الوقت- من المعروف للجميع أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية تعمل على ارتكاب جريمة الفصل العنصري ضد الفلسطينيين. حيث إن كيان الاحتلال الصهيوني يفرض نظام اضطهاد وهيمنة على الشعب الفلسطيني أينما تملك السيطرة على حقوقه. وهذا يشمل الفلسطينيين المقيمين في الأراضي الفلسطينية المحتلة،فنظام الفصل والتميز العنصري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين: نظامٌ قاسٍ يقوم على الهيمنة وجريمة ضد الإنسانية حيث إن عمليات الاستيلاء الهائلة على الأراضي والممتلكات الفلسطينية، وأعمال القتل غير المشروعة، والنقل القسري، والقيود الشديدة على حرية التنقل، وحرمان الفلسطينيين من حقوق المواطنة والجنسية تشكل كلها أجزاءً من نظام يرقى إلى مستوى الفصل العنصري بموجب القانون الدولي.في ظل التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة حول التمييز الذي يقوم به الكيان الصهيوني تجاه أبناء الشعب الفلسطيني، تغض الولايات المتحدة الامريكية النظر عن تلك التقارير التي تدين الكيان الصهيوني وتتجاهلها.
تمييز عنصري ضد الفلسطينيين
إن التمييز ضد الفلسطينيين أصبح علنيا ومنظماً، ويستمر الاحتلال الإسرائيلي القائم منذ نصف قرن في التناقض مع المساواة في الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان للفلسطينيين، في حين أن استجابة المجتمع الدولي لا تزال تعكس معايير مزدوجة فظيعة. في هذا السياق قالت لجنة تحقيق كلفها مجلس حقوق الإنسان الأممي إن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والتمييز ضد السكان الفلسطينيين هما "السببان الجذريان" للتوترات المتكررة وعدم الاستقرار في المنطقة، واعتبرت أن هذا "مؤشر على الطبيعة غير المتكافئة للنزاع وواقع دولة محتلة لدولة أخرى".
من جهةٍ اخرى ، قال عضو لجنة التحقيق ميلون كوثاري في البيان: "يشير استعراضنا لنتائج وتوصيات آليات وهيئات الأمم المتحدة السابقة بوضوح إلى أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي تماشيا مع قرارات مجلس الأمن بشكل كامل، أساسي لوقف دوامات العنف المتكررة". وأشار التقرير إلى أن الوثيقة التي تضم 18 صفحة عرضت قبل نشرها على السلطات الفلسطينية والإسرائيلية.
انتهاكات لحقوق الإنسان قام بها الكيان الصهيوني منذ 13 نيسان 2021.
أنشأ مجلس حقوق الإنسان لجنة التحقيق الأممية بشأن انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل منذ 13 أبريل/نيسان 2021. وترى الدولة العبرية التي تتهم لجنة التحقيق أنها "ناشطة مناهضة لإسرائيل" أن التحقيق "تجاهل الأسباب الحقيقية التي دفعت إسرائيل إلى الدفاع عن مواطنيها ضد المنظمات الإرهابية الفتاكة التي ترتكب جريمة حرب مزدوجة: إطلاق النار على المدنيين الإسرائيليين من مناطق مدنية في غزة".بدورها، أكدت الولايات المتحدة، الحليف القوي لإسرائيل، والتي عادت إلى المجلس في عهد الرئيس جو بايدن بعد انسحابها منه خلال عهد دونالد ترامب، أنها "تعارض بشدة" تقرير اللجنة التي اعتبرتها "منحازة". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكي نيد برايس في بيان إن "وجود لجنة التحقيق في شكلها الحالي هو استمرار لنمط طويل الأمد يستهدف إسرائيل بشكل غير عادل".
دعم الولايات المتحدة المطلق لـ "إسرائيل"
أبدت العديد من التقارير الحقوقية انزعاجاً شديداً إزاء دعم حكومة الولايات المتحدة التلقائي المطلق للكيان الصهيوني. حيث دعت العديد من التقارير الولايات المتحدة إلى الكف عن دعم فوضوية الكيان الصهيوني. حيث تظهر الحقيقة واضحة للعيان بأن الدعم الذي تقدمه حكومة الولايات المتحدة للكيان الصهيوني ، يساعده على المضي قدماً في سياسة التمييز العنصري ضد أبناء الشعب الفلسطيني وهنا يمكن الاستدلال بحرص الرئيس السابق دونالد ترمب في السنوات الأخيرة على إطلاق يد الكيان الصهيوني لفعل ما يشاء دون ضابط أو رابط سببا في تشجيع العنصرية المتطرفة داخل أجزاء من المجتمع الإسرائيلي، إلى جانب شعور بين القادة الإسرائيليين بأن أي إساءة يرتكبونها أو يتغاضون عنها لن تزعزع دعم حكومة الولايات المتحدة لهم. وأصبح استحضار لغة الكراهية، والإقصاء العنصري، والمذبحة المنظمة، شديد السهولة بين المنتمين إلى اليمين الإسرائيلي.
في الختام من الواضح أن السياسة الإسرائيلية في التعامل مع عرب "إسرائيل" وفلسطين المحتلة تقوم على التمييز العنصري الذي تدعمه الولايات المتحدة الامريكية، فسلطات الاحتلال الإسرائيلية تعمل بشكل منهجي على التمييز ضد الفلسطينيين. وتوضح القوانين والسياسات والتصريحات الصادرة عن كبار المسؤولين الصهاينة أن هدف الحفاظ على السيطرة الإسرائيلية اليهودية على التركيبة السكانية، والسلطة السياسية، والأرض، كان يوجه منذ فترة طويلة سياسة الحكومة. وفي السعي إلى تحقيق هذا الهدف، قامت السلطات بنزع ممتلكات الفلسطينيين، وحبسهم، وعزلهم وفصلهم قسرا، وإخضاعهم بحكم هويتهم بدرجات متفاوتة الشدة. وفي مناطق بعينها.
من جهةٍ اخرى تظهر ازدواجية الولايات المتحدة الامريكية الداعمة للممارسات العنصرية ضد أبناء الشعب الفلسطيني وهنا يسقط قناع الولايات المتحدة الامريكية ويكشف الوجة القبيح لازدواجية المعاير التي تتعامل بها الولايات المتحدة الامريكية حيث يبدو أن أشكال الحرمان هذه شديدة القسوة. فماذا عن الإجراءات التي تمارسها سلطات الاحتلال الاسرائيلي ضد ابناء شعب فلسطين بعلم ومساعدة الولايات المتحدة الامريكية لم ترق إلى جرائم ضد الإنسانية ؟.
في الحقيقة كل الحكومات الامريكية المتعاقبة تتبع السياسية نفسها في ازدواجية المعاير فيما يخص التمييز العنصري التي تقوم بها سلطات الاحتلال الصهيوني بل إن الكيان الصهيوني ، يعتمد فعلياً على ما تزوده به الولايات المتحدة من الذخيرة والدعم المالي.