بالنسبة للأمريكيين هو هذا النوع من المفاوضات.
وأكد كاظمي قمي: الأمريكيون هزموا وفروا، لكن هذا لا يعني أنهم تخلوا عن أفغانستان. وقال: إن الأمريكيين واصلوا شرهم بعد مغادرتهم، وادعاء الولايات المتحدة بشأن محاربة الإرهاب هو ادعاء كاذب.
وصرح الممثل الخاص للرئيس الإيراني في شؤون أفغانستان: الأمريكيون هم صانعو الإرهاب. وحسب اعتراف الأمريكيين، فإن داعش هو صنيعة أمريكية.
وقال كاظمي قمي: بعد هروب الأمريكيين من داخل أفغانستان نشهد ظهور داعش، والآن بمساعدة الأمريكيين يتم جلب بعض قادة وعناصر داعش إلى أفغانستان من مناطق أخرى.
وتابع: "للأسف تعاونت بعض عناصر الجهاز الأمني للحكومة السابقة في بعض التفجيرات الكبيرة".
وذکر الممثل الخاص للرئيس الإيراني لشؤون أفغانستان: اليوم، ما زالت أفغانستان مهمةً بالنسبة لأمريكا، ولهذا لن يتركوا أفغانستان تتجه نحو أمن واستقرار.
وأضاف: إن الأمريكيين يعتبرون تحرك أفغانستان نحو البناء يعني وجود الدول المنافسة لأمريكا، بما في ذلك الصين وإيران.
وقال كاظمي قمي: الأمريكيون هم أكبر داعمي داعش اليوم. داعش يخلق داخله مجموعات إرهابية أخرى يدعمها الأمريكيون. وأضاف: "شهدنا خلال العام الماضي التوسع الهيكلي والتنوع العملياتي لتنظيم داعش، وتحركه نحو الحدود".
وصرح الممثل الخاص للرئيس الإيراني لشؤون أفغانستان: أمريكا تنظم مجموعةً تحت عنوان جبهة المقاومة، وهذا كذب. أي باسم المقاومة تسعى إلى خلق فوضى داخلية.
وأشار كاظمي قمي إلى أن الإجراء الآخر للأمريكيين يتمثل في تدريب وتنظيم جزء كبير من القوات العسكرية للنظام السابق، وهم ينظمون نحو 7 آلاف من هؤلاء الأفراد داخل الولايات المتحدة لاستخدامهم في خطط مستقبلية.
وأكد كاظمي قمي: الأمريكيون يحاولون خلق حروب دينية بين الشيعة والسنة، وكذلك بين الأعراق. وتابع: "كما حاول الأمريكيون خلق الاشتباك بين طالبان والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومن القضايا التي كانت إحدى سياساتنا المركزية عدم اتباع خطة الأمريكيين هذه".
وقال الممثل الخاص للرئيس الإيراني لشؤون أفغانستان: "خلال وجود أمريكا في أفغانستان، تم تشكيل 5000 مختبر لإنتاج المخدرات الصناعية، ولعب الأمريكيون والمافيات التابعة لأمريكا دورًا رئيسيًا في تشكيل هذه المراكز".
وأضاف: إن نوع الخشخاش الذي يتم إنتاجه في أفغانستان هو النوع البريطاني، وتمكن زراعته ثلاث مرات في السنة، وبالتالي فإن المافيا البريطانية والأمريكية والشركات التابعة هي الأكثر دخلاً من المخدرات. وهذا تسبب في أن يصبح 10٪ من السكان الأفغان مدمنين على المخدرات، وهي إحدى المشاکل الاجتماعية والاقتصادية للشعب الأفغاني.
وفي الختام أكد كاظمي قمي: الأمن المستدام يعتمد على حكومة تشاركية، ودور الدول المجاورة هو المساعدة في بناء أفغانستان جديدة. ولا ينبغي لمحتل الأمس أن يدخل أفغانستان اليوم في شكل إعادة إعمار وبناء.