الوقت- يعيش اليمن أوضاعاً إنسانية صعبة منذ حوالي ثماني سنوات، الوضع السيْ في اليمن هو بفعل العدوان السعودي الإماراتي على هذا البلد، فقد دمرت طائرات التحالف الذي تقوده السعودية كل مقومات الحياة الإنسانية، إضافة إلى ذلك فقد ارتكب التحالف أبشع الجرائم بحق الشعب اليمني، فحجم المعاناة في اليمن المحاصر كبير، والظروف المعيشية والأمنية في غاية الصعوبة، حيث اجتمع كل من الحصار والقصف الوحشي على الشعب اليمني من قبل التحالف السعودي الإماراتي، وفي ظل كل المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني، تجد حالات الوفاة متزايدة بسبب القصف العشوائي لطائرات التحالف، إضافة إلى ذلك فإن الامراض التي انتشرت في اليمن والتي عانى المصابون بها من نقص الدواء، حيث عمل التحالف كنوع من العقاب الجماعي على منع دخول الدواء إضافة إلى منع دخول الغذاء والماء واحتياجات عشرات الملايين من المدنيين داخل البلاد .
في ظل الحصار الخانق على الشعب اليمني والمجازر التي ترتكب من قبل تحالف العدوان في اليمن، نرى صمتا مريبا للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي تجاه مايحدث في اليمن، حيث إن هناك سكوتا واضحا من قبل الأمم المتحدة عن الجرائم التي ترتكبها السعودية وتحالفها في اليمن، فالأمم المتحدة لم تحرك ساكناً خلال كل السنوات التي مضت، وهذا ماجعل التحالف السعودي الإماراتي يستمر في جرائمه تجاه الشعب اليمني، وهنا لابد من القول إن الأمم المتحدة تتحمل مسؤولية كبيرة في تدهور الوضع الإنساني في اليمن، فعلى الرغم من قدرتها على التحرك لإنقاذ المرضى بإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية أو بإخراج هؤلاء المرضى للعلاج في مستشفيات خارج اليمن، إلا أنها مكتفية بالتنقل في مشاعرها بين التباكي عن الأوضاع في اليمن إلى التضليل للرأي العام بقرب نهاية العدوان عللى اليمن .
الأمم المتحدة ودول العدوان تتحمل مسؤولية عرقلة مسار الهدنة
في الوقت الذي دخلت فيه الهدنة في اليمن حيز التنفيذ والتي أعلنها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ انها ستكون لمدة شهرين قابلة للتمديد. وتضمنت الهدنة اتفاق الاطراف اليمنية على وقف العمليات العسكرية الجوية والبرية والبحرية داخل وعبر حدود اليمن، إضافة إلى التوافق على دخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة واستئناف الرحلات التجارية من مطار صنعاء. شعر الناس أن هناك انفراجة قريبة، حيث لاقت هذه الهدنة ترحيبا عربيا ودوليا كونها فرصة لتحقيق السلام .وبعد أن شارفت الهدنة المعلنة التي تقودها الأمم المتحدة على نهايتها لم يلتزم التحالف ببنود الهدنة ولم تلتزم الاممم المتحدة بمراقبة الوضع ووضع حد للتجاوزات السعودية وهذا بحد ذاته يعتبر مماطلة من الامم المتحدة فهي لم تحرك ساكناً وإنما تعمل على التستر على انتهاكات التحالف .
وفي هذا السياق حمّل عضو الوفد الوطني اليمني المفاوض عبدالملك العجري الأمم المتحدة ودول العدوان مسؤولية عرقلة مسار الهدنة العسكرية والإنسانية التي شارفت على نهايتها.وقال العجري " إن دول العدوان لم تثبت حتى الآن جدية تجاه السلام، وهي تتلذذ بمعاناة الشعب اليمني، وهي ترغب في عرقلة أي مصلحة للشعب اليمني" من جهةٍ اخرى أكد العجري أن الموافقة على اتفاق الهدنة كان لقطع الطريق أمام ذرائع العدوان التي كانت تزعم أن صنعاء ترفض دعوات السلام. ولفت إلى أن اتفاق الهدنة مثل اختبارا لنوايا دول العدوان، وكشف زيف دعواتها إلى السلام .وأوضح أن تحالف العدوان تذرع منذ البداية بأعذار مختلفة لعرقلة فتح مطار صنعاء الدولي، لافتا إلى أن المستفيد من فتح مطار صنعاء هم الطلاب والمرضى، ومع ذلك يعرقلون فتح المطار. وذكر أن أداء الأمم المتحدة مخيب للآمال، ولم يتوقع أن تعجز عن رعاية الهدنة حتى تنفيذها، موضحا أن الطرف الوطني وافق على الهدنة لتخفيف معاناة الشعب اليمني، لكن أداء الطرف الآخر يؤكد صوابية الموقف تجاه رفع الحصار .وأضاف بالقول: حاولنا ضبط النفس لتكون الحجة واضحة أمام الجميع على دول العدوان، ومع ذلك تستمر العراقيل. وأوضح العجري أن تحالف العدوان يريد وقف الأعمال العسكرية حتى لا تتعرض بلدانهم للقصف ثم يبقون اليمن تحت واقع الأزمة لتفجير الأوضاع من الداخل .وذكر أن مرتزقة العدوان لا يملكون أي قرار في الحصار، وأن دول العدوان هي المسؤولة والمعنية حتى لو حاولت أن تضع مرتزقتها في الواجهة .وبين أن الهيئات التابعة لمرتزقة العدوان تم تشكيلها عبر قوى أجنبية وهي لا تمثل الشعب اليمني ولا تمت له بأي صلة .ولفت إلى أن أغلب دول العالم تتعامل مع الجوازات الصادرة من مختلف محافظات الجمهورية اليمنية.
سكوت الأمم المتحدة ومجلس الامن شرعن العدوان على اليمن
لقد شرعن مجلس الأمن الدولي الحرب على اليمن بعد وقوعها وسكت وبرر الحصار الظالم والجائر على الشعب اليمني وهو مازال إلى اليوم يواصل هذا النهج الإجرامي، من جهةٍ اخرى لا يخفى على احد أن الامم المتحدة تستغل الأوضاع المأسوية والكارثية في اليمن وخاصة فيما يتعلق بالحديث عن الجوع وتسرب الأطفال من المدارس وتشريد الأطفال أو استخدامهم كما قالت المسؤولة عن منظمة اليونيسف سابقاً، فبعد ثمان سنوات من الحرب العدوانية الظالمة على الشعب اليمني لم تقدم الامم المتحدة إلا دموع التماسيح ، حيث تجاهلت فك الحصار عن مطار صنعاء الدولي .. و إدانة الجرائم السعودية الإماراتية في اليمن ، وكل تصريحات الأمم المتحدة يأتي من باب ذر الرماد في أعين العالم . وفي السياق نفسه يمكن القول أن فضائح الأمم المتحدة الإنسانية كبيرة فسلوك هذه المنظمات الذي يعبر عن عدم إنسانيتها وانحطاطها وقيامها بوظائف عكس ما أنشأت من أجله، حيث إنها لم تراع ولو بالحد الأدنى مصالح كل الشعوب، ولم تؤد الدور الذي قيل أنها أنشأت لأجله وهو حفظ السلام العالمي. من خلال ماتم ذكره يتبين فشل الأمم المتحدة في إحلال السلام في اليمن وعدم إعلانها للعالم عن عجزها في إحلاله و”فك الحصار على مطار صنعاء الدولي ” وحصار اليمن عامة الذي يفرضه العدوان منذ سنوات وأن هذا الحصار يبقى عنوانا واضحا للعيان لفشل السلام ودليلا على انعدام النوايا الحسنة وهي جريمة حرب واستمراره تأكيدا جازما للإصرار على الجريمة .
الأمم المتحدة.. تاريخ مليء بالإخفاقات
إن الصمت الأممي إزاء القرصنة البحرية والممارسات التعسفية لتحالف العدوان بقيادة السعودية في احتجاز سفن الوقود يدل على مساهمة الأمم المتحدة في خرق الهدنة المعلنة من قبلها، فتلك الممارسات التي يقوم بها تحالف االعدوان انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، ومخالفة واضحة للمواثيق والقوانين والأعراف الدولية، الذي ينص على السماح بدخول سفن الوقود والغذاء والدواء، ووصولها إلى ميناء الحديدة بسلاسة طبق بنود الهدنة المعلنة، ولكن للأسف فإن خرق الهدنة في اليمن يتم بغطاء أممي وأمام مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الداعم لتحالف العدوان على اليمن، وهذا يؤكد أن الأمم المتحدة شريكة في حصار ومعاناة الشعب اليمني. من جهة اخرى هل تدرك الامم المتحدة أن استمرار أعمال القرصنة البحرية، واحتجاز السفن، وعدم السماح بدخولها، تسبب في كارثة إنسانية طالت كافة القطاعات الصحية والخدمية، وكل مرافق العمل والإنتاج .. هل تدرك الأمم المتحدة انها تتحمل المسؤولية الكاملة إزاء ذلك. إلى جانب تحالف العدوان ؟ كان من الاحرى للمنظمات والاتحادات والمؤسسات الإعلامية والحقوقية الإقليمية والدولية، والناشطين والحقوقيين، بالتضامن لرفع الحصار عن الشعب اليمني.والضغط باتجاه إيقاف العدوان ورفع الحصار، وكذا إيقاف انتهاكات وجرائم العدوان بحق الشعب اليمني. نعم يجب على المنظمات الأممية والدولية الإنسانية والحقوقية تصحيح مسارها للغاية التي وجدت لأجله وللتدخل العاجل في اليمن لإنقاذ سكانها وإلى رفع الصوت عاليا لإسماع العالم .
في الختام يظهر جلياً فشل الأمم المتحدة حتى الآن في اليمن منذ أكثر من ثماني سنوات، ويأتي فشل الأمم المتحدة، من خلال السكوت الواضح تجاه الجرائم التي يتركبها التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، وفشل الأمم المتحدة في اليمن ليس الاول من نوعه حيث كان الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي أنان، قدم في مذكراته الموسومة بعنوان "تدخلات"، سردا "فاضحا" لبعض أخطاء الأمم المتحدة خلال عمله الذي استمر لعقود مع المنظمة وخاصة في مجال مهمات حفظ السلام في التسعينيات في الصومال ورواندا والبوسنة، التي وصفها أنان جميعها بـ"حالات الفشل الكبرى". من جهة أخرى يمكن القول إن العديد من الدول تطالب بضرورة حدوث إصلاحات جذرية لهيئة الأمم المتحدة وجميع مؤسساتها، بحيث يكون لقراراتها المصداقية بعيدا عن هيمنة بعض الدول على أمل أن يكون لهذه المنظمة الدولية الدور الاكبر في انهاء ويلات الحروب والمجاعات والسير باتجاه عالم أفضل.